أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خديجة يكن - دعيني أرتاح














المزيد.....

دعيني أرتاح


خديجة يكن

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 00:31
المحور: كتابات ساخرة
    


دعيني أرتاح، هكذا قلت لصديقتي وأنا أشعر ذاك الشعور الغريب في هدوءه، والغريب في صمته، ذاك الشعور الذي أعرفه جيدا، والذي ينتابني في لحظات معينة، أكون فيها تلك المرأة التي أخافها، والتي إذا ما نظرت فيها إلى المرآة لا أعرفني، خليط من الغضب والحزن والقسوة، تتعطل الحواس ، فلا أقدر على الأكل أو الشرب، لا على النوم ولا اليقظة، تهرب القصيدة مني، لأن القصيدة تحتاج إلى الحب، والحب في نفسي، أرخى شراعه وأبحر بعيدا، وتركني لهذه القوة التي تحسن جلدي، وألمي صامت.
أقفل النوافذ وأسدل الستارالكثيف حتى لايتسرب الضوء إلى عتمتي، ثم أشعل التلفاز، أتجول في قنوات العالم أبحث عن شئ ما، ولاأبحث عن شئ، أتوقف عند فيلم هندي ترقص فيه الراقصة الجميلة، أشاهد بعيون ذابلة وبروح ضائعة أبحث عنها في كل مكان، دون جدوى، أعرف أني لن أجدها الآن، لأن الآن هو هكذا، حالة علي تقبلها ومنحها لحظاتها حتى تستطيع اجتيازألمها، أحيانا بدون سبب، وأحيانا أخرى تكون أسباب وجيهة، وحينما قلت لصديقتي بأني أريد أن أرتاح، فلأني كنت متعبة، ليس من وسائل النقل وضجيجها صباح مساء، وليس من نرفزات السائقين، وليس من السارق الذي سرق محفظتي، وليس من الشرطي الذي أنبني لأني لم أنتبه، وليس من مديرالعمل وعصبيته، وليس من الشبان الذين لم يعودوا يمدون يدهم لعجوز حتى تجتاز الطريق، وليس من السباب للنساء والرجال من مدمني القرقوبي، ...أنا فعلا متعبة من كل ذلك، ولكن التعب يكاد يدمرني منذ ذاك اليوم الذي رأيت فيه الشعر يختلس نظرات الرجاء من تلابيب أشباه الشعراء الذين يتخذون منه مطية لهدف غير شاعري، يريد منا الشعر أن نحرره من قيود غير أدبية، ومن أهداف غير القوافي والقصيدة، رأيت الشعر يلقيه أشخاص اتخذوه طريقا لحزب ما أو لكرسي في موقع ما، رأيت الشعر تلقيه أفواه اعتادت النطق بأفظع ألفاظ القاموس المنحط في لغة الدرجة السفلى، رأيت الشعر يمدح من أفواه بعدما تنزل من المنصة تسب الدين وتحتقر العباد، وتسمح لنفسها بسوء الخلق، مثل هؤلاء الشعر عندهم مجرد كلمات يتلاعبون بها، لا تتجاوز أفواههم، أما صدورهم فمليئة بشئ آخر غير الشعر، رأيت كل ذلك، فشعرت بذاك المكان الذي كان يمنحني الجمال والإيمان بمستقبل جميل وقد أخذ يتهاوى، خفت على شاعريتي من شعرهم، فوليت إلى مكان غير مكانهم، وريثما تنتهي لحظاتي القاسية في صمت، ظلت حروفي حبيسة ذاك الملجأ الذي وجد في عتمتها مكانا ليزهر بعيدا عن ذاك الضوء العكر.
فدعيني أرتاح صديقتي



#خديجة_يكن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خديجة يكن - دعيني أرتاح