رِهانْ

سعيدة عفيف

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 10:02
المحور: الادب والفن
    

وَ ذاتَ هَوَسٍ.. أَمْشي
خَالِيَةً مِنْ كُلِّ زَعامَةِ.. أَوْ كَهانَهْ
مِنْ كُلِّ سِياسَةٍ أَوْ كِياسَهْ
مِنْ حُبِّ الأََقْدَمينْ
حُبِّ الْكُتُبِ
أَهْرُبُ مِنْ كُلِّ ما قَرَأْتْ
مِنْ كُلِّ اللُّغاتْ
وَ مِنْ كُلِّ الاِنْتِماءاتِ و َالصُّوَرْ
وَ مِنْ كُلِّ الأَضْدادِ و الْمَرايَا
وَ مِنْ كُلِّ الظِّلالِ و الْحَنايَا
....................
وَ ذاتَ هَوَسٍ.. أَمْشي
فَرَحٌ صَغيرٌ مِنْ كَلِماتٍ بِحَقيبَتي..
أُهَدْهِدُهُ
وَ عَبَثٌ..
وَ ما تَبَقَّى مِنِّي،
وَ بَعْضٌ مِنْ قُصاصاتٍ
عابِرَهْ ..
لَمْ أَحْمِلْ مَعي
فِكْرَةً مُجيبَهْ
تَمْنَعُني مِنْ شَحْذِ السُّؤالْ
وَ لَسْتُ أَبَداً ثائِرَهْ
فَالثَّوْرَةُ ما عادَتْ نافِعَهْ
................
وَ ذاتَ هَوَسٍ.. أَمْشي
لأَوْراقِ الْخَريفْ
هَسيسُ الصَّمْتِ الْكَوْنيّ
يُبَدِّدُ وَحْشَتِي
أَمْضِي وَحيدَةً
لا أَعْرِفُ أَنْ أَكونَ أَحَداً
وَ أَمْشي عَلَى قارِعَةِ الْجُنونْ
أَرْسُمُ ضَحِكاتٍ في الْهَواءْ
وَ أَشْياءْ .. أَشْياءَ مَا
وَ حَيْثُ لا تَكونُ أَرْسُمُ مَوْتاً
وَ رَصاصاتٍ
وَ أَكْوامَ جَماجِمْ..
....................
وَ ذاتَ هَوَسٍ.. أَمْشي
يَدُوسُنِي الْعُمْرُ
أَلِجُ بِدايَتَكَ أَيُّها الْعامُ الْجَديدْ،
لَسْتَ جَديداً عَلى أَيَّةِ حالْ،
أَنْتَ شَيْءٌ كَباقِي الْأَشْياءْ
تَنْتَظِرُ كُلَّ الاِحْتِمالاتْ..
وَ ها أَشْغالُ إِبْرَتي بِالْقُرْبِ تَنْتَظِرُني
عَبَثاً أُحاوِلْ..
عَيْنُ الإِبْرَةِ تَزيغُ وَ تَضيقْ
لا تَسَعُ خَيْطَ الشَّمْسْ
فَآخُذُكَ يا خَيْطَ الْوَجَعِ الَّذي يَنْمو وَ لا يَنامْ..
رَفيعاً تَبْدو مِنْ كَثْرَةِ السَّفَرْ
أُرَتِّقُ بِكَ كُلَّ التَّمَزُّقاتِ النَّزِقَهْ
وَ إِذْ أَتَمَادَى في الرَّتْقْ
تَتَّسِعُ كَثُقْبِ الأُوزونْ
...................
وَ ذاتَ هَوَسٍ.. أَمْشي
كَحِكايَةٍ قَروسْطِيَّةٍ لا تَنْتَهي
أَمْشي.. بَيْني وَ بَيْنَ الْغِيابْ
شَارِعٌ طَوِيلٌ خالٍ مِنْكَ
و من أَعْمِدَةِ نُورْ
مُدُنٌ .. مَسافاتٌ تَبْتَلِعُنِي
وَ أَزْمِنَةٌ غابِرَهْ...
.....................
وَ ذاتَ هَوَسٍ.. أَمْشي
أَتَحَدَّى كُلَّ رِهانٍ واثِقْ
في رَتْقِ كُلِّ قِطَعِ الْعَراءْ
أَوْ في إِسْماعِ رَجْعٍ
عَلى مِعْزَفٍ مِنْ هَواءْ

سعيدة عفيف
03/01/2013

#سعيدة_عفيف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات