أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحق ماسين مربوط - بين تاودا و توادا أزمة تظاهر















المزيد.....

بين تاودا و توادا أزمة تظاهر


عبد الحق ماسين مربوط

الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان لمقالنا أن ينشر يوم الأحد 03 فبراير، لكن حرصنا النقد البناء الغير المشوش على نضالاتنا كإيمازيغن جعلنا نؤجل النشر، لكن بعد الانتهاء من المسيرة لا بد أن نقول رأينا في هذه الخطوات التي يجب على ما نعتقد أن تسير في المستقبل في طريق الخدمة الفعالة للقضية الأمازيغية بعيدا عن الطابع الروتيني.
شددت مواقف الحركة الأمازيغية عبر العقود الماضية على أمازيغية المغرب، و أبرزت خلال أنشطتها النضالية على اختلاف كبير في ثقافتها النضالية مع ثقافة الشعوب الأخرى، بل أن امازيغن بالمغرب مارسوا نضالا ملتزما يختلف حتى عن التيارات الأخرى بنفس البلد كما هو الشأن مع المتأسلمين و المتياسرين. الأهم من ذلك أن الحركة الأمازيغية صنعت الحدث في كثير من المواقف و المحطات ، أبرزها ما سوف نأتي عليه خلال هذا المقال :

• تظاهرات فاتح ماي 1994
تظاهرات فاتح ماي 1994 كانت حدثا عظيما في تاريخ الحركة الأمازيغية بالمغرب بكل المقاييس و ذلك للإضافة التي خلقها هذا التظاهر الذي أزعج أركان العروبة بالمغرب من خلال لافتة مكتوبة بتفناغ لأول مرة بالمغرب...
• تظاهرات ضد الاعتقال السياسي ابتداء من ماي 2007
مباشرة بعد اعتقال عدة مناضلين في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية بكل من أكادير و امتغرن و أمكانس في ماي 2007 خرجت الحركة الثقافية الأمازيغية في تظاهرات ضخمة داخل الجامعات و أمام المحاكم للدفاع عن المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية، لتؤشر هذه التظاهرات لبداية جديدة في ظل مستجد الاعتقال السياسي المنهج من طرف السلطات تجاه النضال الأمازيغي..
• تظاهرات ما بعد الربيع الأسود بالقبايل
أتت هذه المظاهرات خاصة داخل الجامعة لتؤكد الطابع التضامني من أمازيغ المغرب مع أمازيغ الجزائر ضد الغطرسة العسكرية في الجزائر في حق المتظاهرين ربيع 2001، التظاهرات التضامنية شكلت إزعاجا للسلطات بما يؤكد قابلية المغرب هو الأخر للاشتعال في أي لحظة.

• تظاهرات التنسيقيات المحلية " المنطوية تحت لواء الحركة الثقافية الأمازيغية
باعتبارها امتدادا موضوعيا للحركة الثقافية الأمازيغية سارت التنسيقيات في نفس النهج المتجلي في التظاهر في الشارع السياسي خاصة ضد الاعتقال السياسي ، و كنموذج لهذه التنسيقيات تنسيقية ايت غيغوش التي أزعجت بدورها أمن الدولة من خلال تنظيم تظاهرات كانت الأكبر خلال تلك الفترة بكل ربوع الجنوب الشرقي و لأول مرة تنظم تظاهرات بشكل موازي شكلا و مضمونا و في نفس الوقت صيف 2007 تحت أرضية الملف المطلبي لتنسيقية ايت غيغوش 2007 ( انظر الأرضية على شبكة الانترنيت)، في كل من قلعة مكونة و تزارين و نقوب و بومالن ن دادس و خميس دادس و تنغير و تازاكورت...، مع العلم أن هذه التظاهرات لم تكن مرخصة ..

• التظاهرات الموازية للمحاكمات الصورية للمعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية
نظمت الحركة الأمازيغية تظاهرات و وقفات موازية للمحاكمات الصورية التي تعرض لها مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بكل من أكادير و أمكانس و امتغرن مند سنة 2007 و 2008 حتى إصدار الحكم الجائر 10 سنوات و غرامة تبلغ 20 مليون سنتيم في حق المعتقلين مصطفى أساي و حميد أوعضوش.
و كانت أبرز هذه التظاهرات و الوقفات بعيدا عن الجامعة تظاهرتين لأول مرة أمام البرلمان بالرباط الأولى كانت ناجحة بامتياز و عرفت حضورا مميزا للإعلام الدولي و الثانية تم قمعها سنة 2009. و بدعوة من اللجنة الوطنية لمساندة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية و آباء المعتقلين تم تنظيم وقفات عديدة بعد ذلك أمام البرلمان، دون أن ننسى العديد من الوقفات الأخرى الموازية للمحاكمات بالريف و سوس و الجنوب الشرقي مع الأخذ بعين الاعتبار الاعتقالات الجديدة كما حدث بامتغرن..

