أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير شاكر الصميدعي - دموع وطن














المزيد.....

دموع وطن


سمير شاكر الصميدعي

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


دموع وطن
عندما وصلني الفلم القصير (يو تيوب) عن إطلاق سراح الأستاذ مظهر محمد وكنت قد سمعت باعتقاله منذ بضعة أشهر ، تأثرت به كثيراً وكذلك الحال مع آخرين أعرفهم فلقد مس شيئا عميقا في دواخلنا. ولقد كنت أعرف الرجل وألتقيه مع محافظ البنك المركزي صديقي الدكتور سنان الشبيبي الذي هو أيضاً تعرض إلى مذكرة اعتقال بحقه صدرت وهو خارج الوطن. كانا يأتيان إلى واشنطن أحياناً لدواعي العمل وكنت أشهد أداءَهما ونفَسهما الوطني.

كَفْكِفْ دموعَكَ واجرَع مُرَّ ما كُتِبا
فلستَ وحدَكَ مَنْ أُورِدتَ مُنقَــلــَـــبا
تجري دمــوعُكَ حَرّى لا لـــتوريـــةٍ ،
يكفي بحُرقـــتِها أنْ تدفعَ الريـــَبـــا
كمْ قد طغتْ عَبرةٌ في عَينِ حابِسِها
يشاهدُ الدمعَ منْ عينيكَ إذ سُــكِبا
هلْ في النوايا نزوعٌ للجُموحِ وهلْ
على "العدالةِ" نُلقي اللومَ والعتبا ؟
وإذْ يُهانُ شَبيبيٌّ ونائبـــُــه
فهلْ تُرى عاقلاً لا يعرفُ السببا ؟
***
كفْكِفْ دموعَكَ واصبِرْ إنهُ قَدَرٌ
أن يُثكَلَ الشعبُ في أبنائِهِ النُجَبا
أَعيانُنا شُـتِّـتوا ، منهُمْ مَن اعتزلوا
ومنهمُ من سَعى في الأرضِ واغتربا
ومنْ أصرَّ ولم يَبرحْ مواقِعَهُ
كما رأَيتَ ، يذوقُ الذُلَّ والكرَبا
أَمّا العراقُ فعملاقٌ أُطيحَ بهِ
تُغري المطامعُ فيهِ منْ غزا وسبى
الطامعونَ مِنَ الأجنابِ تجمعُهمْ
ضغائنٌ لم نجِدْ عنهُنَّ مجتَـنَـبا
والتابعونَ لهمْ أبناءُ جَلدَتِنا
عاثوا ، مَعاولَ هَدمٍ تخدِمُ الغُرَبا
أَضحى العراقُ بلا حَولٍ تحيطُ بهِ
رُبـْـدُ الضِباعِ طريحَ الأرضِ حيثُ كبا
هذي الضباعُ بقِطعانٍ محزَّبةٍ
تنازعَتْ تطلُبُ السُلطانَ والغــَـلـــَـبا
قِطعانُ ساسَـــتِنا سَكَّتْ مذاهبَها
خناجراً كيْ تنالَ الغُـنمَ والأربا
فمَنْ يُريدُ رَباحاً سَلَّ خَنجرَهُ
ومن تأنّفَ يُنضَى عنه ما كسَبا
يُهيِّجــونَ حَــزازاتٍ مــــُـحنَّـطـــةً
سَتائرُ الدهرِ جرَّتْ دونها حِقَـبا
الغيرُ ينظُرُ في مُســــتقبَلٍ أَمَلاً
ونحنُ نجهَدُ في ماضي الأسى طَلبا
***
إِن ابتُليتَ فإن المبتلى وطنٌ
قد استحالَ لدى الباغين مُحتَرَبا
البعضُ ينهشُ من أَوصالِهِ نهِماً
والبعضُ طاوٍ يُعاني القَهْرَ والسَغَبا
يُــقالُ "دولةُ قانونٍ" وواقعُها
شريعةُ الغابِ، مَهما أَمعنوا كَذِبا
في عَهدِ فِرعَونَ لم نسْكُتْ على مَضضٍ
أَنسكتُ اليومَ والفرعَونُ قد ذَهَبا ؟

