مبدأ السببية والعادة عند الامام الغزالي

حيدر خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 17:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مبدأ السببية والذي يقول بأن كل ظاهرة وكل فعل في العالم ناتج عن سبب, فاحتراق القطن وظهور السواد فيه ورائحة الاحتراق مثلا سببه ملامسة القطن للنار . و فعل الارتواء بعد العطش, والشبع بعد الاكل. وكذا جميع ظواهر وفعاليات العالم الذي نعرفه .
.ينفي الغزالي ضرورة اقتران ما يعتقد في العادة سبباً وما يعتقد مسبباً , فليس من الضرورة وجود احدهما وجود الاخرى كما ان عدم احدهما ليس شرطاً لعدم الاخر. فالنور والشمس والاحترق والنار ليس تساوقهما ضرورياً . بل يخلقهما الله تعالى بقدرته وليس يشترط تساوقهما , بل يجوز ان يخلق الله الشبع بدون الاكل ويجوز ملامسة النار للقطن ولا يخلق الاحراق . وما اقتران الاسباب بالمسببات الا نتيجة اعتيادنا على تكرار الملاحظة . فنحن اعتدنا تحول القطن الى رماد عند ملامسة النار . لاحظ " العندية " في العبارة وهي لا تعني بالضرورة ان النار هي المسبب
ويورد ابن رشد اعتراضه على الغزالي بقوله :
اما انكار وجود الاسباب الفاعلة التي تشاهد في المحسوسات فقول سفسطائي والمتكلم في ذلك , اما جاحد بلسانه لما في جنانه واما لشبهة عرضت له .
فمن رفع الاسباب فقد رفع العقل . وصناعة المنطق تضع وضعاً ان هاهنا اسباباً ومسببات , وان المعرفة بتلك المسببات لا تكون على التمام الا بمعرفة اسبابها . فرفع هذة الاشياء هو مبطل للعلم ورافع له . فانه يلزم الا يكون هاهنا شيء معلوم اصلا , ولو جوزنا قول ذلك لجاز لنا القول بتحول الكتاب الى حصان وتحول الرماد الى تفاح , ولو انا سألنا رجل عما يوجد في بيته لما استطاع الاجابة على وجه التيقن . وينتج عن ذلك نفي العلم وعدم تيقننا من جميع معارفنا .
ان احد اسباب قول الاشاعرة ومنهم الغزالي بالطبع بالعادة كان لمحاولة اثبات وقوع معاجز الأنبياء و الأولياء , فإبراهيم عليه السلام مثلا لم يحترق بالنار لان الله لم يخلق صفة الإحراق لها , فالله عند الاشاعرة هو الفاعل الحقيقي الوحيد وما النار الا جماد من الجمادات فلا إرادة لها وبالتالي لا فعل لها .

#حيدر_خالد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات