أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسلام موسي - معلبات فكرية متجمدة !














المزيد.....

معلبات فكرية متجمدة !


اسلام موسي

الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 23:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد مرور حوالي أكثر من مائتي عاما من تراكم فكري وثقافي وحضاري متصل علي مجتمعنا المصري امتد منذ بداية حقبة محمد علي وحكمة سنة 1805 م وحتي الان فمازلنا نعيش في الوقت الراهن حالة من التخبط وازمة حادة في الهوية .. والسبب في ذلك ان البعض من أفراد مجتمعنا مازالوا يعيشون حياتهم بشكل قدري عفوي يسيطر علي عقولهم أفكار وثقافات ما هي الا معلبات تاريخية منتهية الصالحية منذ قرون ولت . فأصبح الذات عندهم ما هو الا جوهر ثابت اكتمل مرة واحده والي الابد لا يتغير مع الزمان والامتداد الزمني عندهم لا يعبر عن فعلا انسانيا نشطا ومتغير متصلا.
مجتمع الأمس عندهم مثل مجتمع اليوم ومجتمع اليوم مثل مجتمع الغد وهكذا دواليك فالمتغيرات الزمنية عندهم لا وجود لها فانها ثابتة جامدة غير قابلة للتغيير أو حتي التجديد ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل امتد الي أن مجتمع الأخر فلابد وحتما أن يكون مثل مجتمعهم مجتمع الأنا ثقافة وسلوكا فالجميع عندهم سواء وما يطبق علي هذا يطبق علي ذاك فلا مجال للتنوع ومن ثم لا مجال للأخر ولا للمناقشة او الحوار فالمجال ببساطة ليس متاحا للتسامح مع المخالف في الرأي أو حتي الرغبة في فهم ومعرفة أسباب الاختلاف.
وسبب هذه الكارثة ايمانهم بالحقيقة الواحدة المطلقة في الزمان و المكان .. فهكذا يتم تلقينهم نمط معيشي وثقافي جامد غير قابل للتفاعل مع الأنماط المعيشية والثقافية الأخري المختلفة فهو نمط لا يقبل الشك فيه حتي ولو اختلف معه الأخرون ورفضوه !
فهم لا يدركوا ان الحقيقة ماهي الا وليدة فعل وتفاعل و حوار ونقاش بين أفراد المجتمع بعضهم البعض وبينهم وبين الواقع من جهة اخري وتغير الزمان يعني تعدد الحوار وتغير مضمون هذا الحوار علي مستوي المجتمع زمانا ومكانا.
ان المشكلة الحقيقية في التركيب البنائي الفكري لهؤلاء الافراد انما يرجع الي أن هذا البناء الفكري أسير مجموعة من الأفكار الثقافية والاجتماعية ذات الصلة بحقبة زمنية بعيدة انقطع اتصالها بما تلاها من حقب زمنية أخري فافتقدت الي التفاعل والتغيير والتغير بمرورالزمن وافتقدت ايضا الي التراكم البنائي المتصل فأصبحت لا تصلح لبناء فكري سليم قابل للتطبيق الي تجربة عملية حية متكاملة او شبة متكاملة قابلة لاحتواء جميع العناصر المتنوعة داخل المجتمع واصبحت من جهة أخري غير قابلة للتأقلم مع فجوة زمنية كبيرة أضحت الي واقع مختلف تماما عما عاصرته وبالتالي فالاصرار علي المضي قدما في تنفيذ وتطبيق هذا النمط الفكري المعيشي الجامد علي المجتمع ككل دون النظر الي كافة هذه المتغيرات فانما يعد ذلك نوعا من وضع حجابا ابديا بين العقل والواقع الحي وبداية الانزلاق الي هاوية الجمود والتراجع الحضاري والفكري .



#اسلام_موسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير الإعلام السوري: بيان الطائفة الدرزية تضمن دعوة لتهجير ا ...
- إسرائيل تتهم الشرع بـ-تأييد الجهاديين- و-تحميل الضحايا مسؤول ...
- “ثبتها الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والع ...
- بيان من الرئاسة الروحية للدروز بعد وقف إطلاق النار بالسويداء ...
- “أغاني وبرامج تعليمية لأطفالك”.. تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- الشرع يثمّن موقف العشائر ويدعو لنبذ الطائفية
- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...
- كيف ضخّم كتاب -مدينة القدس زمن الحروب الصليبية- الوجود اليهو ...
- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسلام موسي - معلبات فكرية متجمدة !