• المشاركة في تظاهرات 20 فبراير
بسقوط نظام بن علي بتونس و إشراف نظام مبارك على السقوط و كما هو الشأن في تقليد كل ما هو آت من الشرق عرف المغرب مظاهرات لكن في الاتجاه المعاكس لاسقاط الأنظمة في إطار ما سمي بمحاربة الفساد !! . و هو ما شوه نظريا النضال من أجل الحرية.
و وسط انقسام الحركة الأمازيغية على نفسها بين المشاركة من عدمها، ارتئ جزء من الحركة المشاركة الفعالة في تظاهرات 20 فبرار خاصة بطنجة و الرباط و أكادير.. ومند البداية اتضح للأسف الشديد أن للمخزن بمخابراته يد في افتعال هذه المظاهرات في حركة استباقية للتسويق لنموذج الاستثناء المغربي كتظاهرات لاسقاط الفساد و ليس النظام .. مرت عدة تظاهرات ليتم في الأخير الركون إلى الخلف بعد ما سمي حينها بالإصلاحات التي جاء أهمها شبه ترسيم للامازيغية في الدستور الممنوح 2011.

• تاودا 1
بعد فشل 20 فبراير في إحداث إي تغيير ملموس و بعدما تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن المشاركة الأمازيغية بهده الأشكال ما هو إلا مجرد كومبارس وصلت عبره الدولة إلى الهدف المنشود وهو التسويق للنموذج و الاستثناء المغربي، و بعد أن تبين أن ترسيم الأمازيغية في الدستور ماهو في الحقيقة إلا سياسة مماطلة و تكسيرية للنضال الأمازيغي، عملت الحركة الأمازيغية في خطوة جيدة (لكن بعد فوات الأوان ) على الخروج للشارع منفردة في شكل توادا 1 و كانت هده المسيرة ناجحة شكلا في الخروج الأول بالتأكيد على أن الحركة الأمازيغية لا زالت على طريق النضال، و لا تزال متشبثة بخطها التحرري.



• تاودا 2
دخلت في نفس سياق تاودا 1 و لم تقمع و عرفت حضورا وازنا من لدن الشباب الأمازيغي و أكد المشاركون فيها خاصة على ضرورة تفعيل الطابع الرسمي الأمازيغية في الدستور لمغربي و الإفراج عن المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية. على العموم كانت صورة طبق الأصل ل تاودا 1 .

• تاودا 3
كانت آخر نشاط للحركة الأمازيغية يوم الأحد 03 فبراير لكن هذه المرة في ثلاث مدن مختلفة و بشكل موازي في كل من الرباط و أكادير و الحسيمة ، و تأكيد لسياسة الدولة في التأكيد على أطروحة الهامش و المركز تم التضييق على شكل الحسيمة و منع شكل أكادير مع بعض لاعتقالات في حين لم تقمع مسيرة الرباط ، و السبب في ذلك حسب رأيي أن الرباط ليست مقر سكن أغلبية المتظاهرين و بالتالي فإمكانية تطور التظاهرة إلى شكل يحرج السلطات ضئيلة باعتبار المتظاهرين سيشدون الرحال لمدن استقرارهم مباشرة بعد نهاية المسيرة عكس ما قد يحدث في أكادير أو الجسيمة أين يمكن أن يستمر التظاهر و بأشكال محرجة ل الدولة بسبب استقرار المتظاهرين بهذه المدن. و كانت أكادير سوف تشهد أكبر تظاهرة أمازيغية على الإطلاق بالنظر لعدد الراغبين في المشاركة لولا قمعها رغم المحاولات العديدة لبدأ التظاهر بانزكان.
على العموم هذه المسيرة شكات استمرارية ل تاودا 1" و"تاودا 2 و إن في ظروف مختلفة شكلا و مضمونا باعتبار الغياب الملاحظ لبعض الجهات المشاركة في تاودا 3 و القمع الذي تميزت به كما قلنا في انزكان و الحسيمة.

