وليد القدوة مصر على التهجير

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 16:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

كتبت مقالة في 5/2/2013 م بعنوان "د.وليد القدوة يدعو السلطة لتهجير الشعب الفلسطيني "ونشرته على صحيفة الحوار المتمدن وصحف أخرى .
كان ذلك تعليقا على مقالة للدكتور خالد القدوة الذي كان قد كتب وصفة للسلطة الفلسطينية كي تتخلص من أزمتها المالية وتحقق اكتفاء ذاتيا .وهو قد شخص المشكلة بعيدا عن الفهم الاقتصادي بقوله " الازمة المالية سببها عدم تحويل اموال الضرائب من الحكومة الاسرائيلية ، وعدم التزام الدول العربية بتوفير شبكة الامان المالية للسلطة ،وضعف الموارد والجباية المحلية لعدم توفر السيولة المادية لدى المواطنين"
أي أنه شخص سببين من ثلاثة خارجيين وليس بيد السلطة أن تفعل شيئا لمعالجتهما :الأول يتعلق بتحويلات أموال الضرائب من إسرائيل ولا حول للسلطة في هذا ولا طول .والثاني يتعلق بمساعدات الدول العربية وهذا أيضا لا تستطيع السلطة معالجته .أما الثالث وهو ضعف الجباية فهو في واقع الحياة غير معالج وهو واضح ومدرك من قبل السلطة .بل إن إسرائيل تخصم استحقاقاتها من استحقاقات السلطة تسديدا لعجوزات إلتزامات المواطنين .
ثم قام بوضع الحلول كما لو كان قد كشف عن بصيرته على طريقة الصوفية وليس على طريقة البحث العلمي .
لقد انتبهت من تلقاء نفسي أن الدكتور القدوة تجاهل أو جهل الحقائق الإقتصادية ،وهو قد استحسن حسبة سهلة فعلا تؤمن بضع عشرات من الملايين شهريا ،حصّلها من سبع بنود بعد أن قال :" انا اعتقد ان حل الأزمة المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وتوفير اموال فائضة من اجل التطوير والتنمية والتقدم في شتى المجالات مسالة سهلة جداً لو توفرت الارادة القوية والعزيمة الصلبة"
إذن تحتاج السلطة الى الإرادة القوية والعزيمة الصلبة ،ولم يقل الدكتور كيف يمكن قياس هذه المواصفات فقد تفتقر الحكومة الحالية لما يكفي من هذه التوصيفات للقيام بالمهمة .
لقد ناقشت خطة الدكتور وليد في بنودها بإشارات وإيجاز وبلغة مفهومة .ولكن جلّ النقد انصب على مسألتين :
الأولى :وهي أن تسعى الحكومة لتوقيع اتفاقات من أجل تشغيل من 100 – 150 ألف عامل في إسرائيل تقوم الحكومة بتأمينهم وتحصل بالمقابل على نسبة من أجورهم .
ذكرت له أن هذه المهمة يقوم بها مقاولون، تجار الرقيق الأبيض .وأنه لا يتوجب علينا أن نؤمن عمالة للعمل في المستوطنات .
رد الدكتور على هذه النقطة بأنه لم يقل للعمل في المستوطنلات بل في إسرائيل !!!أليس هذا الجواب أسوأ مما كتب أصلا ؟أليست إسرائيل كلها مستوطنات ؟ وما الفرق بين العمل هنا أو هناك ما دام يؤمن قوة عمل مؤهلة كما ذكر الدكتور للإقتصاد الاسرائيلي ؟
