اشرف محمود
الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 17:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من المعروف أن لفظ المؤمنون يستخدم في القرأن للتحدث الي المسلمين او اتباع محمد فيقول دائما ياايها المؤمنون او المؤمنين او الذين امنوا ولم تذكر ولو مرة واحدة كلمة ياايها المسلمين والايات التالية بها بعض الامثلة لتأكيد هذا المعني
لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين
انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستاذنوه ان الذين يستاذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فاذا استاذنوك لبعض شانهم فاذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله ان الله غفور رحيم
ان الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا
ولما راى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما
انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون
ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين
فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف باس الذين كفروا والله اشد باسا واشد تنكيلا
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا
يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم
اذن تأكدنا ان كلمة مؤمنون مقصود بها المسلمون
المقصود في هذه المقالة هو لفت الانتباه الي نقطة يؤكد عليها المسلم دائما وهي ان القرأن نزل ليلغي كل ماقبله ويجب علي كل اتباع الديانات السماوية الاخري اتباع تعاليم القرأن بالرغم من أن القرأن لم يتطرق الي هذه النقطة الا فقط عندما يطلب من اهل الكتاب ان يؤمنوا بالله لكنه لم يطلب منهم اتباع تشريعاته او تعاليمه والذي يؤكد هذا ان القرأن لم يقل ابدا وهو يشرع بشئ (يا اهل الكتاب) والايات التالية تثبت هذا
قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون
يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده افلا تعقلون
يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون
يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون
قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله والله شهيد على ما تعملون
قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من امن تبغونها عوجا وانتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون
يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا
يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير
وكما رأينا لاتوجد أية تأمر اهل الكتاب بأي شئ به تشريع او تحريم او تحليل
اذن قضية القرأن قد نزل ليلغي ماسبقه من الاديان هي قضية خاسرة وليس لها اي اساس من الصحة والا كان المفترض ان يقول القرأن ياأيها الناس او عند التحريم والتحليل يقول ياأهل الكتاب ليعرف الناس ان الكلام موجه للجميع دون استثناء وليس فقط للمؤمنين او اتباع محمد
المعضلة الاخري ان القرأن يتكلم عن الناس احيانا بمعني المسلمين واحيانا بمعني كل اهل الكتاب واحيانا اخري بمعني الناس الذين ليسوا من اهل كتاب
هذه الاية تعني ان الناس هم الكفار
فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين
وهذا الايات تعني ان الناس معناها من هم غير اهل الكتاب
اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون
وهذه الايات تعني ان الناس هم غير المسلمين
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم
وهذه الايات تعني جميع البشر
ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون
يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين
ومن الغريب ان سورة النساء تبدأ بيأيها الناس وبها تشريعات كثيرة جدا تخص المسلمين واهمها زواج الاربعة وتشريع الميراث للرجل مثل حظ الانثيين وكل مايخص الميراث وتحريم زواج الاقارب وتشريعات اساسية اخري كثيرة بدون ان يحدد انها للمؤمنون ثم بعد الاية 28 يقول ياايها المؤمنون ويبدأ في تحريم اشياء اخري
فاين النظام في هذا الكتاب ؟ وكيف تتحدد التشريعات وهي لاتحدد لمن تتحدث الايات من الاصل فتارة يقول الناس وتارة اخري المؤمنين والناس لها عدة معاني فلا تعرف من المقصود بها وهذا ان دل علي شئ فهو يدل علي ان من كتب القرأن لم يكن يتذكر مايكتب ولايحتفظ بشئ مكتوب يرجع اليه ليتفادي مثل هذه الاخطاء فبالرغم من وجود صيغة ثابتة محددة واضحة يخاطب بها اصحاب هذا الكتاب وهي المؤمنون الا انه ينساها احيانا ويستخدم كلمة الناس التي ليست لها معني واحد محدد بل ثلاثة او اربع معاني كما رأينا ومع ذلك تجد المسلمون مصممون ان الكتاب نزل ليلغي ماقبله بدون اي دليل واحد علي صحة مزاعمهم ولكنه العقل المسلم المتشدد الذي يقرأ القرأن ولايفقه شئ مما يقرأه ومع ذلك يعتقد تمام الاعتقاد انه علي صواب مطلق وباقي البشر علي خطأ مطلق
وتحياتي للجميع
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.