علماني وافتخر

جان برو

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 12:01
المحور: الادب والفن
    

علماني وافتخر

عِلْمَانِي أنَا عِلْمَانِي
أَصْحَابِي الكُتُبُ،
وَالعَقْلُ لِسَانِي،
عِلْمَانِي أنَا..
والعِلْمُ تَاجُ كَلِمَاتِي،
والحُرِّيَةُ فَخْرُ فَلْسَفَاتِي،
وفَخْرُ صِنَاعَتِي، لِكُلِ إنْسَانِ،
عِلْمَانِي أنَا..
وسَيْفِي القَلَمُ،
والقِرْطَاسُ دِرعِي،
وَالحِبْرُ دَمٌ يَجْرِي فِي شِرْيَانِي،
وَالدَفْتَرُ أنِيسِي، وَالدَفْتَرُ حَبِيبِي،
أَشْكُو لَهُ قَسْوَةَ الجِهْلِ،
وَ تَخَارِيفَ أَهْلِي،
وَ أَشْكُو لَهُ، بَصِيرَةَ الخِلاَنِ..

عِلْمَانِي وَالشَوقُ عِلْمَانِي،
مِنْ أعْمَاقِ التَارِيخِ جِئْتُ،
مِنْ عَتْمَةِ السِجُونِ،
مِنْ حَلاَبَاتِ الزَمَانِ،
مِنْ البُحِيرَاتِ العِظَام،
مِنْ غَابَاتِ أفْرِيقْيا،
وَشَوَارِعِ الدَمَّام،
مِنْ حُقُولِ القَمْحِ،
مِنْ نَبْتِ السِنْدِيانِ،
عِلْمَانِي أنَا عِلْمَانِي..

عِلْمَانِي أنَا، وَلاَ فَخْر،
وَعِنْدِي فَقَطْ،
حَلُ لُغْزِ المَطَر،
وَلِمَا وَفْرَةُ الآلِهة،
وَ وَفْرَةُ عُبَادِ الحَجَر،
وَأُدْرِكُ تَمَامًا،
سَبَبُ وُجُودِ الأديانِ،
وَمَا الدِينُ إلاَ نَتِيجَةٌ حَتْمِيةٌ،
لِتَطَوِرِ دِمَاغِ البَشَر،
وَ نَتِيجَةٌ حَتْمِيةٌ،
لِلبَحْثِ فِي مَدَافْنِ القَدَر،
دُونَ وَسِيلَةٍ، أو بُرْهَانِ،
وَنِهَايَتُهُ فِي الرِدَةِ الكُبْرَى،
وَفِي الثَورَةِ الجنسيةِ القادمة،
وَلَنْ يُوقِفَ النور،
كُلُ سُدُودُ الطُغَاةِ،
أو سِيوفَ الأوثَانِ..

عِلْمَانِي وَالفِكْرُ عِلْمَانِي..
حِزْبِي حِزْبُ الانْسَانِ،
عَشِيرَتِي فِي كُلِ الأوطَانِ،
عِلْمَانِي أنَا مَنْ قَهْرتُ العُبُودِيَّة،
وَأنَا مَنْ كَسَرتُ جِدَارَ الظُّلُمَاتِ،
وَمَنْ كَسَرتُ قُيُودَ الجَاذِبِيَّة،
وَأنَا مَنْ حَرَرْتُ رِيشَةَ فَنَانِ،
أنَا مَنْ حَرَرَ العُقُول،
فِي حَرْبٍ عَشْوَاءٍ مَعَ جِيُوشِ السُلْطَانِي،
لِأَنِي فَقَطْ عِلْمَانِي..
لِأنِي مُحْيِي الضَمِيرَ فِي الابْدَانِ،
لِأنِي جَعَلْتُ لِيلَ العَبِيدِ نُورَانِ،
لِأنِي زَارِعُ الوَرْدَ وَالرِيِّحَانِ..

عِلْمَانِي وَأفْتَخِر..
وَالجَهْلُ تَحْتَ قَدَمِي يَنْشَطِر،
وخُرَافَةُ العُنْصُرِيةِ تَحْتَ قَدَمِي تَنْقَبِر،
قَصْرُ العِزِ قَصْرِي،
وَعَصْرُ الحُرِّيَةِ عَصْرِي،
مِعْطَفِي، وُخَوَاتِمِي،
وَمَلاَمِحِي يَلْبِسَانِ،
وَإنِّي مَا ذَبَحْتُ جُبْنَ النَاسِ يَومَاً،
إِلَّا لِأنَهُ كَانَ أعْظَمَ سِيُوفَ الخَوَانِ..

عِلْمَانِي وَالهَوى عِلْمَانِي..
وَمَا جَهْلُ أُمَّتِي إلاَ سِكِّينٌ،
يَقْطَعُ مِنِي حَبْلَ الوَرِيدِ بِكِتْمَانِ،
وَمَا عِزَةُ أُمَّتِي إلاَ الضَرِيحُ الأَخِيرُ،
لِكُلِ كَآبَاتِي وُأشْجَانِي،
عِلْمَانِي أنَا.. وَأفْتَخِر.

جان برو

#جان_برو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل