أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نافزعلوان - سمكة القرش ..














المزيد.....

سمكة القرش ..


نافزعلوان

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 08:22
المحور: المجتمع المدني
    


بسم الله الرحمن الرحيم


سمكة القرش ..

الناس يقتنون قطة كلب وحتي ربما نمر أو أسد، أما أنا فأقتني سمكة قرش .إلتقيت أنا وسمكة القرش هذه صدفة. كان هناك، وكعادة جمعيات الحيوان تقيم نشاطاتها المتعددة لجمع التبرعات ومحاولة إيجاد من يتبني بعض الحيوانات التي إنتهي مصيرها إلي جمعية الحيوان هذه، كان هناك وفي مرطبان كبير يقبع في آخر المكان الذي كان يعج بالكلاب وبالقطط والأفاعي الضخمة، كان يقبع هذا المرطبان الصخم الحجم وبداخله تلك السمكة الصغيرة )في ذلك الوقت طبعاً( ولست أدري ما الذي جذبني إليها ولماذا توقفت هي عن السباحة بعنف مجيئة وذهاباً في ذلك البرطمان الكبير وتوقفت أمامي مباشرة ووقفت أنا أمامها مباشرةً. المهم قمت بتبني تلك السمكة وحسب ما أكده لي أحد خبراء جميعية الحيوان تلك فهي سمكة قرش من نوع خاص ولن يتجاوز حجمها القدم ونصف علي أقصي حد عند إكتمال نموها. قلت في حال نفسي (طيب) وساعدوني في حمل المرطبان الكبير ووضعوها بحرص في مؤخرة (السبيربان) وذهبنا سوياً إلي المنزل إخترت لها مكان مناسب وضعتها هي ومرطبانها الكبير في لريثما (أجوجول) حوض أو مرطبان أفضل من الذي هي فيه الآن.

وبين التسوق لسمكة القرش هذه حوضاً مناسباً دعونا نقول أن مر شهر علي تلك السمكة وهي في مرطبانها الضخم واقسم لكم وكأن سمكة القرش قد كبرت فجأة علي الرغم أنني كنت أطعمها في كل يوم إلا أنني في ذلك الصباح وبينما كنت أمر بجوار ذلك المرطبان الكبير فإذا بكمية من المياه ترشني علي وجهي وأنا أمر بجوار ذلك البرطمان وكأن تلك الرشة من المياه أيقظتني إلي حقيقة الحجم التي وصلت إليه تلك السمكة في أقل من شهر. أصابني الذعر والهلع وقمت بالإتصال بالجمعية التي أتيت بسمكة القرش من عندهم وبعد حديث مطول معهم علي التليفون إكتشفت أن الذي كنت أحسبه خبير في الحيوانات والأسماك والذي كان يحدثني عن تلك السمكة ما هو إلا متطوع عاطل عن العمل ولا يعلم عن سمك القرش شيئاً علي الإطلاق وأخبروني أن الخبير الحقيقي يجب أن آخذ معه موعد مسبق لبحث موضوع هذه السمكة معه. المهم، إتصلنا بالخبير وقرر الحضور لزيارتنا ورؤية سمكة القرش وفي اليوم المحدد للزيارة وبمجرد أن دخل من الباب ونظر إلي السمكة أصدر ما يشبه الصرخة وقال(أووه نوووو) المهم فهمت أن هناك مصيبة.

سمكة القرش هذه هي سمكة قرش عادية من النوع الذي في حال إكتمال نموها قد تتجاوز في الطول الإثني عشر قدماً ووزنها في طور النمو الكامل هو بين النصف طن وما يزيد عنه قليلاً. سألته وما هو الحل الآن؟ قال أولاً يجب عليك إستخراج تصريح خاص لإقتناء مثل تلك السمكة وهي رخصة تصدر من هيئة حكومية ترعي وتعتني بالأحياء المائية من أسماك وخلافه وحتي عند إصدار تلك الرخصة ستقوم تلك الهيئة بزيارة تلك السمكة بصفة دورية كما لو كانت في متحف مائي أو حديقة حيوان أو حديقة أسماك علي الرغم من أنها في منزل خاص. ما هذه المصيبة التي وضعت نفسي بداخل فمها والذي هو بحجم سمكة القرش هذه عندما يكتمل نموها وذهب الخبير وأخذت أنظر إلي سمكتي وأخذت تنظر إلي ومن شدة إرهاقي من هول الموضوع وضعت رأسي بجوار المرطبان الكبير ووضعت سمكة القرش رأسها بجوار رأسي بسكون ووديعة لا تمت لطبيعة تلك السمكة بصلة، لم تتحرك لم ترطم المياه بذيلها كالمعتاد، قبعت ساكنة بجوار رأسي وكأنها تفكر معي في حل لمصيبتنا.

ولمن منكم لم ينظر إلي عيني سمكة قرش عن قرب وأعتقد أنهم قليلون جداً ربما في ما عدا خبراء تلك الأسماك أو بعض الذين إقتربوا من تلك السمكة عن قرب ربما في حادث اّلتهامها لهم أو في حوض الأسماك الخاص بأسماك القرش في حدائق الحيوان والأسماك، النظر في عيني سمكة القرش يجعل من هو كافر بالله يؤمن من جديد. عيون سمكة القرش مطفئة تكاد تقسم أن لا حياة وراء تلك العيون. عيون كل الحيوانات وحتي الأسماك لها بريق ولمعة وحدقة إلا عيون سمكة القرش. وعلي الرغم من ذلك فإن لها سحر ومعني لا يبلغه إلا المتأمل في تلك العينين وهو في مأمن من أسنان القرش الحادة القابعة تحت تلك العون مباشرة. لذلك كان لقاء العيون بيني وبين سمكة القرش له معني وسحر قررت من أجله أخذ الإذن من الزوجة العزيزة والإحتفاظ بتلك السمكة الشرسة والتي رغم السكون الذي تبديه أمامي الآن إلا أنه لا يكفي لمجرد إقناعي أن أضع إصبعي بداخل الحوض التي هي بداخله. قد تأمن علي حياتها ووجودها معي ولاكنني لن أئمن علي أي جزء من جسدي معها مهما أبدت لي من مظاهر البرائة. هناك بعض البشر يبدون نفس البراءة ويكنون شراسة افظع من شراسة سمكة القرش.

السمكة اليوم تبلغ طولاً ثلاثة عشر قدم ونصف وتزن ما يقارب النصف طن وتأكل في اليوم ما يزيد عن الثلاثين باوند من الأسماك وهي في حوض بداخله مياة تشبه مياه المحيط المالحة للمحافظة علي جسم سمكة القرش وتبلغ مساحة ذلك الحوض حوالي المائتين وأربعين متراً مربعاً .. كل هذا بفضل اليمين المعظم الذي حلفته زوجتي أن لن تبقي في البيت ثانية واحدة لو بقيت سمكة القرش فيه وهاهي سمكة القرش (وليس زوجتي) في مدينة عالم البحار في مدينة سان دياغو نزورها تقريباً مرتين في الشهر الواحد ولو قلت لكم فلن تصدقوني ولكن في كل مرة أذهب لزيارتها تقف أمامي ذات نفس الوقفة التي وقفتها أمامي وهي في ذلك المرطبان منذ خمس سنوات وتعوم بجواري وهي بداخل حوضها الشفاف وكم يذهل هذا الأمر الزوار وبعض العمال في حديقة عالم البحار في كل مرة نزور فيها سمكة القرش.

آه أما موضوع أنني أقتني تلك السمكة فذلك لأن كل من يقوم بتبني أي كائن حي من جمعيات الحيوان يقومون بتسجيل ذلك الحيوان بإسم الشخص الذي قام بتبني ذلك الحيوان أو (السمكة) وبالنسبة لي تلك السمكة، ولست أدري أءقول هذا بكل فخر أو علي إستحياء أن سمكة القرش مسجلة رسمياً تحت إسمي علي أنني المالك الرسمي لها علي الرغم من وجودها في حديقة عالم البحار…

نافزعلوان لوس أنجليس



#نافزعلوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوار الفجر …
- يا بو العيون السود ..
- تصالح الباطل الفلسطيني!!
- حوارات صامتة ..
- حديث رام الله علي الدوام من طرف واحد …
- والله لو كان تحت أصبعه الزر النووي ..
- والآن كلمة مندوب دولة غزة الدائم في الأمم المتحدة ..
- بتفهم في أكل ال .. رااا ؟
- إستحالة حل إقامة الدولتين يعني قيام الدول الثلاث ..
- علي دلعونة وعلي دلعونة وإنتصرنا بغزة ع لي يعادونا .. هيه.
- وإنتصرنا في حرب السبعة وستين …
- تملق سلطة رام الله لحركة حماس.
- خالد مشعل المجنون يتحداهم أن يدخلوا غزة ؟
- هل يستحق الجعبري أن يموت قطاع غزة من أجله؟
- أصبح عندي الآن بندقية ..
- أبحث عن غزة ..
- لو كان الأمر في يدي ..
- قراءة في الكف ..
- عندما تأكل الغنم الراعي ..
- اللعب مع أفنان القاسم ..


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام
- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نافزعلوان - سمكة القرش ..