أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مي حسين عبد المنصف احمد - الاقلية اليهودية فى روسيا















المزيد.....



الاقلية اليهودية فى روسيا


مي حسين عبد المنصف احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة

تمثل المسألة اليهودية مشكلة ذات أبعاد الزمانية والمكانية محددة ,حيث ان المسألة اليهودية هي مشكلة أعضاء الجماعات الوظيفية اليهودية الذين فَقَدوا وظائفهم والعديد من الامور التى تساعد على استمرار حياتهم مع ظهور الدولة القومية المركزية الحديثة, وعادة ما تحل المسألة اليهودية بأن يتم استيعاب أعضاء الجماعات الوظيفية اليهودية في الاقتصاد الجديد وفي المؤسسات الحديثة, وهذا ما حدث في بلاد مثل فرنسا وإنجلترا وهنولنداوروسيا .

تعتبر المساله اليهوديه في روسيا واحدة من اهم واعقد المشاكل فى تاريخ روسيا الطويل وتمتد جذور هذه المساله الى عهود طويله ,فكانت بداية تعرف الروس على اليهود بشكل واسع بعد أن ضمت الإمبراطورية الروسية مناطق ضخمة في غرب أوكرانيا و بيلا روسيا في سياق تقسيم الدولة البولونية بينها وبين بروسيا والنمسا, فبدأ سعى اليهود من أجل الانتقال الى العديد من المدن الروسية لممارسة اعمال مربحة في منتصف القرن الثامن عشر.

لكن يعود الوجود الفعلى للجماعات اليهودية في روسيا إلى القرن التاسع الميلادي حين توسعت مملكة الخزر اليهودية في وادي الفولجا ومناطق أخرى من روسيامن ثم أصبح هناك صراع وجودي لروسيا ضد المملكة اليهودية الخزرية ليصبح من الضرورى ان ينتهى الامر اما بان تستمر وتتوسع الامة ـ الدولة اليهودية على حساب وجود الامة الروسية واما ان توجد الدولة الروسية على انقاض الدولة اليهودية الخزرية, فمن جانب اليهود كانت قيمة هذا الصراع لا تتعدى قيمة صفقة تجارية كبرى، بما تحتمله من ربح وخسارة, اما من الجانب الروسي فكانت القضية قضية حياة او ـ في حال الهزيمة ـ موت، او حياة اسوأ من الموت، لما قد ينجم عنة من تحول من شعب الى قطعان العبيد دون اى نوع من الكرامة.

لكن كان بانتصار الروس على الخزر، قضت الدولة الروسية على الدولة اليهودية، ولكنها لم تقض على الامة اليهودية، لا بصفتها الدينية ، بل بوصفها فعالية منظمة، مالية ـ اجتماعية ـ اخلاقية ـ ايديولوجية ـ سياسية. وهذه الفعالية المنظمة، ذات الطابع الديني والقومي و السياسي والارضية المالية لا تزال مستمرة بالوجود الى الان.

الحركة المنظمة اليهودية ـ الصهيونية العالمية تدرك تمامامنذ ذلك الحين انه طالما ان الدولة الروسية موجودة كدولة، والشعب الروسي موجود كشعب، فإنها، اي الحركة المنظمة اليهودية ـ الصهيونية تبقى مهددة في وجودها وجميع القوى الشعب الروسي، ايا كانت انتماءاتها وعقائدها، تدرك ايضا ان الهدف الاساسي للحركة المنظمة اليهودية ـ الصهيونية هو الانتقام من روسيا، والقضاء على الدولة الروسية والشعب الروسي.

وبالفعل أصبح اليهود القوة الفاعلة والفاصلة في الدولة الروسية السوفيتية. وهي ظاهرة يمكن ملاحظتها بدقة ووضوح بعد الانقلاب البلشفي عام 1917 والانقلاب الديمقراطي عام 1991. بينما نلاحظ ضعفها واضمحلال قوتها بعد كل تركز للدولة القومية وتماسك ثقافتها الداخلية.

لتصبح القضية ليست في فضيلة الدولة القومية المتماسكة وثقافتها المتوحدة بل في العقدة المتراكمة في شخصية اليهود تجاة الدولة الروسية

ومن ثم مر التاريخ اليهودي في روسيا بمراحل مختلفة وفى اطار هذا التاريخ الطويل توجد حقيقة وحيدة مستمرة ذات وجهين متناقضين ومتكاملين في الوقت نفسه: الأول هو ولادة واستمرار وجود مشاعر عداء عميقة لليهود في المجتمع الروسي المسيحي أصبحت تسمى فيما بعد معاداة السامية، والآخر هوحرص اليهود على الانتقام من الدولة الروسية والشعب الروسى من خلال استمرارهم في لعب أدوار مركزية في المجتمع والدولة الروسيين سواء كانت مالية واقتصادية أو سياسية بالرغم من قلة عددهم للسكان الروس المسيحيين. وقد ظلت تلك الحقيقة ذات الوجهين قائمة حتى اليوم، بالرغم من تراجع أحد الوجهين أو كليهما من فترة إلى أخرى بحسب الأحوال في المجتمع الروسي.

