أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف محمد اسماعيل - لُُغُز الزعامةِ بين إنتصاراتِ الوطن وعظيم إنتكاساتِه ..














المزيد.....

لُُغُز الزعامةِ بين إنتصاراتِ الوطن وعظيم إنتكاساتِه ..


أشرف محمد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستند الزعامات بالأساس على ماخلقتهُ من تأييدات شعبية جارِفة .. والتى يتنامى الشعور لديها ببطولات الزعيم ووطنيَّتِه الناصِعة البياض .. وهنا تفقد الزعامات مرونة السياسات إذ لايجوز الرهان بالالتحاف الشعبى مقابل المواءمات السياسية والمرونة الدبلومساسية .. هنا تكون خُطّب الزعامات مُوجَّهةً بالأساس لشعوبها فى الداخل دون أن تضع فى حساباتها الاستراتيجيَّات المُحيطة والمُترقِّبة لكل حرف من حروف الخطاب وكل نُقطةٍ منه.. فتبنى هى ردود أفعالها عليها من بعد دراسةٍ مُستفيضة بينما فشعوب الداخل تتمازج لديها الدموع والابتسامات وهتافات التأييد الوطنية الصارِخة من خلف زعاماتها ..

هنا تدفع الشعوبُ لاريب ثمناً فادِحاً لافتقار خُطَب الزعامات لفنون المواءمات لكنَّها لاتتوقف عن هذا الحب الجارِف نحوها هاتفةً بفدائها بالروح والدم .. بينا فلايتوقف الدم عن النزيف ولاتتوقف الأرواح أ ن تُقبض وفى المُقابِل لاتتوقف كذلك الخطابات الزعاميَّة والتى لم توقفُها كل هذه الخسائر والهزائم عن مواصلة التهديد بضرب الأعداء والقوى الاستراتيجية الكبرى المُعادية من ورائها .. بينما فقد تكون الخسائر فى جانب الزعامات متلاحِقة لاتتوقف .. لكن الشعوب لاتفقد ثقتها بها ولا بزعامتها حتى آخر نُقطة من دم وآخر حبَّة من رِمال الوطن ..

تموت الزعامات ولاتتوقف الشعوب عن حُبِّها الجارِف وتظلُّ تبكيها مادامت الحياة رغم ماقد تكون تركتهُ من أطلالٍ وعظيم أهوال .. والسؤال : ماسر هذا اللُغز الكبير .. وكيف تنسى الشعوب عقولها وتُورِّثُ أجيالها حب تلك الزعامات رغم ما سبَّبتهُ لها ولهُم جميعاً من انتكاسات ؟!
الاجابة تكمن فى الصورة الأبوية الوطنيَّة والتى تتقمصها تلك الزعامات وقد تكون صادِقة ويلمسها الشعب فى العديد من القرارات الأبوية والتى تتلامس ووجدانِه الوطنى .. ويزيد من أثر تلك الصورةِ الأبوية الوطنية ذلك الخطاب الزعامى الوطنى المُفتقِرُ للمواءمات السياسية والذى يُعمِّقُ فى المُقابِل ثقة الشعب فى الزعامات وفى وطنيَّتِها الخالصة من دون خيانةٍ وعمالة .. فتصيرُ خُطَبُها مُقدَّسة وتصيرُ الزعامات ذاتِها فى نفوسِ شعوبِها المُتوارَثة كما الملائكة والقدِّيسين .. فلا ترى الشعوب من ثَمَّ لها أخطاء .. بل وتُحاولُ إقناع نفسها وضميرها الوطنى بإيجابية تلك الأخطاء ذاتِها .. هى ذات الصورة الأبويَّة فى عُمقها القريب .. فلا يستطيعُ الأبناء انتقاد آبائهم وان تجلَّت أخطاؤهم بارِزة .. بل ويُمعِنون فى اليقينِ بقداستِهِم من دون ثمة أخطاء .. هى كذلك وبذات البُعد صورة الأبوية الوطنية والتى يبرع فى تجسيدها الزُعماء ..