هناك نقطة أكثر أهمية يصر عليها الدكتور وهي تتعلق بقيام الحكومة بالإتفاق مع الدول العربية على تشغيل 100ألف موظف وتقتطع من أجورهم .
اليس هذا تكليفا للحكومة بتنظيم عملية تهجير لمئة ألف نسمة تتبعهم عائلاتهم وأصدقاؤهم بما قد يصل إلى مئات الآلف من أبناء الشعب الفلسطيني .
إن هذا طرح خطير وهو كما ذكرت له مدسوس في داخل النقاط السبعة بنعومة ولكن بخبث .
وبدلا من أن يراجع الدكتور نفسه كتب مقالا يرد فيه على مقالتي ويصر على استحسان ما طرح (بالمناسبة الدكتور الحريص على تأمين مصروفات الحكومة ، هو نفسه تقدم بطلب هجرة الى كندا ،ولذلك فهو لا يرى غضاضة في هجرة مئات الآلاف من الفلسطينيين ).
وفي تقديمه لنفسه يقول :" ألاخ محمود فنون ... لقد وظفت آلاف الفلسطينيين في عهد الرئيس عرفات "
إن إسم الدكتور يدل على أنه من أقارب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ،وقد وظف هؤلاء الآلاف عن طريق بطاقة "يصرف له "وليس عن طريق إيجاد فرص عمل في الهياكل الإقتصادية للمجتمع الفلسطيني .ويصر على موقفه متحديا بقوله " لو اجرينا استفتاء في اوساط الخريجين الجامعيين وقلنا لهم .. ما رأيكم ان تبقوا في وطنكم بدون عمل ام تسافروا الى احدي الدول العربية وتعملوا بكرامة وشرف وتساهموا في دعم مؤسسات السلطة الوطنية ؟ الاجابة ستكون بالتأكيد بالموافقة على العمل بدولة عربية"
هكذا باصرار وتحت ذريعة إيجاد فرص عمل عن طريق التخلص من قوة العمل بجزء للعمل في الاستيطان الصهيوني"لو اجرينا استفتاء على العمال العاطلين عن العمل ... هل تقبل العمل في اسرائيل براتب يومي 200 – 300 شيكل وفق اتفاق موقع بين السلطة وإسرائيل على ان تقدم 10% من دخلك اليومي لدعم مؤسسات السلطة الوطنية ، سيكون رد الغالبية العظمى بالموافقة" والجزء الآخر بالهجرة الى الخارج..
إنه لا يطرح أية معالجة تستند على الواقع الفلسطيني الخاص ولا يدفع باتجاه بناء إقتصاد وطني فلسطيني ،ويقصر اهتمامه بتوفير بنود الموازنة ،ويقول عن تنمية وتطوير تصرف عليها المداخيل الفائضة .
أخي الدكتور وليد مع الإحترام :
إنني وبحكم خبرتي قد قرأت مقالتك بالطريقة التي أذكرها ولا أهتم كثيرا بالطوية ،إن ما ذكرته وكتبته هو دعوة للحكومة لتقوم بعملية تهجير منظمة للشعب الفلسطيني مسلحة بالعزيمة القوية والإرادة الصلبة ،ولا مجادلة في ذلك .وهذا أمر خطير وليس بوسعي الاستخلاص بأنك لا تدرك ذلك ،وأنا لا أبيعك نصائحا إنما الفت إنتباه القاريء لما تنطوي عليه مقالتك من مخاطر ولا أستطيع المجاملة بالقول "أنك ربما لا تفصدها "فأنت تصر عليها في ردك المؤرخ في 7/2/2013م والمنشور في صحيفة الحوار المتمدن تحت عنوان " ألاخ محمود فنون ... لقد وظفت آلاف الفلسطينيين في عهد الرئيس عرفات بقلم :د. وليد خالد القدوة"