لقد كانت السياسة العامة -على مر التاريخ الطويل الذى جمع بين الدولة الروسية واليهود- تهدف إلى دمجهم وقد نجحت عملية دمج أعضاء الجماعات اليهودية في بادئ الأمر حيث كان الاقتصاد الروسي ينمو ويستوعب أعضاء الجماعة اليهودية الذين فقدوا وظائفهم القديمة المرتبطة بالاقتصاد القديم، إذ كانت توكل لهم وظائف جديدة بعد إعادة تأهيلهم. ولكن بعد فترة أخفق الاقتصاد الروسي في استيعابهم ويعود هذا لأسباب عديدة من أهمها الانفجار السكاني الذي حدث بين أعضاء الجماعات اليهودية وتعثر عملية التحديث، فصدرت قوانين مايو 1882 التي زادت من عزلة يهود روسيا واضطهادهم، وحدثت انفجارات أدت في نهاية الأمر إلى قيام الثورة البلشفية التي حلت مسألة يهود روسيا بطريقة مختلفة تماماً وغير متوقعة، إذ تم دمج أعضاء الجماعات اليهودية، أحياناً بالإقناع وأحياناً بالقوة، شأنهم في هذا شأن أعضاء الأقليات الأخرى

لكن كل ذلك يختفى فى الأدبيات الصهيونية،حيث يؤكد الصهاينة على مدى اضطهاد اليهود فى روسيا وعلى المذابح التي تدبر ضدهم مما يؤدي إلى استحالة فهم المسألة اليهودية في روسيا القيصرية.

ومن ثم تتمثل المشكلة البحثية الرئيسية لهذة الورقة البحثية فى :-
" الى أى مدى يكون للجماعة اليهودية دور ونفوذ فى المجتمع الروسى "؟
وتتمثل الاسئلة البحثية التى يحاول الاجابة عنها فى :-
1) هل تمثل الجماعة اليهودية نسبة كبيرة يعتد بها فى المجتمع الروسى ؟
2) كيف تندمج الجماعة اليهودية فى المجتمع الروسى ؟
3) هل للاقلية اليهودية نفوذ فعلى فى المجتمع الروسى ؟
4) هل تمارس اسرائيل نفوذ على الاقلية اليهودية فى روسيا ؟

لهذا تحاول هذة الورقة البحثية تناول كل من الاتى :-
• نسبة اليهود الى اجمالى عدد السكان فى الدولة الروسية
• النفوذ الاجتماعى والاقتصادى لليهود فى المجتمع الروسى
• الدور السياسى لليهود فى روسيا
• العلاقة بين يهود روسيا واسرائيل
• نسبة اليهود الى اجمالى عدد السكان فى الدولة الروسية :-
كانت المسالة اليهودية في روسيا جزءا ونتاجا لسياسة التوسع الكولونيالية. فقد كانت روسيا القيصرية قبل احتلال بولندة لا تحتوي إلا على عدد قليل من اليهود. وبعد ضم الأجزاء الشرقية منها على اثر مقررات مؤتمر فينا عام 1815، اصبح اليهود يشكلون عددا لا يستهان به في الإمبراطورية الروسية

ومن ثم احتلت روسيا الموقع الأول بين الدول الأوربية بالنسبة لعدد اليهود،حيث تراوح عدد اليهود في روسيا من ثلاثة ملايين نسمة في الإمبراطورية الروسية قبيل الثورة الاشتراكية إلى مليون وسبعمائة ألف في الاتحاد السوفيتي في الثمانينات من القرن الماضي- حيث انة فى نهاية القرن الثامن عشر اخذ وجودهم يتوسع ويزداد في روسيا-وإلى خمسمائة وخمسين ألف في روسيا الاتحادية بعد أن هاجر مليون يهودي من دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى إسرائيل في بداية التسعينيات من القرن الماضي .

وفى اطار انتقال اليهود من بولندة إلى روسيا أصبح هناك حالة من تزايد عدد اليهود, فقد ازداد عددهم في مجرى قرن من الزمن حوالي خمس مرات، كما بلغ عام 1915(بعد قرن على إلحاق بولندة بروسيا عام 1815) حوالي 5،500،000 فرد وهي اكبر نسبة للزيادة بين سكان القيصرية الروسية آنذاك. وبهذا تكون روسيا قد احتوت عند خلال القرنين التاسع عشر – العشرين على اكبر تجمع يهودي في أوربا. فقد كانت نسبتهم في روسيا حينذاك 5%، في حين لم تكن نسبتهم في ألمانيا حينذاك تتجاوز 1،15%، وفي فرنسا 0،28%، وفي سويسرة 0،27%، وفي كل من إيطاليا وإنجلترا 0،13%، وفي الدانمارك 0،12% وفي السويد 0،07%، وفي بلجيكا 0،05%، في أسبانيا 0،01%.

بينما أعلن وزير القوميات الروسي فلاديمير زورين أن عدد السكان اليهود في روسيا تراجع إلى اقل من النصف منذ 1989 ليبلغ 203 ألف نسمة في 2002 ,ولقد أكد زورين ان هذا الانخفاض في عدد اليهود ناجم خصوصا عن هجرتهم، مذكرا بان عدد اليهود في روسيا كان 540 الفا حسب التعداد الذي اجري في 1989, فحين ان عدد اليهود فى روسيا وفقا لعام 2010 وصل الى 205,000 من اجمالى عدد السكان فى روسيا- 142 مليون و905.2 ألف نسمة. -اى انة يمثل 1.5% من اجمالى نسبة السكان فى روسيا .