ما كانَ أَنْ يَبلُغَ الفِرعَونُ ذَروتـــَـــهُ
لولا السكوتُ، دُروسٌ حِفظُها وَجَبا
***
مَدُّ التجارةِ بالإسلامِ حاقَ بنا
لكنْ مع الوقتِ لن يبقى وقد نَضَبا
تكشَّفَ الغِشُّ فالواعونَ قد فهِمُوا
والغافِلونَ هُداهُم حانَ أو قـــَـــرُبا
ومَن تغافلَ أَو أَعمتْهُ مصلحةٌ
يـُــعدُّ منهمْ ، أَرأساً كان أَو ذَنَبا
ومَن يُزيِّنْ قبيحاً وِفقَ نازعَةٍ
مِنَ التعصُّبِ يُنكبْ بالذين حــــَبا
لا تحسَبوا أَنَّ فينا رابحاً أبداً
في زورقٍ يركبُ الأمواج مضطربا
فتِّش عن الحقِّ واعرِفهُ بلا عَوَجٍ
تعرفْ بذلك مَن والاهُ أو ثلبا
لا تقمعِ الناسَ أو توقِعْ بهمْ نَكَداً
على المِظنَّةِ ، هذا سُبّةٌ وغَبا
واحكم عليهم بما يأتونَ مِن عملٍ
بهِ وما جادَ مِنهُ نعرِفُ النُخَبا
فالقولُ مرتخَصٌ لولا يُرادِفـــُـهُ
فِعلٌ ، فلا تأمنِ الأقوالَ والخُطبا
***
لقد مَنَحتُ بلادي كلَّ مقدرتي
لم أَدَّخرْ طاقةً أو أَجتَنبْ نَصَـبا
لم أَكتسِبْ رِفعةً من منصَبٍ فأنا
قبلَ المناصِبِ كنتُ البارزَ الأرِبا
ولم أفِدْ ثروةً سُحتاً تُنالُ فهلْ
أنسى التقاليدَ والأخلاقَ والنسَـبا ؟
طبعٌ تعلَّمتُهُ من والدَيَّ وإنْ
في كلِّ يومٍ أَرى مِن ضِدِّهِ عجَبا
وقد يُقالُ: لماذا اليومَ تنقُدُنا
من بعدِ توديعِكَ الألقابَ والرُتَـــبا ؟
أقولُ: كلُّ مقامٍ يقتضي نمطاً
من المقالِ وما قد شَطَّ عنهُ نبا
في كلِّ مرحلةٍ خُضنا مخاطرَها
جانبْتُ فيها سَفيفَ القولِ والشَغبا
لم ألزم الصَمْتَ بلْ أسديتُ ، من شغَفٍ
محضَ النصيحةِ لكنْ من نصَحتُ أبى
لسنا الذين كلامُ الهمْسِ دَيدَنُهم
قصْدَ التنابُـــزِ أو كيْ يَرفعوا العَتَبا
وليس يُدرأُ ظُلمٌ دونَ تضحيةٍ
وقد يموتُ الفتى أعياهُ ما رَغـبا
إنّــــا يحفـِّــزُنا حبُّ الجميعِ وإنْ
ذُقنا من البعضِ حِقداً يورِثُ العَطبا
جئنا نقرِّبُ حُلما كان مُبتعداً
ثمَّ استحالَ إلى الكابوسِ مقترِبا
***
المجدُ في موقفٍ تُنصى الجباهُ له
حُبّاً ، وليسَ لمن آذى وإنْ غَلــَــبا
زادَ الحسينُ شموخاً بعدَ ثورتِهِ
وللمسيحِ حياةٌ بعدما صُلِبا
كلٌّ إذا ما أتى مِنْ ذكرِه وهَجٌ
تخشَّع الكونُ إجلالاً لِما وَهَبا
أمّا الذين طغَوا فالناسُ تلعنُهم
ما هُم سوى زبَدٍ في عاصفٍ وَهَبا
فالمنشِئون لحُكمِ الناسِ مفسدةً
سيُذكَرون كما قد نذكرُ الجرَبا
***
كفكِفْ دموعَكَ قد مثَّلـْـــتـَــنا حَزَناً
فكلُّنا صارَ محزوناً ومكتئبا
واصمُدْ فإنَّ زماناً لا يهادِنُنا
سينقضي ويُعيدُ الدهرُ ما سَلبا
يبقى النقاءُ قرينَ التِبْرِ مَنزِلةً
ولا مقامَ لوغدٍ يجمعُ الذهَبا
ويرفعُ الناسُ ذكرَ المخلصينَ لهم
إذا الفسادُ على روّادِه انسحبا
سيلفُظُ الشعبُ جلاَّديه قاطبةً
وهل يدومُ نظامٌ قد غدا خَرِبـــا ؟
حُبُّ العراقِ سيبقى خالداً مَعهُ
وذِكرُهُ من وجيبِ القلبِ ما وَجَبا
نحميهِ في أعيُنٍ رَمداءَ مُثخَنةٍ
وكي نُغطّيهِ ، حِرصاً ، نُطبِقُ الهُدُبا
سمير شاكر الصميدعي
كتبت في كانون ثاني (يناير) 2013






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى
- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...
- أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليو ...
- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير شاكر الصميدعي - دموع وطن