أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الله الغانم - حكاية مواطن في بلاد آل سعود















المزيد.....

حكاية مواطن في بلاد آل سعود


عبد الله الغانم

الحوار المتمدن-العدد: 907 - 2004 / 7 / 27 - 09:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"يقولون أن هناك وطناً" وهو يخاطبني. منذ متى كان هناك وطن لي أو لك؟؟ هل نسيت ما حصل في عام 1400 عندما انتفضنا ضد الظلم؟ هل نسيت ما جرى عندما تظاهرنا من أجل حقوقنا؟ هل أنت أعمى كي لا ترى التمييز ضدنا؟؟ ماذا دهاك يا أخي؟ هل أنت مصاب بالحمى كي تهذي بهذا الكلام؟! لا لا لكنهم يقولون ذلك. لقد قرأت ذلك في مقال وفي جريدة أيضا وفي مواضيع لكتاب على الإنترنت. نعم يا أخي يقولون أن الجميع مواطنون. نعم مواطنون لكنهم نسوا الدرجات. أنا وأنت من الدرجة الثالثة وصاحبنا اليامي من الدرجة التاسعة والخمسين. أما شباب الجهاد، فهم المواطنون لما لديهم من لحى طويلة ومعلبات التكفير الجاهزة بحقي وحقك وما حباهم الله بالعقيدة الحقة وفوق كل ذلك ولدوا على الأرض المقدسة التي ذكرها ابن عبد الوهاب في كتابه الشهير"الموت لكل من يخالفني" بأنها أرض الإسلام الحق والدين الحنيف. لا لا كل هذا سيتغير. أعتقد أنهم جادون فعلاً. يا أخي إلى متى ستفهم؟ إلى متى تدرك بأنك مجرد لعبة يستفاد منك وقت الحاجة وعند انتهائها سيعيدونك للقفص الذي كنت فيه. متى تدرك ذلك؟؟ متى تدرك بأنك سراب في هذا "الوطن" لا قيمة لك ولا لمذهبك ولا لفكرك. أعطني ديوان الحقوق كي أستعد للمناظرة الشعرية الليلة. لقد صادروه.. من صادره؟؟ ولماذا؟ متى؟ صادره رجل صلف ذو لحية طويلة أخذه وكل النسخ التي هربتها عبر الجسر من المكتبة. عندما سألته عن السبب قال أن الديوان لا يحتوي على كلمة "وطن" وبه وصف للبحار والنخيل ولم يحو وصفا لصحراء أو ضب أو غراب أو عظاءة. نعم لقد وصفتُ أشياء لا تخصهم لا تعنيهم لا تهمهم. لا البحر ولا النورس ولا شباك الصيد ولا اللؤلؤ ولا الغواصون ولا سفن التجار تعني لهم أي شيء. يريدون دفني في "وطن" الصحراء بعقيدة القتل وقطع الرؤوس بفكر التكفير وإباحة الدم بعقلية التخلف والتطرف بآراء العنصرية النازية وبعقائد والوهابية الطائفية. تبا لهم تبا لهم..

في المسجد
المسجد مكتظ. نعم، المسجد صغير وآيل للسقوط فقد بني منذ 35 عاما ولم يرمم إلا مرة واحدة قبل 20 عاماً. في كل يوم نتشهد على أرواحنا ونحن نصلي فيه. أين المؤذن أبو مازن؟ في المباحث. ماذا! لم؟؟ لأنه قال الجملة المحرمة في الأذان البارحة. لقد نصحته لكنه لم يسمع. لقد تشبع عقله بكتابات الإسبانية. لكنه على حق وهي أيضا على حق. أن تموت واقفا أفضل من أن تعيش راكعاً. من سيؤذن اليوم؟ أنا. سأقول ما أرضاه وليذهبوا لجهنم الحمراء. الله أكبر......... أشهد أن عليا ولي الله................ لقد فعلها المجنون أخوك أوقفه قبل أن يهدموا مسجدنا فقد هددونا بذلك عندما أخذوا أبو مازن. أخي لا لا فسيهدموا المسجد إذا استمريت. أشهد أن عليا ولي الله....... انتهى الأذان وانتهت الصلاة.. لماذا قضيت على مستقبلك؟ فالوطن بحاجة إلى كاتب وشاعر مثلك. أي مستقبل؟. أنت أيها المجنون. ماذا فعلت بنا؟. سيأتي رجال المباحث ليأخذوني لمركزهم الرهيب وأنت السبب. لقد تعهدت أن لا أسمح لأحد بقول الجملة المحرمة وها أنت تخالف ذلك وأنا من سيتحمل المسؤولية. لم أنت خائف؟ هل لديك وظيفة؟ لا ولكنهم سيضعونني في قفص حديدي. وأنت الآن هل تعيش حرا أم في قفص من صنعهم. لقد شممت رائحة الحرية للحظات وسأشمها دائما في كل مرة أسرب كتاب أو أقرأ مقالة أو أقول الجملة المحرمة. لا تخف فأنا عاطل مثلك فلقد منعوني من الكتابة في الصحف وصادروا ديواني والآن سيضعونني في قفص حديدي.