• النفوذ الاجتماعى والاقتصادى لليهود فى المجتمع الروسى
مما لاشك فية ان لليهودية دور في الواقع الروسى, إلا أن اليهود كمجموعة كبرى أو كقوم لم يظهروا في روسيا إلا في القرن الثامن عشر إثناء ضم مناطق البلطيق وبيلوروسيا والمقاطعات البولندية للإمبراطورية الروسية. آنذاك أصبحت روسيا الدولة الأعظم من حيث عدد اليهود فيها.

وكان تجمع اليهود في هذه المناطق نتاجا لعملية طويلة من تفاعل الأسباب الاجتماعية ـ الاقتصادية والسياسية والدينية في أوربا. ولقد اسهم ذلك فى خلق مجموعة الاشكناز ولغة الايدش وهؤلاء خضعوا لمجموعة كبيرة من التأثيرات ,ولعل أول هذه التأثيرات الجديدة كان مرتبطا بسن قانون نطاق الإقامة أو التوطين الإجباري لليهود في مناطق محددة. وقد كان لهذا القانون فعاليته وأثارة والتى تمثلت فى تعزيز روح الانغلاق والعزلة المميزة للتاريخ اليهودي مما أدى بدوره إلى غياب دورهم الاجتماعي السياسي والثقافي في الحياة الروسية آنذاك.
(أ) على الصعيد الاقتصادى
إن انغلاق كافة ميادين الحياة السياسية والإدارية والعسكرية أمام اليهود دفعهم إلى ميدانهم التقليدي في التجارة والمال ,حيث أن اليهود قاموا بور الوسيط التجاري والربوي بين روسيا وبيزنطة وبقية أوربا بشكل عام وبينها وبين روسيا بشكل خاص. وشغلوا أسلوب الوساطة، الذي لم يكن في الواقع سوى أسلوب الاستحواذ على الثروة دون أي جهد يذكر، أو بأسهل الطرق. لهذا كان تركزهم اللاحق في ميدان المحاماة استمرارا لنفسية الوساطة وطفيليتها المتمدنة فالمحامي هو وسيط بين اثنين، لا هم له سوى ربح المعركة من اجل اقتسام الغنيمة، دون أن يكون طرفا مباشرا في المعركة، ودون أن يتعرض إلى أذى مادي أو معنوي بما في ذلك في حالة الخسارة.

كما انهم قاموا بدور الوسيط في كل الميادين المتاحة لهم. واستغلوا الفرص المناسبة للتغلغل في كل الأماكن المربحة, كما وصل بهم الأمر إلى درجة استئجار الشوارع المكتظة بالمحلات التجارية والحانات، واخذ الرشوة والإتاوات من كل داخل إليها وخارج منها، بما في ذلك جمركةما يحصل عليه المتسولون منها

لقد ترسخت سيطرة اليهود على امتداد القرن التاسع عشر في ميادين بيع المشروبات الكحولية والبيرة والحانات والسجائر، وأقاموا محلات لبيع السجائر وإذا أخذنا بنظر الاعتبار تقاليد السكر والعربدة الروسية خصوصا بين أوساط الفلاحين، فمن الممكن توقع الأرباح الخيالية والأموال الحية التي كانوا يجنونها أولا، ثم إعادة توظيفها في "دورة الرأسمال" الربوية قبل أن تتحول لاحقا إلى عمولة وأوراق نقدية تفعل فعلها الخاص عبر البنوك والمصارف.

وأدى ذلك تدريجيا إلى أن تتكون حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين شريحة من أصحاب الملايين تعد بالمئات من بين اليهود وازداد دورهم المؤثر بصورة خاصة في البنوك وصناعة النبيذ والبيرة. فقد كان اشتراكهم في عمل البنوك والمصارف واسعا وكبيرا. واحتلوا مواقع حساسة في اغلب البنوك. بل انه لم يوجد في روسيا قبل الثورة سوى بنكين اثنين لو يوجد في رئاستهما يهود، وهما البنك المسكوفي للتجار الباعة وبنك فولجسكي – كامسكي.
كما سيطروا على اغلب معامل صنع الأغذية، مثل صناعة السكر والطحين، وكذلك وسائط النقل النهري. فقد امتلكوا حوالي 22% من مصانع البيرة، و30% من مصانع النسيج، 31،5% من معامل السكر، و70% من وسائط النقل النهري. وكانوا يمثلون حوالي 95% من بين تجار الحبوب. والمكان الوحيد الممنوع عليهم تملكه حينذاك هو الأرض.

