أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عسكر - دولة القانون.. هل غابت وسقطت؟!!














المزيد.....

دولة القانون.. هل غابت وسقطت؟!!


أحمد عسكر

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دولة القانون .. هل غابت وسقطت؟!
دائما ما يقاس تقدم الدول وتحضرها بمدي احترامها لسيادة القانون، والعكس أيضا دائما ما يقاس تخلف وتراجع الدول بغياب سيادة القانون، فسيادة القانون هي الأساس لأي دولة تريد أن تسير في ركب الدول الديمقراطية المتقدمة.
ولعل ما تشهده مصر خلال الفترة الحالية هو أكبر دليل أننا وبلا أدني شك نسير بخطي سريعة نحو الهاوية والتراجع عما كنا نأمله بعد ثورة قام بها الشعب المصري الذي لطالما يحلم بدولة ديمقراطية حديثة متقدمة، يكون لها وضعها الطبيعي والمعهود علي النطاق الإقليمي والعالمي.
تعاني الدولة المصرية الآن من غياب القانون، وهو ما انعكس بالطبع في استمرار التظاهرات والعنف الذي يشهده يوميا الشارع المصري، وتحميل كل طرف من الأطراف السياسية الموجودة علي الساحة - سواء من هم في السلطة أو المعارضة - للطرف الآخر مسئولية ما يحدث من أعمال عنف وتخريب وصولا إلي إراقة الدماء المصرية الطاهرة، تسابق الطرفان علي إلقاء وتحميل الاتهامات والمسئولية فيما يحدث في الشارع علي الطرف الآخر، دون العمل علي الوصول لحلول جذرية تنهي إراقة الدماء التي تهدر يوميا وتنهي حالة الاستقطاب السياسي والخطاب المتشدد من جانب بعض الأطراف وخاصة التيار الإسلامي، بما ينذر بعواقب وخيمة لا يحمد عقباها.
ولكن علي الرغم من وجود دستور جديد تم إقراره بناء علي رغبة الشعب من خلال الاستفتاء، وثناء كثير من قياديّ التيار الإسلامي بمختلف توجهاته علي هذا الدستور، وعودة دولة القانون مع العمل بهذا الدستور الجديد بعد فترة زمنية عصيبة عانت مصر فيها احتجاجات واضطرابات ورفض جراء الإعلانات الدستورية التي أصدرها المجلس العسكري أثناء إدارته لشئون البلاد، والرئيس محمد مرسي بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، إلا أن هناك أسباب كثيرة أدت إلي غياب دولة القانون وما صاحبها من فوضي وعنف والاستهانة بأجهزة الدولة المختلفة بالإضافة إلي حالة الإحباط الشديدة التي يعاني منها الكثيرون من أبناء الشعب المصري.
لعل من أهم هذه الأسباب تقاعس أجهزة الدولة عن محاسبة المتهمين بقتل المتظاهرين السلميين منذ بداية الثورة 2011 حتي الآن، والإفراج عن الكثيرين منهم، مما أوعز في نفوس الكثيرين من الشباب وأهالي الشهداء الذين سقطوا بأن شيئا لم يكن وأن الثورة التي قامت من أجل أن يصبح لا أحد فوق القانون والكل يحاسب مهما كان، كانت مجرد شعارات فقط لا أكثر من ذلك، مما ولد شعور بأن الثورة يتم سرقتها وإجهاضها، وولد شعور لدي الثوار وأهالي الشهداء في ظل غياب دولة القانون بأخذ حقوقهم بأيديهم بعدما فقدوا الثقة في قيام الدولة بدورها في معاقبة وحساب كل من أخطأ.
