علم بناء المصداقية

حازم صافي

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 18:42
المحور: المجتمع المدني
    

علم بناء المصداقية
حازم صافي
لعل واحدا من أهم الدروس المفيدة التي كانت ثمرة من ثمار مؤتمر الشركاء الرابع لبرنامج العدالة في متناول الجميع والذي عقد في اربيل للفترة من 27 ـ 29 من تشرين الثاني هو ذلك الدرس المتعلق (بإستراتيجية الاستدامة) وهو الموضوع الذي طرحه مدير البرنامج وباختصار فأن إستراتيجية الاستدامة تعني أهمية امتلاك كل مؤسسة مدنية آليات ونظم وطرائق عمل تتيح لها الاستمرار والديمومة والتواصل في العمل دونما انقطاع مع الاعتراف بوجود عقبات قد تكون عائقا أمام تلك الديمومة وذلك الاستمرار . ولعل الكثير يتفق معي عندما أقول بأن أهم مشكلة تعاني منها مؤسسات المجتمع المدني في العراق هي مشكلة صعوبة الديمومة والاستمرار لأسباب كثيرة تتعلق بالتمويل تارة وبالطبيعة المجتمعية تارة أخرى وبالنظم والقوانين التنفيذية والأطر التشريعية تارة ثالثة من هنا تتأتى أهمية محاضرة مدير برنامج العدالة في متناول الجميع عن إستراتيجية الديمومة , وأريد هنا أن أركز على محور واحد من محاور تلك المحاضرة القيمة وهو محور بناء المصداقية الذي أريد أن انعته بمحور (علم بناء المصداقية) , حيث اعتقد جازما إن عملية بناء مصداقية إي مشروع أو مؤسسة هو علم قائم بذاته يحتاج إلى ترتيبات وخطط وأعمال منتظمة اذ أن امتلاك إي مؤسسة مجتمع مدني للمصداقية واعتراف المحيط المجتمعي بتلك المصداقية سوف يمنح تلك المنظمة القدرة على العمل بكفاءة ناهيك عن مكنة الاستمرار في العمل لفترة اطول , كما أن المصداقية تساعد المنظمة على بناء علاقات متينة مع مراكز صنع القرار والقوى المتنفذه , وهذه المسألة جوهرية يمكن أن تزيد من قوة تأثير المنظمة وتوسع من مساحة مشاركتها في عملية الضغط والمدافعة , إضافة إلى امتلاك مجالات تمويل مضافة تعطي المنظمة أسسا جديدة للاستمرار والتطور . وبناء المصداقية أمر لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها بل هو نتاج منطقي لجهد فريق عمل متكامل يبدأ من النظام الداخلي للمنظمة ويمر بطبيعة وواقعية نظامها المالي والمحاسبي وصولا إلى علاقتها مع المحيط وطريقة تنفيذها لمشاريعها وامتلاكها لرؤية وإستراتيجية واضحتين يمكن أن تقنع المستفيدين والمستهدفين من عمل المنظمة بأنها تشتغل انطلاقا من خطط مدروسة بعيدا عن الفوضى والمصادفات والفرص غير المحسوبة ولقد أثبتت التجارب , على ندرتها , ان المراكز المدنية ذات المصداقية تنجح على الدوام في كسب التأييد والقدرة على التأثير والانتقال من مرحلة التأثير المحدود والأهداف الضيقة إلى التأثير الأكثر اتساعا والسعي لتحقيق طموحات اكبر . كما ان امتلاك المؤسسات المدنية العراقية للمصداقية سوف يساهم في صناعة رأي عام يقف بالضد من التوجهات التي تحاول التقليل من أهمية دور منظمات المجتمع المدني في صنع مستقبل العراق الجديد .

#حازم_صافي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل