باسم محيسن
الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 17:44
المحور:
الادب والفن
في سجن اسرائيل
مات جرادات
مات وهو تحت التعذيب
مات
وهو
قيد إستجواب وحشي
مات وهو يسأل
عن اشياء وعن اسماء وعن اشخاص
وعن أماكن
ولكنه
كان
لا يجيب
لا يجيب
مات وهو يركل خلف الأبواب
الموصدة بنار ولهيب
مات وهو يحرق كالشواء
من الصباح وحتى المغيب
لكنه
كان لا يجيب
مات وهو يسلخ
حياً
في اطوار من تهديد من ركلات من طعنات
من ضرب مبرح من ترغيب من ترهيب
حتى جرب كل صنوف التعذيب
مات وهو ينقل من يد سجان
الى يد حيوان
الى يد سجان اخر
الى سجن اخر
فيه سجان
اخر
وطبيب
يأتي
مستبقا لحظات الموت
بوخزة مصل
شفاف
يحقنه
في الجسد المنهار تماما
كي يتغلغل في العصب الحسي
فينهض
ثم يجيب
وكم من الاعيب
وكم وكم
من اساليب
ومصل يسكب
في الحلق غريبا وعجيب
حتى يعود
ثانية
الى السجان
الى الحيوان
الى السجان الاخر
و الذئب الأخر
والوحش الاخر
وجنون طبيب اخر
حتى جنح الليل
ولون اخر
ادهى واشد
من الوان التعذيب
لكن
جرادات الحي
الميت
قد عاش
وعاش
وهو لا يجيب لا يجيب
اما نحن فقد متنا
الف مرة
وكتب فوق شاهد قبرنا الجماعي
الواسع الرحيب
( صمتكم غريب ايها الشعب )
صمتكم غريب ومريب وعجيب
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