ومن ثم ليس هناك ما يصف حياة اليهود وأساليبهم التجارية خيرا من عبارات كارل ماركس اليهودى ذاته : بأنهم يمارسون تجارة هامشية طفيلية تعيش على تخلف المجتمعات وتتسلل إلى الشقوق الناجمة عن التخلف واشتغلوا بتجارات مشينة مثل تجارة الرقيق، واحتكارهم لبعض السلع الأساسية مثل السكر والملح وكانوا يصدرون الفتيات اليهوديات من منطقة الاستيطان فى روسيا عبر جاليشا إلى العالم الجديد ومما يؤكد ذلك مجاعة عام 1797 والتى تعرض لها الشعب الروسى عن احتكار اليهود للسكر ، مما تسبب فى أزمة خطيرة عانى منها الفلاحين الروس.

ومنذ مطلع التسعينات في القرن الماضي بدأت في روسيا عمليات الخصخصة وإطلاق العنان لما سمي بديمقراطية عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين شكلتا تربة خصبة لرموز الرأسمالية اليهودية للانضقاض على وسائل الإعلام بهدف تحويلها إلى إدارة لترويج أفكار معادة الشيوعية، وضرورة وصول العلاقة مع الدولة العبرية في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى أقصاها.

لقد ازدادت الأوضاع الاقتصادية سوءاً في روسيا خاصة بعد الانهيار المالي الكبير الذي ضربها في أغسطس عام 1998م، والذي تتحمله الرموز الرأسمالية اليهودية، ما دفع إدوارد توبال الكاتب اليهودي الشهير إلى توجيه رسالة تحذير إلى أساطين المال اليهود حيث ناشدهم بالكف عن جشعهم اليهودي وطالبهم بتقديم المساعدة إلى المواطنين الروس الفقراء اتقاءً لعاصفة الغضب الشعبي التي قد تطيح بهم يوماً –حسب قوله- أمام تساؤلات عن سر نجاح الرموز اليهودية الرأسمالية في السيطرة على العديد من المواقع الاقتصادية الهامة روسيا.

كما زاد من انحدار الحياة الاقتصادية فى روسيا نفوذ رجال الأعمال من اليهود الروس بالحد الذى اتسع بشكل كبير في عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، حيث سيطروا على ما يقرب من 80% من قطاع الطاقة من النفط والغاز وقطاع الصناعات الثقيلة والمعادن

وأخيرا بعد نجاح بوتين في معركة الانتخابات الرئاسية بدأ عبر أجهزته الأمنية حملة ضد الذين اغتنوا بشكل فاحش، نتيجة لتلاعبهم على القوانين وتأثيرهم على من يرير القرارات السياسية والاقتصادية في الحكم، ولهذا أمر بوتين أجهزته الأمنية بالتحقيق مع الملياردير اليهودي الشهير (بوريس بيريزفسكي) الذي هرب إلى الخارج نتيجة الثراء الفاحش .



(ب) على الصعيد الاجتماعى
على الصعيد الاجتماعى حاول اليهود الاندماج بشكل كبير فى المجتمع الروسى حيث كان هناك دعوات تؤكد على الاندماج والتمدن والأخذ بأسلوب الحياة الروسية وتمثل ذلك فى الحديث باللغة الروسية ويتأكد ذلك فى الخروج من حالة الانعزال، وهو الامر الذى دعا الية اسحق ليفنسون (1788 – 1860)، حيث دعا اليهود للانخراط في الحياة الاجتماعية والأخذ بناصية العلم والمعرفة والانفتاح على الحياة الروسية –الاوربية
وبالفعل لقد رافق توسع إمكانياتهم المالية وازدياد المتعلمين بينهم من بين الأغنياء خصوصا إلى العمل على التواجد في معاهد الاقتصاد والمالية والتجارة والحقوق والطب. وتشير الإحصائيات إلى أن اليهود يشكلون ثلث طلبة الحقوق والطب في جامعة خاركوف وجامعة نوفوراسيسك

ثم ادرك اليهود ان الأسلوب الأمثل للدفاع عن النفس وتحييد الخصم أو شلّ حركته تكمن في الصحافة، بوصفها أداة التأثير على الرأي العام والسلطة. وان امتلاك الصحافة والإعلام هو الأسلوب الأمثل لفرض شروطهم في مختلف ميادين الحياة, ومن ثم أدرك اليهود أن امتلاك الصحافة يؤثر لدرجة كبيرة، بحيث يجعل من التخطيط السياسي المستتر أمرا معقولا ومقبولا بما في ذلك في اشد نماذجه همجية

اذا تحولت الصحافة فى روسيا إلى الوسيلة الأكثر فعالية بالنسبة لنشاطهم السياسي، والأسلوب الأمثل للاندماج الصعب في الحياة الروسية، بحيث تحولت أحيانا إلى أسلوب للابتزاز ضد المعارضة والمؤيدين على السواء ولقد وصل الامر الى طغيان اليهود في الصحافة أدى إلى إفراغها من مضمونها الاجتماعي الحقيقي، بوصفها وسيلة التنوير الشامل وبناء القاعدة المتينة للدولة المتنورة والمجتمع المدني. إذ تحولت الصحافة بأيديهم إلى أشبه ما يكون بمفتاح يغلق ويفتح أبواب الرزق والشهرة للصحفيين والكتاب والأدباء والسياسيين أيضا.

