لمن بغداد ..؟؟

بقلم محمد الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يعيش العقل العربي , خصوصا ذاك المرتبط بالصحراء , تصحرا فكريا جعله خاويا لا يملك سوى محاكاة الماضي المغلوط والمتأثر بالاكاذيب التي تعتبرها تلك العقول بطولة خارقة كبطولة اختراع الكتابة او اكتشاف الكهرباء .. لا شيء يوحدهم سوى اختلاق القضية الكاذبة التي تلبي رغبتهم لسفك الدماء , وكالذي يكذب ويعمل وفق كذبته , يفترضون حقا ويدافعون عنه بعصبية مقيتة , هم الاعراب حقا ..
كثيرا ما خلقوا اسماء ليس لها وجود على الخارطة ودخلوا حروبا لأجل ذاك الوهم الذي ابتدعوه , فأين تقع زين القوس وسيف سعد على خارطة العراق ؟؟ وما هي اهميتها بالنسبة للبلد حيث حرب الثمان سنوات تمضي بسيول من الدماء تجرف معها تلك الاسماء التي لم تعد تذكر بعد الحرب !!
ما معنى ان يطالبوا ببغداد ؟؟ هل بغداد لغير اهلها ؟؟ وهل اهلها اسارى ؟؟ لا يمكن ان نقرأ الموضوع بغير نية السوء , اين المشروعية في الموضوع ؟؟ وكيف لوزير في الحكومة ان يتصدر المشهد ضاربا قيم الاخلاق والدستور والعرف عرض الجدار .. ان بغداد لا يمكن ان تُسرق او تُغزى بموجات من البداوة الجاهلة , اهانة كبيرة تتعرض لها من اوباش ادلجتهم سياسات الدول الطائفية باموال خُصصت لأستباحة الدماء وتخريب الحضارات ..
بعد اصوات الفتنة البغيضة , لا يسعنا الا النزول لتلك المستويات وكم حاولنا الترفع عنها , انهم لا يتحدثون بمطالب مشروعة يمكن ان تجعلهم حالة طبيعية ضمن هذا الوطن , بل منطقهم الطائفي يكشف عوراتهم القبيحة وسنكون مضطرين للقول ان بغداد لأهلها ولا تتشرف بعقول خرفة نشم منها نتانة الحقد الطائفي ... عندما تصل الجرأة الى هذا الحد من الوقاحة فهم خارج اطار المشروعية الدستورية والوطنية , يجب محاسبتهم بسيف الديمقراطية التي لم يؤمنوا بها , ولن يؤمن من امتهن قطع الطريق طلبا للاسترزاق .
كل الشعارات المرفوعة في ساحة التظاهرات الطائفية كانت تهدد باستهداف بغداد , وبالامس تتعرض بغداد لهجمة قذرة بعدد كبير من المفخخات التي حصدت ارواح العشرات من الابرياء .
ان تنظيم القاعدة هو المتهم الرئيس , لكن من هم اعضاء هذا التنظيم ؟ هذا هو السؤال المهم والواجب معرفته , فليس القاعدة شبح يخرج من مجاري تصريف المياه , بل هم بشر عراقيون لهم ادواتهم على الارض وغريب ان يتزامن التهديد مع ما حصل !!
على المتظاهرين ان يثبتوا براءتهم من الدماء التي اريقت بالامس , لا تكفي بيانات الادانة والاستنكار , نريد ادلة واضحة تبرءهم , هذا ما يفرضه العقل والمنطق ,والا فعلى اصحاب الامر من حكومة وبرلمان وقوى سياسية في البلد وبمختلف اتجاهاتها ان تتحرك لكبح جماح هؤلاء المجرمون ووضعهم في اماكنهم الطبيعية في السجون لنتقي شر الفتنة التي يسعى اليها صاحب (العقال الاحمق ) والافندي وصاحب الطربوش .
واخيرا بغداد لأهلها فخذوا مفخخاتكم وارحلوا بعيدا .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات