أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - إما مع الانقلاب أو ضدّه














المزيد.....

إما مع الانقلاب أو ضدّه


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن الاستنتاج الأهم الذي يمكن الخروج به بعد الإطلاع على مواقف بعض القوى اليسارية من الأزمة التي انتهى إليها مسار الانقلاب على الحركة الثورية وعلى المقترحات المطروحة لمواصلة هذا الانقلاب والتي لا تعدو أن تكون مجرد عملية ترميم للواجهة السياسية للنظام تقوم بها القوى المتنفذة فيه هو أنه في الوقت الذي تستمر فيه الجماهير في المطالبة بإسقاط حكومة 23 أكتوبر وكل المؤسسات التي أرساها المنقلبون وبإسقاط النظام رافضة خيارات التفقير والتهميش والمديونية والتبعية و متمسكة بمسار مواصلة تنفيذ المهمات الثورية وهو خط ثوري طبقي جذري في تناقض تام مع رأس المال و أجهزة النظام القائمة التي تحرسه وتفرض سيطرته نرى أن هذه القوى تستمر في سياسة مناقضة لمطالب الجماهير سياسة وفاق وتعاون طبقي أقصى ما يمكن أن تؤدي إليه مجرد تغييرات شكلية في الواجهة السياسية للنظام.
لن نعود للتذكير بمواقف هذه القوى على امتداد أكثر من عامين بدءا بانخراطها في هيئة بن عاشور ومشاركتها في انتخابات 23 أكتوبر وصولا إلى موقفها من حكومة الثلاثي ودفاعها عن شرعيتها وعن شرعية ما يسمى بمسار " الانتقال الديمقراطي " سنشير فقط وفي علاقة بما تخطط له قوى الانقلاب على الحركة الثورية وتحديدا حول طبيعة الحكومة التي سيعلن عنها على أنقاض حكومة الثلاثي إلى أن سياسة هذه الأحزاب لم تخرج عن الخط الذي سارت عليه منذ 14 جانفي 2011 . فمثلما لم ترفض هذه القوى السياسية حكومتا الغنوشي وحكومة الباجي قايد السبسي على أساس أنها حكومات لنفس النظام وعلى نفس القاعدة الدستورية التي قامت عليها حكومات بن علي على امتداد أكثر من 23 سنة واكتفت بمجرد المطالبة بتوفر بعض الشروط فهي لم ترفض حكومة الثلاثي أو الحكومة التي ستخلفها على قاعدة انها حكومة انقلاب لقد حصرت كل سياساتها في المطالبة بتوفر بعض الشروط الشكلية وهي معالجة إصلاحية بائسة في قطيعة مع الوضع الثوري و مطالب الجماهير ومع المهمات الثورية ولن تخدم في الأخير غير قوى النظام و أحزاب النظام ومواصلة الانقلاب.
لا نستغرب أن تواصل هذه القوى نفس السياسات السابقة . إن أرضية الوفاق الطبقي الواقفة عليها لا يمكن أن تنتج إلا نفس المواقف في الأخير. لذلك نرى أن رفضها لما يسمى "مبادرة الجبالي" لم يكن على قاعدة منحازة لمطالب الجماهير ومواصلة المهمات الثورية على قاعدة معارضة للنظام معارضة للانقلاب بل كان على قاعدة أن هذه المبادرة تفرّد بالرأي وتفتقد لبرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي مباشر وواضح المعالم يمكن أن يؤمن ما تبقّى من الفترة الانتقالية.
هكذا نرى أن جوهر الاختلاف شكلي وهو ليس إلا دعوة للتوافق لتأمين الانقلاب. نعم أليس مسار "الانتقال الديمقراطي " هو مسار الانقلاب على الحركة الثورية وعلى مطالب الجماهير ؟ ماذا غنمت الجماهير من هذا المسار التي تأتي الدعوة صريحة لا لبس فيها من هذه القوى لتأمين ما بقى منه. وماذا يختلف مثل هذا الكلام ومثل هذه المواقف عما تردده الأحزاب اللبرالية و أجهزة النظام وكل حراسه.
الجميع متفقون قبل كل شيء على تأمين ما بقى من الفترة الانتقالية .
ما هي آليات هذا التأمين طبعا ليس هناك غير:
وضع القانون الانتخابي. ـ وضع قانون العدالة الانتقالية ـ بعث الهيئات التعديلية : الهيئة الانتخابية وهيئة القضاء العدلي وهيئة الإعلام. ـ تحديد موعد محدد للانتخابات القادمة.
هكذا استبدلت مهمة إسقاط النظام بالتوافق معه .وهكذا استبدلت مهمة الإطاحة بالمؤسسات السياسية للنظام وإرساء السيادة الشعبية على القرار السياسي بإعادة تشكيل لنفس تلك الهيئات والمؤسسات التي كانت دعامة للانقلاب على الحركة الثورية.
ماذا يعني في الأخير حكومة تكنوقراط أو حكومة أزمة أو حكومة إنقاذ إن كانت ستواصل نفس المسار ونفس الخيارات الاقتصادية والاجتماعية لأنها تستند في الأخير على نفس الطبقة التي بيدها رأس المال أي التي بيدها النفوذ الفعلي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
كيف يمكن الانخراط في حل للأزمة من موقع مصالح الأغلبية الساحقة دون المساس بنفوذ هذه الطبقة على كل المستويات.
في الأخير لا يمكن القول إلا أن كل المواقف من الجبالي إلى الجبهة مواقف لا تتعارض من حيث الهدف النهائي فكلها تؤدي لنفس النتيجة الإسراع بموعد الانتخابات إلا أن الأكيد هو أن كل هذه المبادرات سوف لن تحل الأزمة ولن تحول دون تجذر الصراع صراع الأغلبية ضد رأس المال و التي لا مصلحة لها إلا في مواصلة تنفيذ المهام الثورية وهو مسار متناقض مع مسار الانقلاب عليها أيا كانت الأشكال التي سيتواصل بها.
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
12 ـ 02 ـ 2013