ومن ناحية أخرى هناك تأكيد على كراهية الروس لليهود ليست مبنية على أساس ديني أو عرقي. فالروسي لا يكره اليهودي لأنه يهودي لأسباب عنصرية أو دينية، بل لأسباب نابعة من اليهودي نفسه ولعل أهمها صفة الانعزال والانغلاق المتمثلة في كونه دولة داخل دولة. مما جعل منه كيانا يتسم بالغربة والاغتراب في الدين والاجتماع والثقافة. وفي هذا يفسر سر اندفاعه لتحطيم وتخريب كل ما يقف أمام مساعيه لاستعباد الآخرين وذبحهم.

ومن ثم النشاط اليهودى في روسيا يمكن اعتبارة فعلا يهدف إلى استعباد السكان الأصليين أو تقييدهم بقيود لا يمكنهم الفكاك منها , وهذا يمثل اليهودية الدنيئة، التي تحاول فرض رؤيتها وشروطها على العالم.

ومن ثم يصبح هناك حالة من الصراع الاجتماعي بين اليهود والروس فى روسيا وخير دليل على ذلك الصراع الناشب بين التجار اليهود الذين كانوا يشتغلون بتقطير الخمور وبيعها وبأعمال الرهونات والالتزام من جهة، والفلاحين السلاف الذين كانوا يتعاطون الخمر بشراهة (ربما بسبب تزايد بؤسهم) وضعف النظام الإقطاعي من جهة أخرى. وكانت البيروقراطية الروسية متخلفة غير مدركة لأبعاد المشكلة الاجتماعية في الريف الروسي أو البولندي. ولذا، أُلقي باللوم على أعضاء الجماعة اليهودية باعتبارهم مسئولين عن سكر الفلاحين وإفقارهم.

كما انة فى اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين شهد المجتمع الروسى انتشار اللغة العبرية الناجم عن نمو الصهاينة فى المجتمع الروسى احد اوجة الصراع الاجتماعى السائد فى المجتمع انذاك فضلا عن ظهور العديد من العديد من الكتاب اليهود .

في عام 2003، اصبحت روسيا تمتلك شبكة من المدارس اليهودية، فضلا عن أربع جامعات اليهودية. ويظهر الوجود اليهودى بوضوح فى المدن الكبرى نظرا لوجود العديد من المعابد اليهودية والحاخامات كما لعبت حركة تشاباد لوبافيتش دورا هاما في إعادة بناء الحياة الدينية اليهودية في روسيا.

وهذا يعنى على ان هناك اصرار من قبل اليهودية بان تصبح فى حالة ازدهار ونمو كوسيلة يمكن من خلالها تأكيد وجودها فى المجتمع الروسى , ومن ثم فهى تزدهر فى تلك الأماكن التى يكون فيها الشعب جاهلاً أو غير حر، أو متخلف اقتصادياً هنا فقط يصيرون سادة وأحراراً، وتصير أمورهم على ما يرام ويحرصون فى ذلك الوقت العمل على:-
1. أذلال الشعب والعمل على افسادة
2. الحرص على تدنى مستوى التعليم
3. محاولة العمل على نشر الفقر

• الدور السياسى لليهود فى روسيا
لايمكن تجاهل الدور السياسى لليهود فى الدولة الروسية ,حيث ان نتيجة شعور اليهود بوجود سياسات قمعية تمارس ضدهم وتقيد لحرياتهم الاجتماعية و الشعور نتاجا بانكسار تقاليد اليهود واليهودية فضلا عن حرصهم على اثبات وجودهم فى المجتمع الروسى لذلك قاموا بتأسيس الحركة الثورية اليهودية العمال. إنشاء اتحادات العمال التي أسسها اليهود وهو ما عرف بحزب البوند.

الاتحاد العام للعمال اليهود في روسيا وقد تأسس الحزب داخل منطقة الاستيطان في مقاطعات ليتوانيا وروسيا البيضاء التي كانت تتميز بوجود عمال يهود متركزين بأعداد كبيرة نسبياً في الصناعات. كما أن الكثافة السكانية اليهودية ككل كانت عالية إلى حدٍّ ما، الأمر الذي كان يعني عزلة اليهود عن بقية السكان. وعُقد الاجتماع التأسيسي للحزب سراً في فلنا في أكتوبر عام 1897

ويقسم تاريخ حزب البوند في العادة إلى مرحلتين ويمكن تقسيم المرحلة الأولى بدورها إلى فترتين، وقد سيطرت في
 الفترة الأولى من المرحلة الأولى عناصر ثورية من المثقفين على قيادات الحزب , فكانت قيادته ترى أنه حزب اشتراكي روسي يضطلع بمهمة التجنيد الثوري في القطاع اليهودي للطبقة العاملة لكن حزب البوند كان يرى أن وجود حركة عمالية يهودية مستقلة هو مرحلة مؤقتة انتقالية، وأن الهدف النهائي هو الاندماج في الشعب الروسي
فى عام1898 انضم حزب البوند إلى الحزب العمالي الديموقراطي الاشتراكي الروسي ، وكان البوند أحد مؤسسي هذا الحزب,كما كان عدد المندوبين في اللجنة التأسيسية للحزب تسعة من بينهم ثلاثة من أعضاء البوند. وقام الحزب بنشاطات واسعة ذات طابع سياسي في صفوف العمال من أعضاء الجماعات اليهودية الذين كانت تتزايد أعدادهم بسبب تزايُد معدلات التحديث الاقتصادية والتصنيع في روسيا وتعثُّرها من الناحية الاجتماعية مع نهاية القرن. وأدَّى نجاحه في نشاطه إلى تأليب النظام الروسي القيصري ضده.

