أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صليبا جبرا طويل - توافق او شرق اوسط جديد















المزيد.....

توافق او شرق اوسط جديد


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بكثيرمن التفاؤل وبخطوات بطيئة قليلة الثقة تمرّ المجتمعات العربية بتغيرات جذرية لرسم خارطة مستقبلية معاصرة للاندماج والمساهمة في حضارة عصر الالكترونيات الذي سهل الحصول على المعلومات، ونقلها بسرعة فائقة، وأصبحت فيه المعرفة في متناول الجميع. ومن المثير للجدل أننا تغيبنا وفقدنا موقعنا كعرب في هذا السبق الالكتروني...ومما يزيد الطين بلّة أننا لم نمر بعد في العصر الصناعي المؤدي للعصر الالكتروني. فالعالم العربي لم يستقر ويتحرر بعد من التبعية لللاستعمار، ولم يتحرر اقتصاديا لأنه لم يصل الى مستوى يمكّنه من التصنيع والانتاج، فالبضائع الغربية المتنوعة تغزو اسواقنا وتملأها. فالمستهلك لهذا الكم الهائل، يعد فاقداً للمعرفية الاقصادية وابجديتها، وليس له نصيب أو دور في المشاركة العالمية. اما على المستوى السياسي، فالمشاكل الايديولوجية والعقائدية في العالم العربي تبرح مكانها في مناكفات كلامية وليس هناك استراتجية توفيقية للخروج من المأزق، أو حتى برامج سياسية واضحة، والوعى الجمعي مفقود، والازمة الثقافية لم تحل بعد، وهناك رفض ومحاولة اقصاء والغاء وتخوين كل طرف للاخر، والامية تزيد القضية تعقيدا، وهناك اطراف خارجية تؤيد وتساند كل طرف بالاعلام والمال والسلاح، بعضها عربي وبعضها اجنبي، يرسخ التبعية لهذه الدول ليعود ثانية الى احضانها ويصبح دمية تسيره بحسب اهوائها وبرامجها، و بذلك نسقط في الشرك نفسه، ولم نحقق انجازات تذكر محليا وعالميا.

البعض يرى ان الصراع بين الدين والعلمانية جوهر القضية، لان المتدين يفسر بدهاء الديمقراطبة والانفتاح، وغيرها من المفاهيم على انها علمانية مستوردة من الغرب اللاديني. العلمانيون في العالم العربي يدركون مكانة الدين ودوره واهميته في حياة الانسان العربي، كما انهم لا يحاربون الفكر الديني التعريف المتعارف عليه للعلمانيةْ، حيث تعني اصطلاحا "فصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة السياسية"، وقد تعنى ايضا عدم قيام الحكومة او الدولة باجبار اي احد على اعتناق وتبني معتقد او دين او تقليد معين لاسباب ذاتية غير موضوعية، كما تكفل الحق في عدم اعتناق دين معين، وعدم تبني دين معين كدين رسمي للدولة. وبمعنى عام، فان هذا المصطلح يشير الى الرأي القائل بأن الأنشطة البشرية والقرارات، وخصوصا السياسية منها، يجب ان تكون غير خاضعة لتاثير المؤسسات الدينية". ما المانع في ان يكون الانسان المتدين علمانيا، أو العلماني متدنيا، فالعلمانية ليست لاهوتا او فقها. بالرغم عما سبق فما زالت الدساتير العربية تنصّ على ان الشريعة الاسلامية تعد مصدراً للقوانين وأن الدين الاسلامي هو دين الدولة، حتى خلال وبعد ثورات الربيع العربي، والاجماع الوطني موحد حول هذه النقطة ويكنّ لها كل الاحترام..

للثفافة دور هام في تشكيل وعى الانسان العربي، لنعترف أن الامية والامية الثقافية منتشرة وبشكل واسع في عالمنا العربي. الانفتاح المعرفي العالمي وبخاصة الثقافي، تسبب بمعضلة لنا تمثل تحديا ثقافيا للهوية العربية. لذلك يسعى البعض لحماية هذه الخصوصية عن طريق منع الانتشار الثقافي من خلال وسائل الاعلام بأشكالها المتنوعة، المرئية والمقروءة والمسموعة عبر الفضائيات او الانترنت او اجهزة الاتصال المتقدمة. مواجهة التحدى لا يأتي بالتقوقع والانغلاق وخلق جماعات منعزلة، الانفتاح المعرفي والثقافي حتمية ضرورية للمجتماعات العربية لرسم خطوط المستقبل في عالم سريع التقدم أصبح العلم والاختراع ورفاهية الفرد وحرية عالمه الواسع. الانفتاح الثقافي يحتاج لعوامل منها حرية التبادل الثقافي، والحوار، والانفتاح على حضارات العالم لنهوض الامة. وكونّي عربياً مسيحياً - ومعظم المسيحين العرب ايضا- أضيف أن الاسلام يمثل جزءاً من ثقافتي المتنوعة الواسعة، والمسيحية نادرا ما تمثل جزءاًَ من ثقافة العربي المسلم. فالعربي المسيحي يعرف، ويفهم، ويعايش، ويستوعب العربي المسلم من خلال القران الكريم والحديث الشريف. أما العربي المسلم يفتقر وللاسف لهذه الثقافة لانه لم يتعرف على الاخر من خلال كتابه المقدس، فالفكر المسبق عن المسيحية يقف حاجزا ومانعا للتعرف عليه .

