أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورس معاذ العلي - الكواليس السرية لمؤتمر جنيف لهيئة التنسيق الوطنية















المزيد.....

الكواليس السرية لمؤتمر جنيف لهيئة التنسيق الوطنية


نورس معاذ العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن التقاء شخصيات كثيرة من المعارضة السورية في جنيف والتي كان جلها من هيئة التنسيق الوطنية في ظل حملة التهميش والضغط على الهيئة كان له دلائل كثيرة من ناحية ما تم خلاله من مداولات وحوارات غنية ، ومن ناحية ما خرج به من بيان ختامي، ولعل اغلب من حضروا أجمعوا على أن اليوم الأول كان حافلا بكلمات ومداخلات كان لها اثرا وفائدة أصغى اليها الحضور، وأخرى كانت إعادة تقليدية تنظيرية من الطراز الخطابي يستجر البديهي والتاريخي ويخرج أساسا عن هدف المؤتمر وما اريد له من نقاش حول المسألة الديموقراطية والتحول الجذري من شكل النظام الديكتاتوري الحاكم.

كل من التقيناهم في أول يوم من أعضاء هيئة التنسيق الوطنية وخصوصا الشباب منهم أكدوا لنا أن رؤيتهم ووجهتهم وهدفهم من هذا المؤتمر كان من أجل تكوين القطب الديموقراطي الجديد الذي ربما بات ينتظره كثير من السوريين بعد خيبات أملهم الكثيرة والمتتابعة مما وصل اليه حال المعارضة وخصوصا تلك التي قادت الوهم وركبت على آمال وآلام الشعب الثائر لتلهث وراء المال السياسي أو لتعلن ولاءاتها الغير مجانية لأجندات خارجية . أولئك الشباب كان يبرق من عيونهم الحماس والغبطة لمشاركتهم هذا الحدث حيث يعتبرونه بداية تعبر عنهم في تكوين نواة القطب الديموقراطي الجديد الذي لا بد سيكون له أثر بالغ ووقع كبير على المجتمع السوري وطوائف المعارضات المختلفة.

هو مؤتمر دولي من أجل سورية ديموقراطية ودولة مدنية اذن ، انتظروه وانتظرناه فتكبدنا عناء السفر ومشقته لنتحف انفسنا بانتاج توقعنا وتمنينا من كل قلبنا ان يكون على قدر المسؤولية ، إلا أن الأمور وللأسف لم تجر على ما كنا نتوقعه ، بل ما حدث فعلا كان محبطا ومخيبا للآمال وليس كما بدى بعد اصدار البيان الختامي من أن الأمور سارت بشكل ناجح أو يحترم ابسط قواعد الديموقراطية الذي يفترض أن المؤتمر أتى ليعززها ويوسعها .

ربما يكمن السبب الأول في ذلك في أساس الدعوة للمؤتمر اذ أن من تبناها ونظمها وجهد من أجلها هو شخص “شرعي ووحيد” تخفى وراء ثلاثة تنظيمات فقبض على كل مكونات المؤتمر بدءا من اختيار الدولة المستضيفة إلى التحضير له إلى اختيار انتقائي للحضور غالبا مبنى على مواقف شخصية تجاه شخصيات أخرى في المعارضة السورية والتي حكما “عوقبت” بعدم توجيه الدعوات لها، إلى وضع جدول الأعمال وانتقاء مديري الجلسات ، هذا الشخص هو الدكتور هيثم مناع والذي كثيرا ما سمعناه ينتقد اقصاء الآخرين ويدعو الغير لأن يدعوه إلى اللجان التحضيرية للمؤتمرات الأخرى فإن لم يحدث اتهمهم بالاقصائيين ذوي عقلية بعثية بل ويريدون تكرار تجربة النظام ، أما هو فمنزه عن ذلك مع علمه وعلم الجميع أن الثلاثة تنظيمات الداعية للمؤتمر هو من مؤسسيها أو عضو فيها.

كل ذلك لا يمثل شيئا مما تم خلف الكواليس وبخرق واضح وسافر لكل ما تعنيه كلمة ديموقراطية من معنى عقد المؤتمر من أجل تعزيزها وتوسيع رقعة قطبها بين أبناء الشعب السوري، فقد مضى اليوم الأول لأعمال المؤتمر هادئا تعددت فيه اللقاءات والنقاشات الجانبية توجت في آخر اليوم بلقاء بين الدكتور هيثم مناع راعى ومنظم المؤتمر والداعي الشرعي والوحيد له مع احد رجالات النظام السوري وهو الدكتور يزن عبدالله نجل أحد رجال الأمن السياسي في سورية ليوصل له رسالة من الدكتاتور بشار الأسد لم يعلم أحدا بمضمونها ولا حتى كثير من أعضاء قيادة هيئة التنسيق في هيئة المهجر وربما كان لها اثر بالغ على سير أعمال اليوم الثاني من المؤتمر وما رافقه من توترات كانت واضحة وعلنية في اروقة المؤتمر بين أعضاء هيئة التنسيق انفسهم.