الامر الذى دفع كل من المفكران الروسيان اليهوديان سيمون دبنوف وحاييم جيتلوسكي قد صاغا نظريتهما عن قومية الدياسبورا وتذهب هذه النظرية إلى أن ثمة ثقافات يهودية مستقلة عن بعضها البعض وعن الحضارات التي يتواجد داخلها اليهود، وأن استقلال اليهود الثقافي النسبي عن محيطهم الحضاري لا يعني ارتباطهم جميعاً على مستوى يهودي عالمي. ولقد وجدت هذه النظرية صدى لدى قيادات البوند،حيث غير الحزب بنيته من حزب مركزي إلى حزب فيدرالي قومي يتفق بناؤه مع التعددية القومية , ولقد قد ساهم التحديث المتعثر فى روسيا القيصرية في هذه الآونة في دعم هذه الهوية وفي تعميق كثير من أبعادها، ولعل هذا يفسر سبب ترعرع الثقافة اليديشية وازدهارها.


 الفترة الثانية من المرحلة الأولى حيث أعلن البوند في مؤتمره الرابع عام 1901 أن اليهود يشكلون أقلية إثنية لا دينية كما دعا الحزب إلى إعادة تأسيس روسيا كاتحاد فيدرالي من القوميات مع إدارة ذاتية قومية كاملة لكل أمة دون إشارة إلى الإقليم الذي تسكنه. ومع هذا، تقرر ألا يقوم البوند بحملة من أجل الإدارة الذاتية اليهودية حتى لا يتضخم الشعور القومي لدى أعضــاء الجـماعة اليهودية، الأمر الذي قد يمُـيِّع الوعي الطبـقي للعمـال

كان البوند قد أكد في مؤتمره الخامس عام 1903 حقه كممثل للعمال اليهود في أن يضيف إلى برنامج الحزب الاشتراكي الديموقراطي العام مواد لا تتعارض مع ذلك البرنامج، وتتوجه في الوقت نفسه إلى مشاكل العمال اليهود الخاصة. واقترح البوند على مؤتمر الحزب الاشتراكي عام 1903 الاعتراف بأعضاء الجماعة كأقلية قومية روسية لها حق الإدارة الذاتية مثل بقية الأقليات. لكن الطلب رُفض، فانسحب ممثلو البوند.

لكن لم تستمر القطيعة طويلاً مع الحزب الديموقراطي الاشتراكي وعاد البوند إلى التحالف معه عام 1906. وبعد أن مارس الحزب نشاطه بشكل علني بعد ثورة 1905، وسَّع نشاطاته ووصل إلى قطاعات كبيرة من أعضاء الطبقة العاملة من اليهود. ولكنه بدأ ينتكس بعد عام 1908 (وهي الفترة التي شـهدت المـد الرجعي في روسـيا) حيث قُبض على رؤسـاء الحزب وتم نفيهم، وانحصر اهتمام الحزب لبعض الوقت في الأمور الثقافية مثل اليديشية، واشترك في عدة مؤتمرات ومؤسسات ثقافية ذات طابع يهودي روسي عام مثل جمعية تنمية الثقافة بين يهود روسيا.

 المرحلة الثانية في تاريخ الحزب بحدوث تغيير أساسي في صفوف الحزب في تلك الآونة، إذ انسحب المثقفون من قيادته، وأصبحت أغلبية أعضائه وقياداته من العمال. وزاد التركيز على خصوصية العمال اليهود وعلى خصوصية وضعهم. ولذا، كانت لغة المؤتمر العاشر للحزب عام 1910 هي اليديشية، كما اتخذت قرارات تدعو إلى استخدام هذه اللغة في المدارس والمؤسسات وإلى ضرورة اشتراك الحزب في انتخابات الدوما (البرلمان) لعام 1912.

لقد أسهم ذلك فى تخلف البنية السياسية للقيصرية حيث أن مجرد سيطرتهم ا في قيادة الحركات السياسية كان لابد له أن يؤدي إلى حالة من التطرف والتخريب وإنهاك ماهية الثورة الحقيقية والاعتدال العقلاني. إذ أن مجرد نسبتهم العالبة في قيادة الحركات السياسية الثورية والتي تراوحت ما بين 60% إلى 80% و100% في حزب البوند، جعل مستقبل روسيا جزءا من ماضي اليهود واليهودية

لقد شهدت روسيا ثورة 1917 التي أطاحت بالقيصرية وهى كانت نتاجا لنشاط الماسونية اليهودية سواء باشتراكها الفعال في القيادات السياسية للأحزاب أو من خلال مدها بالأموال
ولقد شكل انتصار الثورة البلشفية عام 1917 مرحلة الانقلاب الكبرى في تاريخ السيطرة اليهودية في روسيا.الامر الذى جعل البعض يرأى ان البلشفية هي مجرد نوع سوفيتي لليهودية، ومن ثم اصبح مجرد وجود النسبة الهائلة لليهود في مراكز السلطة السوفيتية بعد الثورة، جعل منها أداة يهودية وأسلوبا يساعدها فى تحقيق الانتقام المكبوت

