أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية














المزيد.....

الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فصل الربيع العربي في المشرق العربي الصغير(الهلال الخصيب) يتميز بالدرجة العالية من العنف والدموية مقارنة بالربيع العربي في الضفة الجنوبية للمتوسط (تونس ومصر). ما يجبيه الصراع في سوريا بين النظام وشعبه في يوم واحد أو يومين يساوي مجموع الضحايا في مصر وتونس في عامين. كان يمكن أن يكون عدد الضحايا مرتفعاً في ليبيا بسبب التشابه الكبير بين النظامين الليبي والسوري من حيث القدرة على الإيذاء. كلما أوغل النظام في الجهوية القبلية أو الطائفية, كما في ليبيا وسوريا(والعراق), كلما زادت إمكانيته على الصمود والتدمير متحصناً بالدوائر الملتفة حوله والمتشاركة معه في المصالح كما في الارتكابات ضد شرائح واسعة من المجتمع

الذي يحمي النظام في سوريا ليس "الجيش الوطني" بل الكتائب الأمنية المتخصصة في حماية النظام والتي أذلت الشعب وأمعنت فيه قتلاً وتعذيباً خلال عقود, ما خلق رابطة قوية بين المرتكبين الكثيرين الذين يخشون الحساب. يضاف إلى هذه الكتائب الأمنية الواسعة والمتشعبة, "كتائب" المستفيدين التي تشكل ما لا يقل عن خمسة إلى عشرة بالمائة من الشعب وهذه الطبقة ارتبط ثراؤها ورفاهيتها بحرمان الأكثرية الشعبية من أبسط حقوقها في العيش الكريم. أبناء هذه الطبقة المستفيدة لم يصعدوا في ظروف تنافس رأسمالي عادي, بل بسبب الامتيازات التي يغدقها عليهم النظام. وحتى مثقفوا النظام وكتابه وشعراؤه وفنانوه يدينون للنظام بصعودهم ولاستمرار المعاملة الخاصة التي يحظون بها على حساب "الأنتلجنسيا" السورية التي رفضت الخضوع فسجن الكثيرون من أبنائها وتشرد الآخرون في المهاجر هرباً من بطش النظام

لا نعجب من كل تلك الطاقات النسائية السورية التي تفجرت مع بدء الثورة السورية وأخذت تعبر عن نفسها بصوت
مرتفع مفرغة جرعات النقد والسخرية من نظام ذكوري شديد الخبث كان يروعها ويمنعها من الكلام الحر خوفاً على نفسها وعلى أقاربها في داخل سوريا. يمكن القول بأن الركيزة الأساسية للطغيان تتمثل على الدوام في عقدة الرعب التي يدأب الطغاة ويتفننون في زرعها في النفوس ويجهدون في تغذيتها واستدامتها من خلال القتل السهل لكل معارض يجرؤ على رفع صوته واللجؤ للتنكيل بأقرب الناس إليه في محاولة للتأثير على محيطه العائلي. ما يلفت النظر هو انكسار هذه العقدة بالأخص في نفوس الأمهات والنساء السوريات اللواتي كنّ الأكثر استبطاناً للخوف على أبنائهن وأخوتهن وآبائهن

إنه البركان المزلزل الذي نشهد أقوى فصوله في الكتابات النسائية السورية التي ترسل إشارات الثورة والتمرد إلى
السوريين في كل مكان أقاموا فيه. بركان توقد حممه نساء سوريات عرفن الرعب في عيون آبائهن وأمهاتهن وهن صغيرات, وصممن الآن على أن تستمر جذوة الثورة متقدة حتى يسقط الجلادون ويزول الكابوس, الذي سوّد حياتهم أربعة عقود, عن صدر السوريين جميعهم رجالاً ونساءً وأطفالاً. إنه بركان الثورة النسوية السورية التي لن يرضى نساؤها باستبدال استبداد ذكوري "علماني" باستبداد ذكوري "إسلامي"... لذلك نفهم شراسة النظام الديكتاتوري في معاملة النساء قتلاً واغتصاباً عله يستطيع أن يعيد إرساء عقدة الخوف في نفوسهن فينعكس ذلك على الرجال الثائرين تراجعاً عن الثورة خوفاً على شرف وحياة أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم.. الرد على النظام الأسدي يأتي مدوياً من حناجر النساء السوريات وأقلامهن : لا رضوخ للقتلة الذين توغلوا بعيداً في دماء شعبهم ولا خوف بعد اليوم



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف الأقليات أم حكم الأكثرية؟
- اليسار العربي -الجديد-: رفض النمطية والديكتاتورية
- -الممانعة- أمام لحظة الحقيقة
- الرهان على سوريا, لبنانياً..
- الرهان على سوريا لبنانياً
- الربيع العربي ومعركة الأفكار
- النخب العلمانية على مفترق الربيع العربي
- الإنحيازات السياسية : أوهام ومصالح
- إيران وقطر والربيع العربي : الأدوار الملتبسة
- لبنان وسوريا: وحدة المصير والمسار في مواجهة الربيع العربي
- أي جيل , أي وطن ؟
- العرب أمام تحدي الديمقراطية


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية