أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى سليم المحيثاوي - وفائي ليلا ..نعم ,بالشعر وحده يحيا الإنسان














المزيد.....

وفائي ليلا ..نعم ,بالشعر وحده يحيا الإنسان


هدى سليم المحيثاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


يحلمُ دون قبَعة الأوامر
دون إصبع التهديد
دون الأقبية والطرقات المفخخة بالإسئلة
هو وفائي ليلا ؛الشاعر السوري الذي اختُرِعَت له كل الطرق ماعدا الطريق إلى مدينته دمشق . ليس لأنها تنكره أو لأنه تبرأ من دفء شوارعها وعطر ياسمينها ولكن قسوة الحياة وظروف الحياة الصعبة فيها اضطره للتوجه إلى مملكة البحرين والإقامة فيها منذ سنة 1996.وفائي ليلا الذي لم يحتمل الأهانة من بلده الأم في ظل نظامٍ لايقيم وزناً إلا لمن يغلق فكره ويمشي خلف فكره البعثي أمَا إذا فكر أن يتحرر من قيودٍ تشِلُ إنسانيته فإنه حتماً سيجد نفسه خارج حضن الأم .وفائي ليلا الذي لطالما حلم بالأنبياء الطيبين, بالآلهة التي تُربِت على أكتاف الناس حيث يقول وفائي :أُحبُ إلهاً يغفرُ ويتفهمُ, غيرَ ماروج له القساوسة والأكليروس. آلهة تعتني بالكائن وتنظر إليه بعين الحب والرحابة. بعد أن رضَ الدينُ ذاكرتَنا بكثيرٍ من قصصِ القتل والتشويه وسفكِ الدماء . قصصٌ لا يمكن لكائن سويٍ أن يتصورها. وجدتها زاخرة بكتاب ابن قيِم الجوزية "الكبائر ". من وقتها وأنا أبحث عن إلهٍ لا عن جلادٍ . ولئن ابتدئنا مع الشاعر وفائي بالحديث كان المُستهل بلسانٍ من شعره يقول : أنا وفائي ليلا أُطالب ُبإرجاع كل شئٍ لي ,وإسناد كل أمر يخصني إلى استشارتي فقد غُيبتُ طويلاً وطوردتُ كثيراً .. فماذا يريد أن يسترجع وفائي ؟ يُجيب : أعتقد أنني أُشيرُ هنا إلى التغييب الشديد الذي يعاني منه كل أحدٍ في هذا الشرق الكئيب الذي يُلغي الذات لصالح الجماعة ..ويتلاشى الخاص في العام الفضفاض .وكذلك أيضاً جعل الشرط السياسي حاداً ومطاِلباً بكرامةٍ لطالما يتوق لها الكل. وصوتاً يتمنى المرء أن يقوله .
_ أين كانت سوريا عندما كتبت " أنا وفائي ليلا بلا جنسية ولا وطن ولا إثبات ؟ يقول وفائي :نحن ممحيون ,جيلٌ ممحي حتى آخر الشَطب ,هذا مافعله نظام بُنيَ على هتك الكائن في كل مفاصل ومواقع العمل والدراسة والفعل عموماً..زاد فوقها ثقافةً لا تحتمل أن يكون المرء مُستقلاً ومُعتداً وواثقاً.ويضيف :إنَ سوريا حاضرةُ دائماً في وفائي وفي شعري .الآن أبحث في المُقتطف الذي اخترته وهو البحث عن الحرية والمعنى وهو من نصوصي الأخيرة التي تتحدث عن الحرب في سوريا حيث الإنسان يُقتل بأبشع مايمكن له أن يحدث .
ماذا عن وفائي ليلا قبل وبعد الثورة ؟؟.قبل الثورة أنا كائنٌ هُلامي لاقيمة له ولا وزن ولا أهمية ,كائن يُصفق يبصم يهتف يتسول يُهان وكثيراً مايُلغى ,دائما كنت أرثي بلدي, كانت بقايا من كل شئ ونحن مجرد خيالاتِ ظلٍ تَكِدُ بثلاث وظائف في اليوم لكي تعيش ,كانت بلداً مُهترئاً .أمَا الآن فثمة فرصة ٌ للنجاة ونحن الآن في غرفة العمليات أدعو لها أن تنجو كي ينجُ جميع السوريين ونبدأ بتأسيس بلدٍ بعد أن نخرج من قبو التعذيب والرشى والفساد . وأجاب وفائي عن مدى إيمانه بقدرة الإنسان السوري على التغيُر قائلاً : نحن مميزون منذ البدء ؛شعب صبور وعامل . وحقيقةً أن َماحدث له علاقة بطيبة أغلبنا وبساطته ,الذي أغرى بعضاً منَا بكل هذا العسف والتجرؤ والتوحش الذي انقض فيه البعض على أخيه ربما . ومايمر به الشعب السوري ليس سهلاً فلدى النظام جنونٌ هيستيري يجرب فينا كل مايستطيعه كي لانفكر أن ننهض .فنحن نحارب الانسان بأسوا لحظاته البدائية .يعني أنت تؤمن بالثورة ..ألست خائفاً من تشكيل إمارةٍ إسلاميةٍ ؟ يُجيب :لم تكن سوريا يوماً بمزاجٍ مُتطرف يُلغي الآخر, وإلاَ ماسبب وجود 17 طائفة في بلد مثل سوريا ولم تحدث حرب أهلية تُذكَر ,بسبب هذا التنوع, الأمر بعيد وساذج . كررتَ عبارة ربما ينجو الشعب السوري ,فإذا لم يكن الخطر الإسلامي هو الخطر الأكبر على الثورة فماذا برأيك الأخطار المحتملة ؟ هنالك التقسيم ,تقسيم البلاد إلى دويلات وربما الثأر العشوائي غير المُنضبط رغم أنَ النظام هو إلى الآن من يفعل ذلك. المخاطر القادمة تكمن في كيفية البناء بعد أن أهلكَ النظامُ المجتمع بسرطانه الذي تغلغل وأفسد تقريباً كل شئ ,هذا إن نجونا أعود لأُكرر .إذا طُلبَ منك رفع الطاقية والانحناء فلمن تنحني ؟ للأمهات ؛هُنَ خلف كل هذه القوة والبأس ,الأم السورية حفيدة المَلِكات ,الفلاحة الأولى .إذاً ماذا ينقص المرأة العربية لتكون أنثى قصائدكَ ؟ جيد أن تُلاحظي هذا الغياب ..لا ينقص المرأة شئ سوى أنني لم ألتقطها ربما إلاَ في لحظات قليلة ,أو ربما تمثلتُها وعبرتُ عنها ولكن ليس كافياً..أنا أكتبُ ولا أنتبه ربما الأمر جاء صدفةً أو كما يحدث في تجليات الذاكرة ..
الشاعر السوري وفائي ليلا هو أحد المشاركين بالمهرجان الشعري الثالث للنص الجديد الذي يُقام في القاهرة خلال الأيام 2 _3_4 من شهر فبراير بحضورٍ عربي ودولي ..
وفائي أكثر مانتمناه هو أن تُدفِئ سنين غربتك قريبً في أحضان سورية الحرة ..لك كل الشكر والمحبة مني ومن دمشق ..
يتبع



#هدى_سليم_المحيثاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب السوري بين عنوسة النظام واغتراب النعارضة


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى سليم المحيثاوي - وفائي ليلا ..نعم ,بالشعر وحده يحيا الإنسان