أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر حجيجي - بين المنهج العلمي والمغالطات















المزيد.....

بين المنهج العلمي والمغالطات


سامر حجيجي

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحدث الاكتشافات والاختراعات التي يقوم بها العالم ثورات على الصعيد الشعبي والرسمي، والمكان الطبيعي للعلماء بعد اي اكتشاف هو فاعات المؤتمؤات والاجتماعات العلمية لمناقشة ماتم التوصل اليه، وتقتضي المنهجية العلمية في التفكير ان تتم دراسة الموضوع بشكل كاف بمساعدة المتخصصين و محاولة الاستفادة منه على صعيد الدولة او الاقليم الجغرافي او المؤسسة العلمية و من ثم دراسة الية التطوير، وفي هذا المقال ساتحدث بايجاز عن مقارنة بين ردود فعل العالم على النظريات العلمية ورد فعل المسلمين عليها وساتحدث بالتحديد عن نظرية التطور بالانتخاب الطبيعي.
منذ عهد داروين الى الان تحولت نظرية التطور بالانتخاب الطبيعي الى حقيقة علمية بعدما تم دعمها بالملايين من الادلة من المستحاثات، وفي العقدين الاخيرين جائت الهندسة الجينية لتقطع قول كل خطيب في هذا الصدد، وعلى الرغم من من حساسية تبعات هذه النظرية في ذلك الوقت حيث المجتمع المسيحي المتدين و حيث الكتاب المقدس الذي يصف قصة الخلق بتفاصيل لا تقبل التأويل الا ان النظرية استمرت واستمرت الابحاث الخاصة بها الى ان اصبحت مجالاتها اليوم تتسع لتشمل ابحاثا تختص بعلاج بعض الامراض المستعصية و دراسة سبب الاصابة بها بالاستعانة بتاريخ الانسان التطوري.
لقد تداركت الكنيسة التناقض الذي اوجدته هذه النظرية مع جوهر قصة الخلق المذكورة في الكتاب المقدس وظهرت تفسيرات للكتاب المقدس تحاول التوفيق بين هذه النظرية وبين النص، لا بد ان نعرف أولا ان داروين عمل في البداية بشكل سري ولم يعلن لاحد عما كان يدرسه او ما توصل اليه، ولكنه في الوقت المناسب اعلن عن اكتشافاته، وقد اصيب المجتمع المتدين انذاك بالصدمة و ثارت ثائرة رجال الدين فبدأو كمرحلة اولى بمهاجمة داروين نفسه في الصحف والمجلات وتم رسم الكاريكاتورات التي تستهزيء بالنظرية وترسم داروين على انه من انسال القرود، ادركت الكنيسة بعدها ان مؤيدي النظرية من العلماء اخذين في الازدياد فقامت بدراسة النظرية محاولة هدمها علميا، ورغم شح الادلة والبراهين العلمية عليها ورغم عدم وجود ادلة ملموسة تؤكد صدق النظرية انذاك الا ان الكنيسة وقفت عاجزة عن فعل شيء.
بدأت الكنيسة بعد ذلك بمحاولة للالتفاف على النظرية بافتراض انها لا تتعارض مع جوهر النص المقدس وقصة الخلق، حيث ظهر تيار ديني يصدق بالنظرية من حيث تطور المادة ويفترض وجود الروح التي تغلفها وبالتالي فان ما يحدث هو تطور مقصود ومحكم ومخطط، و قد كان اللاهوتي والفيلسوف تيار دي شاردان من ابرز الفلاسفة الذين تبنو فكرة التطور المقصود والذي يتنافى مع الصدفة، وقد حاول ايضا ان يحاكي التطور الاجتماعي والفكري مع التطور البيولوجي ليصل الى نتيجة ان وعي الانسان يستمر مع الزمن حتى يصل الى مرحلة ( الوحدة) وهي ما سماها شاردان (نقطة اوميغا) والتي تعني في التراث المسيحي الحقيقة او الله.