اذ اصبح هناك حوالى 447 يهوديا من اصل 556 شخصا يهوديا قياديا في السلطة السوفيتية. بمعنى أغلبيتهم المطلقة في مراكز اتخاذ القرار السياسي والتنفيذي، أي في الحزب والحكومة ووزارات الداخلية والدفاع والمالية والخارجية والدعاية والإعلام والتربية والتعليم. فقد تراوحت نسبتهم في هذه المؤسسات ما بين 60% إلى 100%، بينما لم تكن نسبتهم إلى عدد السكان حينذاك تتجاوز 2%. ونعثر على نفس النسبة في كل الأماكن والميادين وعلى كافة المستويات بعد الثورة, ويظهر هذا بوضوح اللجنة الحكومية لمدينة بتروغرادالعاصمة حينذاك) تتألف من 371 يهوديا و17 روسيا). ومن بين هؤلاء اليهود كان هناك 265 شخصا جاءوا إلى روسيا من الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتصار الثورة. حيث كان اغلبهم ينتمي إلى جهات المعارضة "اليسارية" التي كانت تمولها البنوك اليهودية، وبالأخص بنك يعقوب شيف. ونفس الشيء يمكن قوله عن سوفييتات وهيئات ومراكز الدولة والمجتمع.

ومع بداية عام 1921 بدأت تظهربوضوح سيطرتهم العسكرية والسياسية وبروز ملامح اليهودية بشكل واضح فى المجتمع اليهودى وخير دليل على ذلك حل البوند نفسه واندمج في الحزب الشيوعي الروسي (البلشفي). فضلا عن مشاركة الحزب فى البرلمان حيث اصبح الحزب اداة تمارس قدر عالى من السيطرة والنفوذ على الحياة السياسية فى المجتمع الروسى.

ومن السابق يمكن القول ان اليهود الروس كانوا ومازالوا يسيطرون بشكل او اخر على الحياة السياسية داخل الدولة الروسية نتيجة للممارستهم انشطة سياسية عديدة بالحد الذى اصبحوا فية مساهمين بشكل كبير فى عملية اتخاذ القرار فى الدولة الروسية

لكن بعد تولى بوتين السلطة تراجع النفوذ الاجتماعى والسياسى والاقتصادى لليهود فى روسيا ويرجع ذلك الى رغبة الرئيس بوتين فى احياء الدولة الروسية واخراجها من براثن سيطرة الاقليلة اليهودية

• العلاقة بين يهود روسيا واسرائيل
تحرص اسرائيل على ان تكون المركز الاخلاقي لليهود في العالم لذلك حينما قام الصهاينة بعلمنة الحركة الصهيونية نادوا بضرورة أن تصبح الدولة الصهيونية مركز حركية الجماعات اليهودية في العالم، وأن تكون الدولة الصهيونية الملجأ الوحيد لليهود، وبأن تقوم وحدها بالدفاع كما اكدت بان الحرب التي يقومون بها في المنطقة هي دفاع عن جميع يهود العالم، وهي دافع الى عدم اندماج اليهود في اوطانهم وابقائهم محافظين على الهوية اليهودية.

ومن ثم الدولة الاسرائيلية تحاول ان تكون علاقتها بيهود العالم علاقة هيمنة معنوية وأمنيةعلى اساس انها هي المركز الاخلاقي لليهود في العالم، وهي المسئولة عن توفير الحماية والامن ليهود العالم ايضا، وهي التي تتدخل لدى الدول فييما يخص امور اليهود أو هو المفترض، وتعمل اقصى جهدها لحماية اي يهودي في العالم اذا تمكنت من ذلك. لذلك هي تحصل في المقابل على الدعم المادي والاعلامي من يهود العالم. لكنها ايضا لا تسمح ليهود العالم بالتدخل في شئونها،

لهذا اسرائيل تقوم بحملة ثقافية اعلامية بين وقت واخر، تذكر الجاليات اليهودية في الخارج بان الديمغرافيا مهمة لليهود وان الدولة اليهودية في فلسطين هي المكان الذي يمكن لليهود ان يكونوا فيها معززين مكرمين، لذلك فهي تسعى لكي تعود الى شن حملة اعلامية للهجرة والعودة الى شعارات بناء الوطن القومي التي استعملتها الصهيونية حين شرع في تأسيس الحركة تحت ستارها.

ولقد وجدت تلك الحملات صداها لدى اليهود فى روسيا ,حيث انة بين عامى 1948 و أوائل القرن 21، ما يقرب من 600،000-700،000 يهودى قد هاجروا إلى إسرائيل من الاتحاد السوفياتي السابق, ليصبح المهاجرين الروس هم جزء من المجتمع الإسرائيلي.