• مقارنات
عندما نقف عند التظاهرات الأولى المذكورة سلفا نجد أنها جاءت بعد دراسة محكمة و استشراف للنتائج قبل حدوثها و لم تكن مظاهرات متسرعة أو متهورة. أتظاهرة فاتح ماي 1994 جاءت في الوقت المناسب و فتحت الباب للتظاهر كشكل جديد بالنسبة للحركة الأمازيغية بالمغرب، و هذه إضافة خاصة في ظروف خاصة.
أما تظاهرات ما بعد الربيع الأسود بالجزائر فكانت ضرورية و حققت إضافة جيدة متجلية في التأكيد على وحدة الشعب الأمازيغي بكل شمال إفريقيا. الأمر نفسه بالنسبة للوقفات و التظاهرات من أجل المعتقلين السياسيين كتظاهرات ضرورية و فعالة للدفاع عن براءة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية و إيصال الصوت الأمازيغي و هو ما يمكن أن نقوله كذلك على مختلف المظاهرات المذكورة سلفا إلى حدود مظاهرات 20 فبراير . حيث الخطأ الاستراتيجي للمشاركين الأمازيغيين فيها لعدة اعتبارات أهمها أن السياق الذي أتت فيه هذه التظاهرات هو ما يسميه القوميون ب الربيع العربي ، و بالتالي فالمشاركة فيها هو تأكيد بأن المغرب ينتمي للمحيط العربي بشعور أ بدون شعور، و بالتالي فمشاركة بعض الحركة الأمازيغية في 20 فبراير أظهر المغرب كدولة عربية تعيش ربيع ما تعيشه الدول العربية ، بذلك أضرت هذه المشاركة بالقضية الأمازيغية أكثر مما خدمته و إن تم ترسيم الأمازيغية في الدستور الممنوح لسنة 2011.
أما "تاودا 1" فكانت فكرة جيدة لكن في الوقت غير المناسب للأسف، فبدل الدخول مع المتأسلمين و المتياسرين في 20 فبرار المزكية و إن بدون شعور لطابع عروبة المغرب في ضل السياق المعلوم، كان الأجدر مند الوهلة الأولى استغلال الظرف و الخروج ب"تاودا" مند فبراير 2011، و هو ما سيشكل من الحركة الأمازيغية أصعب رقم بالمغرب و كان ليدفع المخزن في ضل الخوف الذي ساد نظامه أنداك إلى على الأقل الترسيم الحقيقي الأمازيغية و الإفراج عن المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية باعتبار المخزن كان ليخاف سقوطه لو جرت الأمور بتلك الطريقة بدل الذوبان في حركة لا ترقى إلى حركة احتجاجية في ظل الخليط غير المتجانس بداخلها و إنما حركة في خدمة الاستثناء المغربي بالنسبة لأطراف و ربط المغرب احتجاجيا بمحيطه " العربي" بالنسبة لأطراف أخرى و هذا ما سيذكره التاريخ أن المغرب انخرط في الربيع "العربي"
. للأسف الشديد الحركة الأمازيغية لم تقرأ بشكل جيد الفترة "الفرصة" التي كانت لتستغل كما ينبغي لخدمة الأمازيغية . و بالتالي ف تاودا1 فكرة جيدة لكن في الوقت الميت و لم تحقق ما كانت لتحققه لو نظمت في فبراير أو يناير 2011. و كان الوقت الأنسب لبرمجتها هو الربيع الأمازيغي لوجود السبب في 20 أبريل.
"تاودا 2 و "تاودا 3" حقيقة هي تكرار لخيار دون أية دراسة واضحة إن استمر بهذا الشكل سيفقد التظاهر الأمازيغي بريقه و طابعه الاستراتيجي الفعال بسبب نمطيته، هنا لسنا ضد الشكل في حد ذاته لكن يجب عدم الإكثار في مثل هذه الأشكال في أي زمان و أي مكان قبل استشراف النتائج و إلا سوف نقع في فخ المخزن التظاهر من أجل التظاهر في سياق معروفة نتائجه .
النضال الأمازيغي مدرسة كونت طوبة طوبة، في كل الاتجاهات : في الكتابة، في الرسم، في الرياضة ، في الغناء، في الاعتقال....فالخوف كل الخوف أن تستدرج الحركة الأمازيغية لنمطية التظاهر السلبي ، فليس التظاهر السلمي و حده الخيار الوحيد أمام إيمازيغن، و إن وجب المحافظة على الشكل المخلدة لمناسبات معروفة لضمان صيرورة تاريخية كمظاهرات الربيع الأمازيغي كل 20 أبريل و غيرها حتى يكون تظاهرنا صورة غير مملة و يكون مناسبة كبيرة تقشعر له الأبدان و تحقق فيه الأهداف ، لأن التظاهرات الأخيرة و بكل صدق لم تزعزع المخزن ،فالمطلوب مظاهرات مؤثرة لا مؤطرة للتظاهر من أجل التظاهر !!
فل نحافظ على سمعة التظاهر الأمازيغي المرعب للمخزن. للوصول لذلك يستدعي الأمر الاستفادة من التاريخ ، ولنعلم أنا المخزن لن يجود علينا بالحقوق الأمازيغية ما لم يهدد نظامه و استقراره ، و تحية لعدي و بيهي و الرسالة واضحة



#عبد_الحق_ماسين_مربوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحق ماسين مربوط - بين تاودا و توادا أزمة تظاهر