بدأت أعمال اليوم التالي وما لبث الجميع أن قرأ مقالا للصحفي نضال حمادة يقول فيه أن هناك توجها للمؤتمرين من أجل اطلاق عملية حوار مع النظام بالرغم من أن حتى مسودة البيان الختامي لم تكن قد كتبت بعد ، مما أثار حفيظة الكثيرين في المؤتمر ، إلا أن الأصوات بدأت تتردد عن اجتماعات سرية بين هيثم مناع ورجاء الناصر وشخصيات أخرى كانت قد قررت كل شيء في مساء متاخر من اليوم الأول.

إلى هنا وصلت حدة التوترات لدرجة أن عراكا بالكلام شوهد من كثيرين بين هيثم مناع وقيادي آخر في الهيئة كان يطلب اجتماعا قصيرا لتبادل وجهات النظر بين قياديي الهيئة جوبه برفض وصراخ من قبل هيثم مناع أدى إلى انسحاب بعض أعضاء الهيئة من الجلسة الثانية لأعمال المؤتمر.

أتت الجلسة الثالثة والتي قرأ في ختامها الدكتور عارف دليلة مسودة البيان الختامي حيث لم يكن يحتوي على أية إشارة إلى أي عملية حوارية أو تفاوضية مع النظام ، ليس هذا فحسب بل ان هيثم مناع وعارف دليلة ورجاء الناصر كانوا يدافعون باستماتة عن ان مشروعا كهذا يحتاج إلى مؤتمر وطني أكبر وأشمل تضمنت الدعوة اليه إحدى فقرات مسودة البيان ، إلا أن تيار بناء الدولة والذي مثله لؤي حسين وثلاثة شخصيات أخرى كانوا أقلية في المؤتمر أصروا على الدعوة إلى اطلاق عملية تفاوضية مع النظام دون انتظار عقد مؤتمرات اخرى ، لكنهم لم يحصلوا على أدنى تاييد من المؤتمرين أو من المتداخلين من أجل نقاش مسودة البيان الختامي.

انتهت فترة نقاش المسودة حيث دعى الدكتور هيثم مناع الحضور ليقدموا اقتراحاتهم من أجل تعديل البيان الختامي لاقراره ، وهكذا حصل لكن مفاجأة الجميع كانت مذهلة عندما تم اعطاء البيان الختامي لوسائل الاعلام قبل أن يقرأ أو يوزع على المؤتمرين كما درجت العادة بل وأغلقت القاعة الخاصة بالمؤتمر ، وصدر البيان الختامي بصيغته النهائية التي نشرت بتجاوز المؤتمر الوطني الذي كان المطلب الأساس “لتوسيع القطب الديموقراطي” واطلاق عملية سياسية مع النظام مع الابقاء على نقطتين شملتا اللجنتين المقترحتين بطريقة مبهمة اذ لم يوضح من له الصلاحية في تشكيلهما.

اذن هذا ما تم ، قررت اقلية قليلة عن الجميع ، بل أشخاص لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة قرروا عن الجميع ثم أقفلوا القاعة وانصرفوا في مؤتمر قيل لنا بان اول اهدافه كان مؤتمرا وطنيا لتوسيع القطب الديموقراطي.

هي سياسة الاقصاء والاستئثار بالقرار اذن تمارس من الهيئة التي طالما اشتكت من كل هذا ، بل ان كثير من أعضائها الشباب الذين حضروا عبروا عن تذمرهم بعدم اعتبارهم أو استشارتهم ، وعزوا انفسهم قائلين حتى قياداتنا الذين انتخبناهم اقصوا وهمشوا ولم يؤخذ رأيهم بل وقرأوا مسودة البيان من الاعلاميين المتواجدين قبل أن تعرض عليهم.

أي مثل ديموقراطي هذا يا هيئة التنسيق والتي يجب أن نلحقك عليه ؟ أي مثل ديموقراطي هذا يا هيثم مناع الذي طالما عزفته لحنا وقراته شعرا وأنت لا تطبقه مع رفاقك وزملائك ؟ أي مثال تقدمينه ايتها المعارضة السورية لهذا الشعب ولأولئك الشباب المنتظرين الآملين بك ؟؟ لقد خيبتم الأمل وأحبطتم النفوس والله ..وهنيئا لذاك النظام بهكذا معارضات .. أنتم لن تستطيعوا القيام باي شيء للشعب السوري ولا لشبابه المدعوين في كل مكان أن يلفظوا رجال المعارضة التقليديين ويجبرونهم على التنحي جانبا مهما كان وزنهم ومهما كانت سيرتهم ونضالاتهم ، لأنهم وبغير أن يشعروا تقمصوا البعثية المختبئة في نفوسهم والجاثمة على صدورهم ولا يستطيعون الخلاص منها بسهولة ، انها تاثيرات قرون صبغت عقولهم من حيث لا يعلمون فينكرون ويستكبرون.. لا حل لسورية إلا بعزل تلك الطبقة السياسية المريضة بدءا من النظام والمعارضة في آن واحد ، فليسقطا معا.



#نورس_معاذ_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورس معاذ العلي - الكواليس السرية لمؤتمر جنيف لهيئة التنسيق الوطنية