يمكن ان تستنتج ان الكنيسة لم ترفض النظرية انما اعطت دورا لله فيها و حولت قصة الخلق الى قصة رمزية، لا تعني اكثر من ان الله يرافق البشرية والمون في مسيرة الخلق والتطور، ور غم ان موقف الكنيسة يبدو وكانه مصدق للنظرية الا ان الكنيسة استمرت في البحث عن الثغرات ( كما كل الديانات) محاولة ان تضع الله مكانها. وكما هو جوهر الخلاف بين العلم والدين اي وجود منهج للاخر ومسلمات للثاني فقد تلخص جوهر الخلاف بين العلم والكنيسة في كون الاول يبحث عن سبب علمي لحدوث التطور والثاني يبحث عن الغيبيات، وهناك دائما ثغرات في العلم اي هناك ادائما افتراض للغيبيات لن تحتاج لوجود دليل على الغيبيات بسبب المغالطة المنطقية المتبعة دائما والتي تقول ان اثبات افتراض عدم وجود الشيء يحتاج الى دليل ولكن في الواقع فان المنطق العلمي يقول ان افتراض وجود الشيء هو من يحتاج الى دليل.
في مقارنة بسيطة بين بين رد فعل الغرب المسيحي على النظرية و التي سردته باختصار شديد جدا وبين رد فعل المسلمين على النظرية يقع الانسان في حيرة من امره، فالمسلمون لم يكلفو نفسهم حتى بمحاولة دراسة النظرية، ولم يتجرأ احد من المسلمين حتى الان الا بعض المختصين بدراسة النظرية دراسة محايدة و قول رايه العلمي فيها وان حدث ذلك فان النتائج التي يخلص اليها بعض الدارسين المسلمين تبعث على السخرية، واذكر في هذا الصدد كبير العلمواعجازيين عند العرب، فهو اولا ينكر ان هناك ادلة على التطور ويشير في اكثر من موقف ان نظرية التطور تقع ضمن المؤامرة التي يحيكها الغرب لشباب المسلمين للعبث بمعتقداتهم واخلاقهم (لا اعرف اذا كان الغرب يخافون على اخلاقهم ام لا) قد قام هذا (العالم) بتلخيص النظرية في الخدعة التي قام بها احد العلماء عندما اتى بجمجمة قرد وقام ببعض التعديلات عليها ودفنها في قرية بريطانية ثم قال للناس انها جمجمة لاسلاف للانسان، و ما يثير الضحك ايضا انه يردد القوله العامية (ان النظرية تقول ان الانسان اصله قرد)، هذه المقوله لوحدها تكفي لتثبت الكذب الذي يمارسه هذا (العالم)، واذا كان لا يمارس الكذب فهو لا يريد الحديث عن النظرية بشكلها الصحيح فالنظرية لا تقول ان الانسان اصله قرد بل ان الانسان والقرد لهم اصل مشترك واذا كان لا يعرف هذه المعلومة فهو يثبت انه لا يوجد لديه ادنى فكرة عن النظرية، و يا اسفاه على شعوب يضللها علمائها ليهللوا ويسبحوا بحمد كذبهم، ان المنطق يفترض ان الله العادل سيغضب لمجرد الكذب على الناس لاثبات ان الله حق، ولا اعتقد ان الله يحتاج لمن يكذب ليعبده.
اذا كان هذا موقف من يعتبر عالما وبالمناسبة هو مختص بالعلوم وليس بالدين فيا تري كيف سيكون موقف الشيوخ وكيف هو موقف عامة الناس، ان ممارسة التضليل اصبحت الشغل الشاغل للعلمواعجازيين فهم يقومون دائما بتضليل ممنهج يبدأ بمحاولة لي عنق الكلمات في النصوص لمحاولة جرها وراء الاكتشاف العلمي، و اذا فشلو في ذلك فاحسن طريقة هي ايهام الناس بان النظرية او الاكتشاف العلمي المعني ليس صحيحا وان العلماء في الغرب تراجعو عنه او لم يجدو ادلة عليه او جملة الاكاذيب التي هم متاكدون من ان المتلقي لن يبحث ورائهم عنها.
ان تطورنا وركوبنا لقطار الحداثة يفترض فينا اولا ان نكون صادقين مع انفسنا، ان نربي جيلا يقول الحق ولو كان هذا الحق يتعارض مع مصالحنا الشخصية، انصحكم ان ترفقوا بهذا الجيل لان استمراركم بخداعه بات يؤتي اكلة، وان بقيتم مغمضين لاعينكم فافتحو صفحات الانترنت وشاهدوا ما يحدث للشباب.



#سامر_حجيجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلموإعجازيون
- الثيوقراطية الشعبية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر حجيجي - بين المنهج العلمي والمغالطات