غانم كوندا
الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 07:13
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عندما تنتحر سوريا على ابواب الغاز القطري
بعد سقوط الاتحاد السوفياتي انهار اقتصاد روسيا الذي كان مبنيا على التخطيط المركزي وعلى راسمالية الدولة , ولم تترك امريكا والنظام الراسمالي الدولي مجالا الا وتدخلت من خلاله لاركاع روسيا كي لاتقوم لها قائمة مرة اخرى ,تارة بشراء رجال النظام السابق وتارة اخرة بتمويل الراسمالية القذرة , هذه الراسمالية القذرة التي كونتها الاموال المسروقة من الدولة المنهارة ومن اموال الراسمالية الامريكية .
خسرت امريكا رجالها في روسيا بعد ان استطاع بوتين تنظيف القيادة الروسية من هؤلاء واستطاع بكل جدارة ان يعيد لروسيا دورها في العالم والذي لايروق لامريكا ولا لدول التحالف الامبريالي .
الانطلاقة الكبيرة في اسعار المحروقات في العالم ادى الى نمو مطرد في الاقتصاد الروسي والى امكانية روسيا ان تطور مكينتها العسكرية وان تعود تقف على رجليها وهذا لم يروق للصقور في الادارة الامريكية التي تريد ان تكون الامر الناهي في العالم بمساعدة الانظمة الدائرة في فلكها الممتدة من اوربا الى الشرق الاوسط .
ففي كل محاولاتها لايقاف العجلة الروسية من التقدم الى الامام لم تترك بابا الا وطرقته للوصول الى الوحدانية في قيادة العالم .
ففي كل الحروب التي صنعتها امريكا في المشرق كان لها هدف واحد هي السيطرة على منابع النفط ليس لسرقته كما يفسر البعض بل لادارة الاقتصاد العالمي تحت سيطرتهم وبالاخص بعد ظهور الصين كمنافس راسمالي تحت سيطرة المركزية للحزب الشيوعي ,التغير الذي حصل في الصين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي استقبلته امريكا برحابة وساعدت في نموا الراسمال الصيني على امل ان يفقد الحزب الشيوعي السيطرة على ادارة الدولة .
وفي سبيل الوصول الى الهدف المنشود لم تترك امريكا بابا الا وطرقته وحيث ان الغاية تبرر الوسيلة ,لم تترك امريكا رجالها الذين اعتمدت عليهم في الوصل الى نصف الطريق اعني رجالها في الشرق الاوسط ,اعتمدت امريكا على الوهابية لمحاربة الشيوعية والاشتراكية باعتبارهما نظام ملحد وعدو للدين واستطاعت امريكا ترويد الاسلام السياسي وجعله اقوى الاسلحة في هذه الحرب , وخدم هذا التيار الاسلامي الذي ازدادت شدة سيطرته على الساحة السياسية وتم بواسطة هذا التيار ايقاف كل التيارات والاتجاهات التي كانت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي تبدي تحولا اجتماعيا وسياسيا نحو الديمقراطية السياسية والاجتماعية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وبالتالي كان سيؤثر على ما كانت الراسمالية الشمولية (الامبريالية ) تخطط له من السيطرة على عصب الاقتصاد العالمي النفط والغاز .
قطر التي اصبحت راس الحربة التي بواستطها استطاعت امريكا تحت العلم الاخواني الاسلامي القطري وتحت راية لا اله الا الله استطاعت امريكا خلط كافة الاوراق في المنطقة الممتدة من حدود الهند والى المحيط الاطلسي الافريقي .
واصبحت الاموال القطرية الاسلامية مقبولة من الشعوب المخدرة بالدين واصبحت هذه الدولة القاعدة العسكرية تجول وتصول في هذه الساحة الكبيرة .
الذي جعل دور قطر التخريبي يزداد قوة هو النفط والغاز القطري واموال هذه الثروات استغلت لجعل قطر الجن الذي خرج من القمقم الذي باستطاعته تحقيق المعجزات
للادارة الامريكية و لقد نفذت قطر خطة المئة سنة في عشر سنوات .
لنعد الى قطر وعلاقتها بروسيا وهدف الامريكي بضرب الاقتصاد الروسي من خلال ايصال الغاز القطري الى اوربا باسعار اقل من السعر الروسي وقطع الطريق امام روسيا في التقدم وفي ازدهار اقتصادها ومن ثم زيادة قوتها العسكرية و زيادة التاثير السياسي لها في الشرق الاقصى والاوسط واوربا .
ان التحالف الروسي السوري الايراني وبمباركة صينية اوقف الخطة التي كانت امريكا وقطر وتركيا قد وضعتها لمد خط من انابيب الغاز والنفط من قطر والسعودية الى اوربا مرورا بتركيا التي انضمت الى العصابة الاسلامية بعد وصول اردغان اخر السلاطين من ال عثمان , هذا الخط الذي كان سيجعل اقتصاد وتاثير روسيا من الماضي.
لكن سوريا لم تستطع الخروج من المحور الروسي الايراني حتى لو رغب النظام بذلك بسب ارتباطه بهذا المحور وبسبب عداء الدول الخليجية له لكونه نظاما تحت قيادة علوية مرتبطة بايران منذ وصول خميني الى الحكم , فكان القرار اسقاط سوريا في ايدي الاخوان وجعلها معبرا للخطط الامريكية ومعبرا لانابيب الغاز, اذا سوريا وشعبها يدفع ثمن هذا الانبوب القطري ويتم تدمير هذا البلد العريق بايدي جيش من الارهابيين الاسلاميين المرضى عقليا وشعب صدق بان الربيع العربي هو الطريق لازالة هذا النظام الشمولي الفاسد فقاموا بانتفاضتهم السلمية في البدء, ولكن استطاعت تركيا وبتحريض من قطر والسعودية ادارة دفة هذه الانتفاضة نحو التسلح وتدخلت تركيا تدخلا سافرا وسافلا في سوريا , وجرى تخريب سوريا بايدي الارهابيين والسوريين الذين تورطوا مع الارهابيين ومن الطرف الاخر الماكنة العسكرية الحكومية التي لايهمها البلد كليا ,الشئ المهم الوحيد لديها هو ابقاء سيطرتها على مفاصل الدولة .
ونرى اليوم اخبار تحمل تراجع امريكا امام الاصرار الروسي على بقاء الاسد ونظامه البعثي وانخفاض مستوى التشجيع التركي القطري للمسلحين وسنرى حل سياسي بعد كل هذا الخراب والقتل والتهجير
#غانم_كوندا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