ومن ثم أصبحت أسرائيل على علاقة وطيدة باليهود الروس حيث تمارس تأثير كبير على اليهود فى روسيا على جميع الاصعدة وهذا يتضح فى الاتى :-

 على الصعيد الدفاعى - السياسى
فى اطار زيادة اعداد المهاجرين الروس إلى إسرائيل , أصبح العدد المتزايد فى قوى الدفاع الإسرائيلي هم من أبناء الروس, الامر الذى اعتبرة اعتبر الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، أن زيادة اعداد المهاجرين من اليهود الروس إلى إسرائيل يمثلون أكبر عائق للسلم مع الفلسطينيين .

بينما أصدر نتانياهو بيان تنديد من تصريحات كلينتون، وأكد فيه: أن بيل كلينتون يعرف أن معظم المهاجري اليهود من الاتحاد السوفياتي ساهموا ويساهمون في تعزيز القوات الإسرائيلية الدفاعية الإسرائيلية . وختم بالقول أن إسرائيل قوية فقط تستطيع ضمان السلم الحقيقي والدائم .

فضلا عن روسيا تلعب أيضا دورا في عملية السلام بين العرب وإسرائيل بوصفها عضوا في "اللجنة الرباعية" جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و. اللجنة الرباعية هي الراعي من خارطة الطريق ".

 على الجانب الاقتصادى
بصفة عامة يعتمد الاقتصاد الاسرائيلى على عاملين مباشرين:
العامل الأول هو هجرة اليهود إلى اسرائيل ولا سيما اليهود الروس
العامل الثانى هو الانتشار اليهودى فى العالم.

حيث يحمل المهاجرون اليهود إلى اسرائيل علوما وخبرات، اضافة إلى رءوس أموال تسهم فى تطوير الاقتصاد الاسرائيلى ودفعه إلى الأمام. ويفد معظم هؤلاء المهاجرين من دول متقدمة علميا ومتطورة صناعيا. وعلى سبيل المثال، فى اطار هجرة اليهود الروس بعد انهيار الاتحاد السوفييتى، إلى اسرائيل . كان من بينهم علماء وأطباء ورجال مال وأعمال وفـّروا قوة دفع قوية للاقتصاد الاسرائيلى.

كما ان القانون الاسرائيلى يعتبر كل يهودى فى العالم مواطنا بمجرد ان تطأ قدماه أرض اسرائيل، وهذا يمنح الآمن لرجال الاعمال اليهود الذين يواجهون مشاكل وصعوبات فى دولهم الأصلية. فيهاجرون إلى اسرائيل حاملين معهم أموالهم وعلاقاتهم الدولية وخبراتهم. ولهذا فان كثيرا من رجال الاعمال اليهود فى روسيا كانوا يقوموا بالهجرة الى اسرائيل وهو الامر الذى يمثل و يوفر مصدر اغناء للاقتصاد الاسرائيلى.

 على الجانب الاجتماعى
يتوافر لدى إسرائيل العديد من الصحف ومحطات التلفزيون والمجلات والأحياء باللغة الروسية الامر الذى يسهم فى تأكيد فى ان تمارس اسرائي دور كبيرا على اليهود فى روسيا , كما ان ذلك يساعد على توطيد العلاقة بين كل من اسرائيل واليهود الروس .

لكن على الرغم من هجرة اليهود الى المجتمع الاسرائيلى ومساهمتهم بشكل وبأخر فى بناء الدولة الاسرائيلية الا انهم واجهوا العديد من المشاكل داخل المجتمع الاسرائيلى , تتمثل تلك المشاكل فى
1- البطالة
2- عدم الشعور بالاندماج داخل المجتمع الروسى (يرجع ذلك بالاساس الى انهم يتحدثون الروسية دون العبرية)
وهو الامر الذى اسهم فى العودة الطوعية ( على الرغم من تأثيرهم الكبير باسرائيل واستجابتهم السريعة لكافة عناصر جذبهم اليها) مرة اخرى الى روسيا .











خاتمة
يتضح مما سبق عرضة ان على الرغم من ان روسيا تمثل واحدة من الدول التى يتجمع فيها اليهود بصورة ليست قليلة وعلى الرغم من محاولات قيام اليهود بمحاولة السيطرة على كافة سبل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية -فروسيا تعاني من ثقل كيانهم الصهيونية في احتلال الاقتصاد والسياسة والإعلام، والعالم العربي يعاني من ثقل كيانهم في احتلال الأرض- لكن فى النهاية لا يزال الوجود اليهودي ضعيف ولاسيما امام توافر أسس الدولة القومية وتماسكها السياسي فهي الأسس الضرورية لإنهاء مثل هذا الاحتلال.

ومما لا شك فيه، أن اليهودية الصهيونية، على الرغم من انها قد تلعب الان ادوار متعددة فى الدولة الروسية فى محاولة منها لاثبات وجودها الفعلى فى الدولة وفى محاولة منها لمحاولة الانتقام من الدولة الروسية والشعب الروسى اى على الرغم القوة التى تكاد ان تكون فاعلة ومؤثرة للوجود اليهودى الان الا انة فى النهاية عرضة للزوال والانقراض في روسيا ولاسيما فى ظل وجود الرئيس بوتين وحرصة على تقدم واستقلال دولتة .



#مي_حسين_عبد_المنصف_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مي حسين عبد المنصف احمد - الاقلية اليهودية فى روسيا