أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سهى عودة - تحرشوا بها فأجابتهم بالصمت














المزيد.....

تحرشوا بها فأجابتهم بالصمت


سهى عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 10:05
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    


لايوجد شعور أقسى من سكوت الأنسان عن حقه حتى وأن تظاهر بالنسيان عبر سنوات إلا أنه يكون بذلك كاذباً على نفسه والأنتقام هو أمله الوحيد! هذا ماتحس به الحاجة (مريم) برغم من أنها تعدت سنواتها الستون فهي تقول أن ضعف المرأة وخوفها المستمر من المجتمع والدور السلطوي للرجل عليها هو ماجعلها تصمت لتتزوج ممن تحرش بها وهي شابة تقطن أحدى القرى مع والدتها وحيث كان من المستحيل لها أن تتكلم والا لكان قد تم قتلها مع والدتها مما أضطرها للزواج من ذاك الشخص وأنجبت منه عشرة أولاد وبعد 35 سنة من الزواج المُحرم تقول أنها مازالت تكرهه حتى اليوم وتتمنى موته .
لو قمنا بتحليل نشوء ظاهرة التحرش وأستمرارها نجد بكل تأكيد أن الكبت المتزايد في مجتعاتنا له بالغ الأثر في تفاقمها كذلك النظرة الدونية للمرأة من قبل الرجل والتي يكتسبها من خلال تربيته فهو ينظر للمرأة على أنها وسيلة للمتعة وإفراغ الشهوة والأنجاب, وماسبق ذكره يجعل من الرجل شبقاً في بعض أحيانه وهذا مايدفع به للتحرش بالنساء حتى ولو بكلمة بذيئة .
كذلك التربية الخاطئة للطفل نفسه من خلال ترسيخ أفكار الفصل المتعمد مابين الجنسين ومنذ الصفوف الأبتدائية بل وحتى أن كانت المدرسة مختلطة فيتم الفصل بين الطالبات والطلاب في داخل الصفوف نفسها, أذكر أنني عندما كنت في المرحلة الابتدائية كان الصف يتكون من خطين من الرحلات الدراسية للبنات وخط واحد للأولاد ويتم أختيار مكان لهم بعيد عن الفتيات وتكون مقاعدهم ملاصقة للحائط غالباً بل وحتى دروس التربية الفنية كانت تعطى للأولاد دروس وأفكار غير تلك التي كانت تتلقاها البنات. هذا كله يدفع بالتفكير ماهو الفرق بيني وبينها أوبيني وبينه مالذي يمتلكه ولا أمتلكه أو بالعكس مما يجعل الطفل يفكر بالفروق الجسدية بينه وبين الطفلة وتبقى محاولة وفكرة أستكشافها مترسخة في الذهن وتكبر بكبره
التلقين الخاطئ الذي يتلقاه الطفل في العائلة (لاتفعل كذا ولاكذا ) فهذا عيب وذاك حرام وأن الله سيحرقك بالنار كل هذا ينمي شعور الكبت للطفل ليأتي الجامع ودور العبادة التي تنهر دائما وتزجر بأقصى العقوبات ثم تأمر بالحجاب والنقاب فتجد الرجل منهم يشدد على أهل بيته ليمارس مايتمنى فعله من خلال مشاهدته لأفلام غير أخلاقية مما يصيبه بالأزدواج لتظهر أزدواجيته من خلال سلوكه الشاذ بالتحرش الجنسي للنساء في الشارع أو علاقاته المتعددة
والتحرش الذي تتعرض المرأة يبدأ من درجة المضايقات بالكلام البذيء والقاسي ليصل الى حالات اللمس الجسدية غير المشروعة التي تتعرض لها في الشارع أوفي عملها لينتهي بالأعتداءات الجنسية لربما حتى في بيتها وهذا ما حدث لكثر من الفتيات ومن قبل أقاربهم وأهاليهم , مما يجعل الفتاة تتعرض للصدمة والخوف خلال النشأة ويبقى سكوتها هو الحل الوحيد!

وهذا هو من أكبر الأسباب التي تجعل هذه الظاهرة مستمرة فالرجل لايجد مايخيفه عندما يتحرش لأنه على يقين كبير من أن النساء لايستطعن البوح بأنهن تعرضن للتحرش فالصمت والكبت وسيلتها الوحيدة وذلك بسبب المجتمع الذي كثيراَ ماينظر للمرأة على أنها هي المذنبة فالأغلب يرى أن ماترتديه المرأة يكون هو السبب الأكبر في جذب المتحرشين اليها وهذا الشيء حتى وأن كان فيه صحة لكن هل يعني ذلك أن ترتدي كل النساء الجلابيب والعباءات منعاً للتحرش!
فالأجدر بنا تثقيف الفرد من طفولته وطوال نشأته وتربيته بالطريقة التي يختفي فيها التمايز بين الولد والبنت , كذلك تفعيل القوانين لحماية المرأة من التحرش . فلاأحد يعلم أحساس ألم المرأة التي تتعرض للتحرش إلا هذه المرأة نفسها.



#سهى_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الوسائد ...طريقة تُلقن للحكام العرب


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سهى عودة - تحرشوا بها فأجابتهم بالصمت