ألاخ محمود فنون ... لقد وظفت آلاف الفلسطينيين في عهد الرئيس عرفات بقلم :د. وليد خالد القدوة
تاريخ النشر : 2013-02-07


الاخ محمود فنون ... لقد وظفت آلاف الفلسطينيين في عهد الرئيس عرفات
بقلم : الدكتور / وليد خالد القدوة
لاشك بان الوطن يبنى بسواعد العلماء والمفكرين والمبدعين والاقتراحات البناءة والايجابية التي تخدم تطلعات وأمال الخريجين الجامعيين والعمال العاطلين عن العمل ، وليس بالأفكار السلبية والهدامة التى تدمر طموحات الشباب وأهدافهم في العيش بحياة كريمة وشريفة.
لقد اعجبني تعليق مغترب فلسطيني من بين التعليقات الايجابية على الخبر الذي نشر لي مؤخراً عبر بعض المواقع الالكترونية تحت عنوان ( باحث فلسطيني يقترح حلولاً للخروج من الازمة المالية التي تعاني منها السلطة ) حيث يقول المغترب الفلسطيني ابو زيد عبر دنيا الوطن ( اولاً أوجة التحية للدكتور وليد وثانياً انا اسف جداً لوجود هذا الكم من المعلقين السلبيين جداً ، الدكتور اجتهد وبحث وحاول وقدم اقتراحات ويحاول ان يبني لا ان يهدم ، اما بقية المعلقين اكثرهم للأسف سلبيين لذلك لا اتوقع لهم النجاح في حياتهم لان من صفات الانسان الناجح هو البناء وليس الهدم ، يمكنكم اقتراح بدائل او تعديل الاقتراحات ولكن انتم لم تقترحوا بل هاجمتم بشدة من يحاول مساعدتكم ... انا مغترب وافتخر دائماً بشعبى ولكن عندما ارى التعليقات اتساءل هل هذا شعبي المميز الذي افتخر فيه ، بصراحة لا توجد أي مسؤولية عند معظم المعلقين ، وإذا كنتم انتم العينة التي تمثل شعبنا فنحن نمر بكارثة انتم سببها .. والسلام )
لقد خرج علينا كاتب صحفي اسمة محمود فنون كتب مقالاً بعنوان( الدكتور وليد القدوة يدعو السلطة لتهجير الشعب الفلسطيني) رداً علي اقتراحي بضرورة توفير مائة الف فرصة عمل للخريجين الفلسطينيين العاطلين عن العمل في الدول العربية معتبراً الاقتراح بمثابة ترانسفير للشعب الفلسطيني خارج فلسطين ويأتي في اطار المشاريع المشبوهة والخبيثة مع العلم انني لا اعمل في المجال السياسي .
وأنا هنا احب ان اوضح بعض الحقائق للرأي العام الفلسطيني بكل امانة وإخلاص وموضوعية وشفافية ، نحن كعائلة فلسطينية مناضلة نعتبر جزء من اللاجئين ... لان جزء كبير من العائلة في قطاع غزة وبعض الدول العربية لاجئون، وأنا شخصياً مع عودة اللاجئين الي الاراضي التي هُجروا منها عام 1948 لان لعائلتنا ألاف الدونمات في حيفا ويافا .. ولن اقبل بأي حال من الاحوال إلا بالعودة الى ارضنا المحتلة عام 1948 والتعويض عن استثمار هذه الارض طوال اكثر من ستين عاماً من قبل الاحتلال الاسرائيلي .
لو اجرينا استفتاء في اوساط الخريجين الجامعيين وقلنا لهم .. ما رأيكم ان تبقوا في وطنكم بدون عمل ام تسافروا الى احدي الدول العربية وتعملوا بكرامة وشرف وتساهموا في دعم مؤسسات السلطة الوطنية ؟ الاجابة ستكون بالتأكيد بالموافقة على العمل بدولة عربية .
ان ازمة الخريجين الجامعيين في الضفة والقطاع وعدم توفر فرص عمل لهم دفعت الالاف من الشباب الى الهجرة للدول الاوروبية ، لذلك المنطق يقول اذا تمكنا من توفير فرص عمل للخريجين في الدول العربية سيكون افضل من الهجرة الى الدول الاوروبية .
الاحصائيات الرسمية تشير الى وجود 2 مليون مصري يعملون في دول الخليج في اطار اتفاقيات تعاون بين مصر ودول الخليج لاستيعاب الخريجين الجامعيين .. لذلك اري من الضروري ان يكون هناك اتفاقيات تعاون بين السلطة والدول العربية لاستيعاب الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل.
هل يعني اقتراحي ان يتم استيعاب 100- 150 الف عامل في اسرائيل في اطار اتفاق بين السلطة وإسرائيل ان يذهبوا للعمل في المستوطنات وفق اتفاق الرقيق الابيض كما يدعي محمود فنون... انا لم اقل ان يذهبوا للعمل في المستوطنات في الضفة ، انا قلت في اسرائيل ، واستشهدت بوجود 100 الف عامل كانوا يعملوا في اسرائيل من قطاع غزة قبل قيام السلطة عام 1994 .
لو اجرينا استفتاء على العمال العاطلين عن العمل ... هل تقبل العمل في اسرائيل براتب يومي 200 – 300 شيكل وفق اتفاق موقع بين السلطة وإسرائيل على ان تقدم 10% من دخلك اليومي لدعم مؤسسات السلطة الوطنية ، سيكون رد الغالبية العظمى بالموافقة .
نحن نريد ايجاد فرص عمل للعمال العاطلين عن العمل بدلاً من التفكير بالهجرة للدول الاوروبية مطالباً الاخ محمود فنون بتقديم حلول خلاقة لحل مشكلة العمال الفلسطينيين في الضفة والقطاع بدلاً من توجيه الاتهامات الغير منطقية لشرفاء الوطن .
الاخ محمود .. انا احب دائماً معالجة المواضيع بحكمة وموضوعية .. انت تقول انني اريد تمرير مشاريع مشبوهة .. انا لم اكن في يوم من الايام عضواً في أي اجتماعات تمت مع الجانب الاسرائيلي .. ولم اجلس في يوم من الايام مع أي مسئول اسرائيلي لا في داخل الوطن او خارجة.
اخيراً بحب اقول لك شيء مهم ربنا وحدة هو الذي يعلم كم وظفت شباب فلسطينيين في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات ..
ربنا يهديك لما فيه الخير لجميع ابناء شعبنا الفلسطيني.

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات