علاء يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 18:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غريب أمر هذه المعارضة السورية حقاً ..
عندما ذهبت قوافل الشبان السوريين والفلسطينيين إلى حدود اسرائيل في بداية شهور الاحداث الاولى في سوريا ، ما كان عليهم سوى ان اتهموا بشار أو النظام أنه يحاول تصدير الأزمة خارجيا عبر التحرش بإسرائيل ...
ها قد قامت اسرائيل بما يريد فلماذا لم يستغل الأمر لتصدير الازمة إليها عبر حرب معها ...؟
مشكلة المعارضة السورية خصوصا والعرب الذين تمثلهم ويحتضنونها أنهم لم يقوموا يوما بأي فعل مخطط له مسبقا بل هم فقط يقومون برد فعل ويجيدون ارتكاب الحماقات من خلاله والتاريخ زاخر لمن يريد الدروس .....الآن سؤال مهم في فن الحرب : متى نبدأ الحرب ؟؟
هل نستدرج إليها أم نخطط لها ؟؟؟أرجو الإجابة من الكاتب شخصيا ....هل يجب أن تحدد اسرائيل لنا ساعة بدء الحرب كي تقوم ( كما تظن ) بانجاز مهمة تحلم بها هي وثوارها ؟؟
من ناحية اخرى هل الحرب اسرائيل هي قرار سوري لا علاقة له بالقوى الدولية والتوازنات القائمة بالتأكيد لا ... إلا إذا اعتبرنا أن أمريكا: التي تدعم اسرائيل وتمدها بأسباب الحياة
وفرنسا : التي اعطت اسرائيل المفاعل الذري عام 1956
و بريطانيا : التي أنشأت ما يسمى اسرائيل
وألمانيا : التي قدمت لاسرائيل مليار دولار عن كل صاروخ أطلقه صدام حسين على أراضيها
ولا داعي كي نذكر الدول العربية المشغولة أما بنفسها أو بعلاقاتها مع أعدائنا ...
ستتفرج على سوريا وهي تضرب طفلها المدلل اسرائيل ...للأسف هناك بعضٌ من سذاجة في ما كتبه الاخ جواد في مقاله :
( ضَرْبَة ذهبت بما بقي من أوهام! )
الكاتب المحترم , يدعونا بوجوب ان نحارب اسرائيل لاسترداد الكرامة وكأن الحرب لا تكون إلا برد الفعل والاستدراج الذي تبرع فيه اسرائيل ومن يرعاها ...وهذا ما تمنعهم سوريا منه بعدم الرد وتركهم يتوقعون ساعة الرد ونوع الفعل الذي يستوجب منهم رد فعل بالرد الاستباقي ...كما حصل في الغارة الأخيرة في جمرايا ..
بالتأكيد سوريا في وضعها الحالي لن تفكر في حرب ضد اسرائيل (وسوى الروم خلف ظهرها روم) الموضوع هنا ليس فيه :كرامة وطنية, وعبارات طنانة ,ورنانة يستخدمها المعارضون ومن لم لمهم الموضوع حسابات لا تحتمل الخطأ ....فهل من الصحيح أن نحارب اس,رائيل في هذا الظرف ؟؟؟؟ ومن قال أننا لا نحارب اسرائيل في هذه اللحظة أصلا بالوكالة عبر عملائها ...ألم تقوم اسرائيل أصلا عبر غارتها بإكمال المهمة التي فشلوا بها خلال شهر كامل .......ولكن لماذا تضرب اسرائيل ؟؟؟؟؟؟لأنها تعرف تعلم ماذا يخطط لها بشار في السر وبصمت وبدون اللجوء لجعجعة العرب المعروفة ...اسرائيل عبر عملائها وجواسيسها تعرف ماذا ومتى تضرب ؟؟ أي أنها تستبق ضربة لها بضربة استباقية إذا اسرائيل قامت برد فعل مسبق لفعل تقوم به سوريا وحزب الله الذين يعدون العدة بصمت (وبدون جعجعة عربية لم تنتج طحينا يوما )ليوم آت لا ريب فيه ...أما هؤلاء الذين يريدون ويتمنون أن تخوض سوريا حربا مع اسرائيل فهدفهم هو رؤية اسرائيل تقوم بما كانوا يريدونه من الناتو فخاب أملهم ....
كأنهم لا يعلمون ولا يريدون أن يعلموا لماذا لم يضرب الناتو سوريا كما فعل في ليبيا ...؟؟
بكل بساطة لأن سوريا وحلفائها يمسكون بتلابيب (تل أبيب ) وسوريا أعلنت منذ بداية الحرب الكونية عليها بالوكالة والأصالة أن أي اعتداء خارجي عليها سيعتبر اعتداء بالنيابة عن العدو الصهيوني وسيتم الرد على المصدر أي على اسرائيل . واسرائيل هي في مرمى الصواريخ السورية والايرانية قبل ذلك صواريخ حزب الله التي جهزتها سوريا وإيران لساعة معلومة ..فهل يتعلم العرب ؟؟؟
أم سيظلون كما أجدادهم ....رد فعل وحماقات يستدرجون إليها استدراجا لإيقاعهم في الفخ المنصوب ....ألم يذهب صدام حسين للفخ الكويتي بقدميه ؟؟؟
وهل كان محتاجا فعلا لتدمير العراق من اجل الاحتفاظ بالكويت محافظة تاسعة عشر ؟؟؟
متى يتعلم العرب يا ترى مما قاله العبقري الرائع الشاعر السوري (حصريا ) نزار قباني :
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