أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله الغانم - الحزب الإسلامي المطاوعي














المزيد.....

الحزب الإسلامي المطاوعي


عبد الله الغانم

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 07:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم الانفتاح الذي يعيشه المجتمع ورغم انكشاف ما كان مستوراً من عيوب وعورات، إلاّ أنه بقي في حال خداع للذات. بقي المجتمع كما هو يقدس العمامة ويقدس كل من يلهج بالتهجد والتعبد أثناء قيامه وقعوده رغم معرفته بفساده وتاريخه الشاذ. بقي يسكت عن مفاسد أصحاب العمائم ومربي الكروش ومطيلي اللحى وأبقى نفسه عبداً ذليلاً لكل من يدعي الدين وبقرة حلوبا لمن يريد حلبها من العلماء النيرين وأصحاب الفكر والدين القويم. بقيت رموز التدين كما هي: العمامة، السبحة، الغترة البيضاء بدون عقال، كما بقيت اللحية. وبقي الناس يحكمون على بعضهم على أسس مظاهر يعلمون أنها كاذبة ويتجاهلون بواطن تتجلى بأوضح الصور أماهم. وبقيت اللحية لدى مجتمعنا رمزاً لعصابة المتدينين وعلامة أُلفة بين أفراد العصابة. بقي الناس يقدرون اللحية بشكل أصبحت فيه مقياسا لمن هو ديِّن ومن هو "علماني" ومن هو مستقيم ومن هو منحرف وغدت أداة وطريقا لكل من يبحث لنفسه عن مأوى من ألسنة المؤمنين أو عن مكان في المجلس العمومي للحزب.
لكن ماذا عن العقال؟ لماذا يتركه "المتدينون"؟ أهو كاللحية مقاماً وقدراً؟ وماذا عن السبحة؟ هل هذه متطلبات العضوية؟ هل الصلاة والاستقامة وحسن الخلق لا تكفي؟ هل خدمة الناس ومساعدة فقرائهم لا تكفي؟ هل توظيف أبناء الوطن والعمل على الدفاع عن مصالحهم لا يكفي؟ هل السكوت عن مفاسد "أصحاب اللحوم المسمومة" متطلب أساسي قبل التسجيل؟ هل القبول بسرقة حق الله وصرفه على من لا يميز بين الفعل والاسم من "طلاب العلم" والسكوت عن بناء بيوت فاخرة وشراء سيارات فارهة والتحزب للعالم الفلاني والمرجع العلاني مطلب رئيسي؟ هل علي التذلل والتملق لأحقد الناس وأحبهم للفتنة كي يقبل طلبي؟ إنه لمن العجب في هذا الزمن أن يستمر الناس في هذا الوضع المعوج. وإنه لمن الأغرب أن يرفض المجتمع الاعتراف بفساد منظومة كاملة عجزت لعقود، بل لقرون عن تقديم حلول لمشاكل مزمنة. والأغرب من كل هذا، النفاق الذي لا يمكن تبريره للذين سرقوا الأوقاف وخانوا المجتمع وتعاونوا مع الأعداء وانبطحوا للنظام.
أخبرني أحدهم عن شيخ وقيل أنه كان قاضيا عن مدى استقامته وأمانته. كما أخبرني عن أفعال ومواقف يشهد له بها، ولكنه أخبرني عن حجم التناقض عندما أكد لي أنه سرق ثلث وقف ضخم كُتب لأهالي إحدى القرى. كم كانت القصة متناقضة. كيف لمؤمن أن يتعدى على وقف؟ وكيف لعالم مجتهد أن يسرق؟ وكيف لمن وثق به الناس أن يخون ثقتهم؟ وكيف يسكت الناس عن لص؟ ولماذا تنقل القصص سراً؟


متى يدرك الناس حجم الجريمة المرتكبة؟ متى نستطيع أن ننتقد كل من يتلاعب بالدين لأغراضه الشخصية أو لمجموعته الموالية؟ متى يتوقف كبارهم عن التسويق لهذا المرشح أو ذاك في انتخابات خاوية؟ متى يُحاكَم أعضاء تلك الفئة الباغية في محاكم علنية يكشف فيها عن مفاسدهم وتلاعبهم بحقوق العباد؟
كل هذه أسئلة مهمة ولكن السؤال الأهم

متى يتحرر مجتمعي من طغيان أعضاء الحزب الإسلامي المطاوعي؟



#عبد_الله_الغانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية مواطن في بلاد آل سعود


المزيد.....




- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟
- عملية -الوعد الصادق- رسالة اقتدار وردع من الجمهورية الإسلامي ...
- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...
- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله الغانم - الحزب الإسلامي المطاوعي