في المباحث
لماذا سمحت بقول الجملة المحرمة؟ ألم تفهم ما قلناه لك يا رافضي! هل علينا سجن كل واحد فيكم كي تفهموا أوامرنا أم أنكم مصابون بتخلف عقلي. يا طويل العمر العبد يخطئ والرب يغفر فلقد أخطأت وأتمنى من الصفح لأني لم أوافق على ما قام به. وأنا مخلص للحكومة والوطن. لو لم تكن كبير السن لضربتك كما تضرب غرائب الإبل أيها الرافضي. وقع على تعهد أن لا تصلي في مسجد أبدا. يا طويل العمر، سأبصم لأني أعمى فقد أصبت بالرمد ولم يبن مستشفى في منطقتنا إلا بعد أن فقدت نظري.
كيف حالك؟ هل أنت مرتاح؟ إن لم تكن كذلك سنحضر لك من يريحك. لا لا أنا مرتاح يا طويل العمر. لم قلت الجملة المحرمة؟ هل تظن أنك أقوى منا. هل تعتقد أنك تستطيع نشر هذا الغثاء في الوطن؟! هل تعتقد أن أمثالك من الخونة والعملاء يستطيعون النيل من استقرار الوطن!! لا يا طويل العمر فلم يكن قصدي النيل من الوطن ولا من استقراره إنما هو جزء من عقيدتي أعبر عنه. لكن العقيدة التي تعبر عنها ضد الوطن أيها الخائن. لم تتعلم من الدرس. ستبقى في القفص إلى أن تتعلم..


بعد 6 أشهر أفرج عنه
حمدا لله على السلامة . لا تضرني أرجوك. أخي ما بك لا تخف هذا ولدك يريد ضمك لصدره. ماذا!! لم أعرفك يا ولدي. لم يدخل أحد إلا وضربني. لم أعرف الوقت ولا التاريخ. حتى لون اللبن لم أعرفه. لا يسمحون لي بالنوم ثم يضربونني عندما أصرخ. سامحني يا ولدي فلم أعد كما كنت. لم أعد أميز الوجوه ولا الألوان ولا حتى الروائح. كل هذا في "الوطن". هكذا يفعلون بنا في "الوطن". إني عاتب على صاحبنا اليامي. فلم يزرني ولم يأت لاستقبالي. لقد أعطاك حسن عمره فقد قتل وهو يدافع عن مسجد في نجران. الحمد لله الذي أعادك حيا لنا. كيف حصل ذلك؟ لقد ادعوا أن هناك ساحرا ومشعوذا في المسجد وضربوهم بيد من حديد. حمدا لله على بقائك حياً. فهؤلاء لا مبادئ لهم. الآن تخبرني..!! نعم بعد أن أعدموا الضرير المسكين. أبو أمين؟؟ نعم. بأي تهمة؟ لقد اعترف أنه سب الصحابة ووقع المسكين على الاعتراف وأعدم بعد توقيفه بشهر. قاتلهم الله فلقد أعدموا العجوز الضرير بدون سبب. هل هذا هو "الوطن" الذي حدثتني عنه وعن كلمة الوطن التي ذكرت فيه !؟ هل كتب عني أحد؟؟ لا لأن صفحات الصحف لم تجد لك مكانا بين أخبار المهرجانات السياحية والمقالات التحليلية لمباريات المنتخب وأعمدة الدعارة والرقص الشرقي. ماذا عن الإنترنت؟ لقد كتبت في مواقع كثيرة. لم يتجرأ أحد على التحدث. فلقد أغلقوا الموقع الذي كنت تكتب فيه واعتقلوا صاحبه. والمواقع الأخرى حجبت فلم يدخل عليها أحد. تباًلـ. لا تكمل فللجدران آذان. دعنا نعيش على هذه الأرض حتى يحررنا أصحاب العَلَم المليء بالنجوم. حينها أكمل وقل وحلق وعبر وافعل ما تراه صوابا. حينها فقط سنرى نور الوطن المدفون في رمال الصحراء. حينها سنخرج الوطن من قعر البحر الملوث وسنطهر السماء برائحة الحرية وسنسقي الأرض العطشى من دماء الطغاة.

25/7/2004 م



#عبد_الله_الغانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الله الغانم - حكاية مواطن في بلاد آل سعود