لماذا دخل التميبز العنصري للمشهد العربي في زمن الانتفاضات العربية؟ ولخدمة من؟ لم نشعر باختلافات دينية او مذهبية معمقة الا في هذه الفترة الأخيرة مع اننا نعى وجودها، واختلافها شكّل لوحة رائعة في التعاون المشترك على ارضية أساسية وهي حب الوطن والانتماء والاخلاص له. فالمسيحيون العرب جزء أساسي أصيل تمتد جذوره الي عصور المسيحية الاولى منذ اكثر من 2000 عام، فهذه الارض العربية هي التي حملت رسالة المسيح للعالم اجمع. أما المذاهب الاسلامية الفقهية المختلفة فلكل منها اجتهاداتها، والطوائف الاسلامية متعددة ولها اتباعها. ومحصلة هذا التنوع تشدد على أن جوهر الاديان يكمن في العبادات والمعاملات التي تسعى للخير العام للانسانية جمعاء. أما لخدمة من؟ فهذا السؤال الجوهري اساسي، وبكل بساطة اجيب لخدمة اعداء الامة للتقدم والتطور في العالم العربي. وأضيف ان استغلال الأمية والمرض والفقر عوامل تكّرس لنجاح هذا المخطط البغيض واذكاء الفتنة. التعصب لطرف دون اخر، دليل على هشاشة وضعف التفكير، كما أن التعصب يكوّن منطقة محرمة ترفض وتمنع دخول الافكار الاخرى لها او منقاشتها او الدخول في حوار معها، مما يغلب القطيعة على الحوا، ويشجع منطق القوة والعنف واللجوء اليهما في نهاية المطاف، والضحية يكون الوطن والمواطن.

الأمة العربية من محيطها الى خليجها تجمعها عوامل مشتركة، مثل اللغة والتاريخ والأرض والمصالح المشتركة ايضا. ومع ذلك لم تشكل وحدة عربية، فالجامعة العربية ليست دليلا على وحدة العرب، فهي تجمع عربي اشبه بنادٍ له قوانينه، ويفتقر الى الاجماع والالزام بقراراته يؤثر فيه ويتائر بدول تستمد قوتها من ارتباطها بالاستعمار القديم الجديد، بذلك توفر سطوة القوى الخارجية المستمرة والممتدة من زمن السلاجقة مرورا بالعثمانين الى زمننا الحاضر. فاستقلال القرار العربي معطل وغيرقائم، فالمحاولات العربية للنهوض بالامة العربية بتطبيق الفكر القومي تمّ اجهاضها. والدول المرشحة للنهضة القومية كانت العراق وسوريا ومصر تم ضربها وتفكيكها، وحرّض الشعب فيها على الاقتتال الداخلي، وكان لها اثر على الشرق الاوسط، حرب الخليج الاولى بين القوات الايرانية/ العراقية التي وقعت بين عامي 1980-1988، ثم حرب الخليج الثانية حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي التي قامت بها امريكا والحلفاءعام 1991، ثم حرب الخليج الثالثة المعروفة بحرب العراق عام 2003. أما سوريا فالهبات الشعبية – الانتفاضة – التي انطلقت بتاريخ 25 /اذار 2011 بمطالبها العادلة المقدسة، كان لزاما عليها الانتظاروالتريث والمشاركة في حوار وطني واسع يحافظ على وحدة وقوة الوطن. أما الانجرار وراء الغرب وبعض الدول العربية، نتيجته كانت تدميرسوريا والعراق شعبا وحكومتا. وما زالت اثارها ونتائجها تتأجج حتى هذه اللحظة في صورة اقتتال طائفي ومذهبي. اما مصر فان الانتقال السلمي للسلطة لم يرضِ الغرب ولم يحقق سياسته، استلام الاخوان للسلطة صادر اهداف الثورة وتطلعاتها بدعم عربي وعالمي، فالمستقبل القريب يتوعد بنتائج لا يحمد عقباها ما لم تتدارك اطراف النزاع مصلحة الوطن والتوصل لصيغة توافقية بين أطياف المجتمع المختلفة. فليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية ما زالت عالقة، ولم تجد بعد حلولاً تجمع شمل المواطنين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية. فهذا العجز العربي دليل ضعف على امكانية الحفاظ على وحدة العالم العربي، او الاقطار العربية، مما يسرع في تنفيذ مخطط تقسيم الشرق الاوسط الجديد والذي نشرته موقع مجلة العسكرية الامريكية عام 2006 . مهندس هذا المخطط هو برنارد لويس - بريطاني الجنسية - وضعه عام 1980 يدعو الى تقسيم الشرق الاوسط. المحطة القادمة اكثر تشاؤمية، فالدمار طال الجميع، واعادة الاعمار تحتاج الى عشرات السنين ومليارات الدولارات مع أن العالم العربي ما زال يتلقى المساعدات الغربية العينية والغير عينية. فكيف سينصرف للبناء دون الخضوع للمؤسسات الممولة؟.

التغير يحتاج الى عقول، والعقول تحتاج الى تفكير... مستحيل هو التغير في ظل برامج لا تحترم حرية الراي والاعلام والاختلاف الفكري والعقائدي. وكرامة الانسان والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمواطنة والمساواة أمام القانون. لانها اسس التعامل في عالمنا المعاصر.فالديمقراظية مظلة الاقتصاد المنفتح الناجح وسابقة له. والحرية هي الهواء التي يتنفس من خلالها التنوع العقائدي والايدلوجي الوطني. والدستور القائم على وفاق وطني هو المناخ المناسب للتكامل الوطني والانساني. ان لم نتدارك مطالب شعوبنا العادلة، وان تاخرنا في الاصلاح، سيأتي الحل في النهاية من الغرب، ويكون مخطط برنارد لويس هو العلاج لشرذمتنا .



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صليبا جبرا طويل - توافق او شرق اوسط جديد