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس الانقلاب على الانقلاب
- جماهير تونس ومفقروها المطلوب المقاومة على قاعدة مصالحكم الطب ...
- نحن تونس و أنتم هشيم يمكن أن نشعل النار فيه متى شئنا ونبذر ا ...
- ملاحظات إلى الأصدقاء و الرفاق الذين دعوا لتحرك يوم 07 02 2 ...
- هناك في مصر هنا في تونس !
- تونس أي أفق لمواصلة الحركة الثورية؟
- تونس المقاومة التي نريد من سياق معارك البلدات الصغيرة
- في ذكرى تصفية رزا لكسمبورغ وكارل ليبنخت فريدريك إيبارت جزار ...
- تونس ديسمبر 2010 ديسمبر 2012 -هنا الوردة، فلترقص هنا! -
- رد على ملاحظات نشرها السيد بيرم ناجي متابعة لمقالي المنشور ف ...
- تونس بعد 13 ديسمبر 2012 إلى النقابيين الذين لم تستوعبهم بعد ...
- تونس بمناسبة 13 ديسمبر إلى متى سيظل الخدامة قوة ضغط بيد قوى ...
- تونس حراس النظام هكذا باعوا انتفاضة سليانة أيضا
- تونس مهماتنا ثورة مستمرة وليس إصلاحا توافقيا
- تونس الدرس من قمع إحتاجاجات سليانة : لا حل وسط مع قوى الإنق ...
- الحرب على عزة حرب للإجهاز على كل مقاومة في فلسطين وفي كامل ا ...
- تونس عنف المليشيات السلفية جزء من استراتيجية تواصل الانقلاب ...
- من أجل شروط أفضل للصراع ضد قوى الإنقلاب التوافقي من أجل مواص ...
- تونس 23 أكتوبر من ضدّ من ؟ من مع من؟
- تونس المؤتمر الوطني للحوار البيروقراطية النقابية ودور الوسي ...


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - إما مع الانقلاب أو ضدّه