عبوشيخ فرمان
الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 23:47
المحور:
كتابات ساخرة
الفن يحمل للإنسانية رسالة وهذه الرسالة قد تعالج موضوعاً أو تثيره ، وأكثر الفنون تأثيراً ووصولاً إلى الناس هو دراما المسلسلات والأفلام التي تعتمد في إيصال صورتها على السيناريو الذي تجري عليه الأحداث.
وذاكرة المشاهد العراقي تعرفت بالتدرج على أنواع مختلفة من السيناريوهات ابتداءاً بالأفلام الهندية التي كانت تثير العاطفة في نفس المشاهد فالمسلسلات المكسيكية المثيرة لقصص النزاعات العائلية وانتهاءاً بالمسلسلات التركية المثيرة للمشاكل الأخلاقية من جهة والمستخفة بذكاء المشاهد من جهة أخرى.
لكن السيناريو الذي خرجت به قناة KNN في تصويرها لفيلم سيمون ونصر الله ما حمل في طيات حواره الساذج الا كل التناقض وما اثار في نفس المشاهد غير الاشمئزاز!
ورغم أن جائزة نوبل لا تُمنح لكتاب السيناريو والممثلين لكن طاقم فلم سيمون يستحق جائزة (هوبل) نسبةً إلى الهبل الظاهر على الأطروحة المفبركة هذه!
فمن الأهبل الذي صدق أن سيمون بنت الخمسة عشر عاماً وصورة هويتها تملأ الإنترنيت!
وعلى افتراض أنها ١٥ عام مثلما ادعت هي مكذبة بذلك أهلها ودائرة الأحوال الشخصية فهل يكون الأهبل نصر الله خرج من المشكلة بذلك ووضع حلاً لها؟
يا سلام ع الإضافة يا نصر الله (والكلام مقتبس من الفنان عادل إمام طبعاً)... لأن من إختطفتها قاصر يا أهبل سواء كانت إثنا عشر عاماً أو خمسة عشر عاماً وإضافتك ثلاثة أعوام إلى عمرها لا يجيز لك خطفها.أما سبب تركيزي على كلمة الخطف فلأنك حين قابلت مراسل قناة KNN بسيمون ذكرت في روايتك أنكم قمتم بعصب عينيه ونقلتموه إلى مكان سيمون بتغيير أكثر من سيارة وعلى الطريقة العلمدارية كي لا يكتشف مكان تواجدها ، علماً أن امكانياتك المادية لا تؤهلك لإستخدام أكثر من سيارة مادمت مجرد بائع متجول الا إذا كنت مدعوماً من أطراف مجهولة والعلم عند الله.
التناقض الآخر الذي وقعتم فيه هو مانشيت قصة الحب الذي جمع بين ايزيدية ومسلم بعيداً عن أية إشارات دينية على اعتبار ان الفتاة احبت الرجل وذهبت معه بإرادتها لكن سيمون (غير القاصر) فندت روايتكم الهبلة بقولها أنها ذهبت مع نصر الله من أجل الإسلام وخبطت الموضوع بآخر وهو رغبة أهلها بتزويجها من شاب لا تريده وهي فضلت الهرب مع نصر الله لأنها لم تنسى الإسلام أبداً !
ولأن المواضيع غير متشابهة وربطها ببعضها غير متقن تذكرت مقولةً محيرة لصديق لي فقد تعود على ان يقول " الباب الي يجيك منه ريح أصابعك كلها مو سوية".ففي الوقت الذي توقعت ان تكون التكملة (سده واستريح) كانت كما سبق..! وهنا أقول عرب وين وسيمون وين يا نصر الله؟
زواج غصب من جهة ومن جهة أنها لم تنسى الإسلام أبداً!ماذا تعرف فتاة لم تتجاوز الثانية عشرة عن الإسلام ولا قرأت شيئاً عنه فهي لا تتكلم العربية ولا تقرأ أصلاً ولم تختلط بالمسلمين بتاتاً ثم ماذا تعرف عن السبحة التي ظهرت في اللقاء في يدها ومدلولاتها في التراث الديني الإسلامي؟
وماذا تعرف سيمون عن دعاء لتضيفها إلى السيناريو خاصة ان قضية دعاء مرّ عليها ستة أعوام حين كانت سيمون في السادسة من عمرها على أكثر تقدير..!
لابد أنكم تعبتم في تحفيظ سيمون هذا السيناريو الركيك بدليل أنها تعثرت في لفظ مدينة (باشيك).
أما السيناريو الأقرب إلى التصديق فهو انك يا نصر الله خططت ومن معك لخطفها ودخلت بها وخيرتها بين ان ترضى بالواقع او يكون مصيرها كمصير دعاء خاصة وان كل شيء في قبضتك فاضطرت ان تسايرك لتبقى على قيد الحياة وكيف تريد ان تتصرف طفلة رميتها تحت رحمة ذئب فهي لو تعي المصيبة ما كانت لتختار بين شرين وهي التي لم يدس لها احد على طرف في بيت أهلها.وانت حين فعلت فعلتك تعرف ما سيحصل بكل تأكيد ومع ذلك تعمدت ان تخالف القانون وتتسبب في زعزة الأمن وخلق ازمة وجرحت مشاعر الجيرة والأخوة في المنطقة وذهبت بعد كل هذا وبكل وقاحة لتعرض مسرحيتك على قناة التغيير لتحرض على المزيد من التغيير.
ان لم تكن نيتك سيئة ولم يكن هدفك خلق فتنة بين الايزدية واخواننا الكورد المسلمين والمساس بأمن كوردستان الم يكن الأجدر بك إذن ان ترد الفتاة التي اجبرتك حسب روايتك على خطفها( الله اعلم) لأنك تعلم تماماً ما سوف يحصل بعد خطفها ام انك لم تحسب حساب لاحد لا للحكومة الكوردية ولا للقيم الانسانية ولا للمبادئ والأخلاق السامية التي يتسنى بها إخواننا المسلمون. انك والله لست مسلما بل انك مخرب يا نصرالله لان الاسلام لا يفعلون هكذا اعمال تسيء الى الجميع... الم يكن صدام ايضا مسلما لكنه دمر الشعب الكوردي وانت معهم اليس حزب البعث العربي مسلم ولكنهم كانوا لنا ولكم بالمرصاد لاننا محسوبون عليكم ككورد...خسأت يا نصرالله بعملتك المشينة هذه فان هذا السيناريو لن يسبب المشاكل بين الايزدية واخواننا المسلمين وانك لن تستطيع زعزعة امن كوردستان هكذا وسوف تحال الى القضاء لتنال جزاءك.
وتحية لعشيرتك التي استنكرت فعلتك المشينة..
وان حصل ولم تعاقب على فعلتك فسيعلم الجميع انك لست وحدك في كتابة السيناريو ولن تحصل على جائزة الأوسكار في كتابة السيناريو وسيعلم الجميع ان هنالك تواطئ بعض الجهات وسوف نقرأ على القانون السلام...
واخيراً ليكن ما يجمعنا هي القومية وليس الدين..
ملاحظة.. سيمون طفلة ايزدية عمرها اثنى عشرة عاما اختطفت من قبل بائع متجول...
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