ولعل من الأسباب أيضا التي أراها سببا في غياب القانون وقلة احترام القانون هو ما قام به الرئيس مرسي عندما اخترق الدستور بالعمل بما يخالف أحد مواده والخاصة بإعلان الطوارئ في أنحاء الدولة دون مشورة البرلمان ودون أخذ رأي مجلس الوزراء، فذلك يعد انتهاكا واضحا للدستور والقانون، وأيضا ما قام به الرئيس مرسي من إقالة النائب العام السابق وتعيين نائب عام جديد دون الرجوع إلي المجلس الأعلي للقضاء وهو ما أثار ضجة كبيرة في الوسط السياسي والقضائي، ورآه الكثيرين ديكتاتورا جديدا لم يسبقه أحد إلي هذه الديكتاتورية، فإذا تعاملنا مع ما قام به الرئيس كنموذج للاستهانة بالقانون وعدم احترامه، فكيف بالآخرين؟؟!! فإذا كان رب البيت بالدف ضارب .....
نأتي لنموذج آخر، جعل الكثيرين من أبناء هذا الوطن في شك عميق من احترام للقانون وتطبيقه، وهو النائب العام الجديد المستشار طلعت إبراهيم، والذي فور قيامه بمهام منصبه أعلن وتعهد بإعادة المحاكمات لرموز النظام السابق ولكن ما رأيناه مؤخراً هو الإفراج عن عدد كبير من رموز النظام السابق وعدد كبير أيضا من ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين أثناء الثورة 2011، فضلا عن قيام النائب العام بالنظر في قضايا وإهمال أخري كقضية موقعة الجمل وعدم استدعاء قياديّ جماعة الإخوان المسلمين لإثبات تورطهم في هذه الموقعة من عدمها، وقراراته الأخيرة المريبة بشأن إعادة حبس المتظاهرين بعد إفراج النيابة عنهم وهو ما امتعض منه رجال النيابة واعتبره البعض أن السياسة تدخلت في قرارات النائب العام، فضلا عن الطريقة المثيرة والغريبة التي جاء بها النائب العام المستشار طلعت إبراهيم والتي جعلت شكوك الكثيرين حوله علي أنه جاء كنائب خاص بجماعة الإخوان المسلمين وليس نائبا عاما للمصريين.
لا يجب أن يستمر هذا الوضع الذي نعاني منه كثيرا حتي لا يأتي اليوم الذي نندم فيه علي ضياع الدولة المصرية، في ظل غياب وتهاون أجهزة الدولة في تطبيق القانون من ناحية واحترام القانون من ناحية أخري وهو ما يجعل الطريق مفتوحا أما الخارجين علي القانون والمتربصين بهذا البلد أن تلعب أيديهم بما يثير الفوضي والعنف وعدم الاستقرار والانحدار بالدولة المصرية إلي غياهب التخلف والتدهور الاقتصادي و السياسي و الإجتماعي، فعندما تغيب الدولة ويغيب القانون تكن الأمور ممهدة للفوضي والتخريب والعنف وظهور مفاهيم وحركات جديدة لم يكن يسمع عنها المجتمع من قبل، وهو ما ينذر بالخطر علي مستقبل هذا البلد الذي طالما عاني ويعاني من سوء الإدارة وعدم احترام القانون.
يجب أن يحترم من في قمة الهرم القانون ويراعونه ويطبقونه حتي يحترمه ويراعيه من في القاع حتي تستقيم الأمور.



#أحمد_عسكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اشتداد موجة الحر في جنوب أوروبا ومخاوف من حرائق غابات بألمان ...
- بوتين يوسع نطاق قانون سرية الدولة وسط احتمالات للقاء قريب مع ...
- الشرطة التركية تعتقل عشرات من المشاركين في مسيرة لمجتمع المي ...
- جرحى جراء ضربات روسية ليلية استهدفت عددا من المناطق في أوكرا ...
- مشروع مغربي طموح لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي بهدف تعزيز ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء مناطق بشمال غزة
- إيران: ماذا نعرف عن سجن إيفين الذي يحتجز فيه معتقلون سياسيون ...
- دفاع ترامب عن نتانياهو... ضغط على جهاز القضاء؟
- سوريا تنفي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الشرع
- رئيس المخابرات الروسي يتواصل مع نظيره الأميركي لإبقاء القنوا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عسكر - دولة القانون.. هل غابت وسقطت؟!!