ولكون الزعامات تحرص على رصيدها الزعامى لدى شعوبِها فهى لاتتنازل قيد أُنمُلة فى مواقفها وان كان ثمن هذا الثبات أفدح فى الخسارة ألف مرَّة من قبول مضامين المواءمات .. بينما فالشعوب فتستمر فى هتافاتها لهم بالفداء حتى من بعد رحيلهم عن الدنيا .. بل ومن بعد قدوم قيادات تفتقر للزعامة لكنها تزخر بفنون المراوغة والدهاء السياسى فحققت بهما من المكاسب الوطنيَّة مالم تستطيع الزعامات على تحقيقها أو على الأقل بالمحافظة على مافى يدها من مُقدَّراتِ الوطن ذاتها .. لكن تلك القيادات لاشكَّ تنال تلك المواءمات السياسية منها ظُلماً ومن رصيدها لدى الشعب وما تكون قد حقَّقتهُ لوطنها .. خاصةً والشعوب لا تتوقف لحظة عن عقد المقارنات بين قياداتها ليس بمعيار النجاحات السياسية والاستراتيجية ولكن بمعيار الزعامة الوطنية والتى لاتتطلب اجتهادات عميقة فى الكشف عن وطنية مواقفها وعدم عمالتها وخيانتها .. لذا كانت قيادات مابعد الزعامات فى غالب حالاتها مظلومة شعبيَّاً وفى عقيدة الأجيال الوطنية المتوارثة ..
الزعاماتُ تنالُ منها السياسة لذا كان ضروريَّاً أن تظلَّ فى وجدان الشعوب كلِمةً ثائرة .. صرخةً جاسِرة .. ميثاق وطن لايختلفُ عليه إثنان من بنى شعوبها .. فلسفةً ترتسِمُ فى قلوب الأوطان .. تهتف بها الجماهير عبر الأجيال .. وتصيرُ مشعِلُ حُرِّيَّة فى عقيدة الإنسانية كُلِّها .. غاندى زعيماً .. لعِب الزعامة ولم تنل منهُ المواءمات السياسية كرجل سياسة .. مانديللا زعيماً ولم تنل منهُ المواءمات السياسة كرجُل سياسة .. جيفارا .. المُختار .. ماوتسى تونج .. كما وكل الزُعماء قد صاروا فى ضمائرَ شعوبِهِم ثورة وهتافات تحريرٍ نحوالحُريَّة تتوارثها الأجيال ...
................................................................................................
وعن نفسى ككاتب لهذا المقال أُُقرِّر وبِقُوَّة أن فى حدود وطننا مصر لم تتملك نفوسنا زعامة وطنية كما تملّكتها زعامة ناصر .. فتوارثنا حُب الرجُل وسنُورِّثهُ إلى أولادنا ماعاش الوطن وبقيت حبَّات رماله .. وقد لانعرف سبباً منطقيَّاً لهذا الحُب .. كما لانعرفُ سبباً منطقيَّاً فى المُقابل لإنخفاض رصيد من أتوا بعده من قياداتٍ وطنية لدى الشعب وان كانوا قد حقَّقوا فينا وفى الوطنِ نجاحاتٍ لايُمكن بالمنطِقِ جحدَها..

ناصر مصر وان ظلَّ فى نفوسِنا زعيماً نتوارثهُ الا أن السياسة بالأساس قد نالت منه فصار صورةً مُتفرِّدة من بين كل تلك الزعامات .. قد احتفظت بزعامتها رغم ماقد نالت منها السياسة ورِئاسة الدولة قرابة العشرين عاماً ............... رحم الله ناصر زعيم الأُمَّة ولا ماتت زعامتهُ فى نفوسِنا جميعاً ..
..............................................................................................
تلك كانت قراءتى فى الزِعامة كلُغز بين انتصارات الوطن وعظيم انتكاساتِه ..



#أشرف_محمد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف محمد اسماعيل - لُُغُز الزعامةِ بين إنتصاراتِ الوطن وعظيم إنتكاساتِه ..