أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اسعد الامارة - الارهاب ..نزاع ضد الابرياء














المزيد.....

الارهاب ..نزاع ضد الابرياء


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 08:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تكن يوما ما القسوة والعنف علاجاً ناجعاً لاية قضية فردية كانت ام جماعية ، فالانسان ولد محبا للسلام ودوداً في مشاعره مع بني البشر ، ايجابياً في التعامل ، ولكن البعض ممن تشبعت نفوسهم بالتطرف واعرضوا عن الوسطية في التعامل لجأوا الى العنف كطريق يحقق الاهداف فتعاملوا مع من على شاكلتهم فكونوا تحالفات متعددة قائمة على القتل والعدوان المتعمد والسلوك الاجرامي الجمعي ، ويقول عالم النفس "هول " ان السلوك الاجرامي يؤدي الى الاضرار بالمصالح الفردية اوالاجتماعية او بهما معاً ، وهذا هو الركن المادي لفعل الارهاب ، فلا يكفي القصد او النية بمفرده. ان الارهاب امتد في الفعل الى ان تحول الى سلوك اجرامي ، فالجريمة التي يرتكبها الانسان العاقل عن قصد ورغبة وتصميم تختلف عن تلك التي يكره الانسان عليها او التي يرتكبها الطفل او المراهق او المريض عقلياً . لذا فأن اعمال الارهاب هي اعمال منظمة بها من السلوك الاجرامي مما لا يرقى الى الشك او الريبة وهو ينطوي على احد اشكال السلوك العدواني العنيف ضد الناس الابرياء ويهدف الى ايذاء الاخرين ايذاءاً مجرماً بحكم القانون .
يعرف علماء النفس الاجتماعي الارهاب بانه العنف او التهديد الذي يهدف الى خلق خوف او تغيير سلوكي ، اما التعريف القانوني فهو : يعني عنفاً اجرامياً ينتهك القانون ويستلزم عقاب الدولة ، وعليه تعد اعمال الارهاب في اي بلد من بلدان العالم المتحضر او المتخلف ، العالم المؤمن بدين او اللاديني ، هي استجابة اتجاهية تنطوي على المشاعر العدائية والتقييمات السلبية لكل الناس والاشخاص بمختلف اتجاهاتهم ومذاهبهم واديانهم وانتماءاتهم الفكرية او اعراقهم ، فالارهاب لا يستثني من البشر احداً ، بل هو عدوان موجه ضد الجميع .
يسبق العدوان عادة العداوة التي تغلي بها النفس تجاه الاخرين حتى لو كانوا مسالمين او لا توجد لديهم مواقف عدوانية تجاه احد من البشر فيشملهم هذا التطرف في العداوة ، واثبتت الدراسات النفسية الاجتماعية في افعال الارهاب ما يلي :

- يهدف الارهاب الى العدوان وايذاء الناس الابرياء وغير الابرياء سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، صريحة او ضمنية .
- يؤدي الارهاب الى انتهاك حقوق الاخرين الجسدية والمادية والنفسية او غير ذلك ومهاجمتهم والنيل منهم .
- يبرز الارهاب مشاعر عدائية واتجاهات سلبية نحو جميع الناس بلا استثناء .
يقول علماء النفس ان السلوك الارهابي العدواني شعور يتولد عند الفرد ازاء شعوره بالعجز عن ان يكون افضل الجميع من حوله . لذا فان الارهاب مهما كان نوعه او شكله انما هو سلوك عدواني يستهدف الهجوم على الافراد او المنشأت او على البيئة الحياتية فيدمر الاخرين كما يدمر نفسه ويلازم الارهاب دائماً الاتجاهات التعصبية والتطرف ، وهذه كلها تحمل العنف في تعاملها وتصل في درجاتها العنيفة الى الاعتداءات الواسعة ولو استطاع الارهاب لفعل الابادات الجماعية او الانتهاكات بكل اشكالها .
مما يثير العجب في الارهاب انه يقترن لدى الجماعات العرقية او الجماعات الدينية او العنصرية او لدى طبقات معينة من المجتمع في جميع المجتمعات ولا يقتصر على جماعة بعينها ، فالعنف هو القاسم المشترك لكل هذه الجماعات الارهابية مهما اختلفت اهدافها واسبابها حتى اطلق بعض علماء النفس على هذا السلوك المشوب بالعنف بانه رخصة للهلاك ضد الابرياء والعزل .
يعد سلوك الارهاب سلوكاً وحشياً في جميع المقاييس ضد جميع الناس ، شاركوا او لم يشاركوا في الانخراط بالمؤسسات المدنية او العلمية او التربوية او في البناء الاجتماعي ، فالارهاب الوحشي يستهدف الطالب في مدرسته وربة البيت اثناء تسوقها والممرضة وهي تداوي رجلا مسناً ، والام وهي تحتضن طفلها الرضيع لتمنحه العاطفة والامومة والحنان ، او موظف يقدم خدمة عامة في الشارع او في مكتبه ، لذا فهو عنف في الشارع وفي اماكن العمل والمستشفيات والمدارس والجامعات والاسواق ضد ابرياء لا يعرفون بعضهم البعض ولكن تجمعهم اهداف واحدة هي اهداف اجرامية ضدهم من الارهابيين .
لم يعد الارهاب حالة فردية يسلك بها الفرد بصورة عنيفة لايذاء جهة حكومية او سلطة قضائية فاسدة ، بل صار يشكل سلوكاً جماعياً اختلطت اهدافه المعلنة مع الاهداف المبطنة واخذت الاستثارات والتعزيزات تأخذ منحنيات عديدة واهمها التبشير في الجنة الموعودة وهم ما زالوا في الحياة الدنيا حتى اصبح الارهاب يأخذ طابع العنف الجماعي ضد الابرياء الآمنين داخل المجتمع الواحد مهما كان توجهه مع او ضد الاسلام او المذاهب الاخرى او الانظمة الملكية او الجمهورية ، الدستورية او المطلقة ، الاسلامية او غير الاسلامية ، ويقول علماء النفس ان الارهاب يولد العنف المتبادل بين الجماعات الدينية او العرقية او العنصرية في المجتمع الواحد او ضد الدولة ومؤسساتها ، ولكن تجاوز كل ذلك وتحول الى استهداف الابرياء دون النظر الى انتماءاتهم او اصولهم او مواقفهم بمن فيهم الاطفال او طلاب المدارس او النساء او الشيوخ حتى وان كانوا ابرياء .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعقول واللامعقول في العنف
- لِمَ العنف في العراق
- المرأة ..مدورة* الاحزان
- كيف يعالج الدماغ المعلومات
- الاحباط والضغوط النفسية
- انفعالات العنف
- اسلام ضد الاسلام


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اسعد الامارة - الارهاب ..نزاع ضد الابرياء