أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد زعيمة - عنصرية المدينة الفاضلة














المزيد.....

عنصرية المدينة الفاضلة


أحمد زعيمة

الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 00:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دار حديثا طويلا بيني وبين احد اصدقائي ممن يعتنقون فكرة ان المدينه الافلاطونيه الفاضله هى الحل الانسب للعيش السلمى والازدهار ,وما زلت مصرا على ان المدينه الفاضله التى اقرها افلاطون هى مدينه عنصريه قائمه على التفضيل الطبقي .
لقد وضع افلاطون صورة المخلص على هيئة الفيلسوف الحاكم او الحاكم الفيلسوف
ان افلاطون كان منأثرا شديد التأثر بأستاذه سقراط الذي اجبر على شرب السم لدفاعه عن قيم الحق والخير والجمال
ومن ثم سعى افلاطون الى تكريس صورة سقراط كنموذج للفيلسوف الحق ورجل الدوله الذي ينبغى ان يتولى مقاليد الحكم.
ويأتى تصوري بان المدينه الفاضله مدينه عنصريه قائما على مخالفة افلاطون لاستاذه سقراط فى اساسيات الحكم ,
فعلى حين ان سقراط كان مبدأه ان العدل هو المساواة ويؤكد ان كل واحد يستطيع ان يتعلم وان الاكثر شجاعه يستطيع ان يحكم ,كان افلاطون يطالب بان السياده العليا للدوله يجب ان يتقلدها الفلاسفه ,ويتهم جورج واتسون افلاطون فى خروجه على مبادئ سقراط بالخيانه فيقول :
"والواقع ان كثيرا من الحجج التى قيلت فى مهاجمة الديموقراطيه وضعها افلاطون على لسان سقراط. لقد جعل افلاطون استاذه القديم يقول عكس ما علم .فهل بلغ خداع النفس عنده حدا لم يستطع معه ان يميز بين سقراط الحقيقي وسقراط الذي خلقه وهمه "
بينما كان سقراط مهموما بتعليم الانسان محاسبة نفسه وكان دائما على استعداد للاعتراف بجهله ,كان افلاطون يري ان الملك الفيلسوف يتعين طاعته فى ثقه واطمئنان.
ففى كتاب الجمهوريه يقسم افلاطون صفات الفيلسوف الحاكم الى مجموعه من الصفات الفطريه واخري مكتسبه .
اما عن الصفات الفطريه فمنها ان يكون شجاعا نبيها شديدا مع الاعداء وديعا مع الاصحاب,ويري ان هؤلاء لابد من اعدادهم وتربيتهم بعنايه خاصه ويجب ان يحفظوا بعيدا عن العامه وان يعد طعامهم بحيث يكون بسيطا ومعتدلا وصحيا ,
فيقول على لسان سقراط فى حديثه مع جولوكون :
"لا بد ان نبين ان الطبيعه قد فطرت البعض بحيث يتعلق بالفلسفه وفطرت البعض الاخر بحيث يعجر عن التفلسف ويطيع من يحكمه "
لا أدرى لماذا لا تمنح الطبيعه جميع الناس فرصا متساويه فى اصل النشأه ,وافلاطون لم يكن مقتنعا بذلك .
وقد ظل افلاطون على رأيه فى التمييز الطبقي حتى اخريات حياته وهذا ما يعكسه فى كتاب القوانين اخر اعماله :
"ومن حيث ما يخص اى انسان من اشياء نرانا دائما امام نوعين :نوع افضل واسمي خلق ليحكم ,ونوع اسوأ واحط حلق ليحكم "
والطريف ان افلاطون يحاول ان يقنعنا ان هذا التمير الطبقي بين البشر يعود فى زعمه الى المشيئه الالهيه ,وهذا ما يؤكده فى قوله " اننى اعتبر ان الشرف او تكريم النفس شئ الهى طيب ولا يمكن ان يلصق به شيئا سيئا "
والحقيقه ان الطبقيه فكره اساسيه فى الفكر اليونانى وقد اكد عليها فيثاغورس قبل افلاطون وارسطو من بعده .
يتبع....

المراجع
-تاريخ العلم 3/53 -ترجمة مجموعه-دار المعارف القاهره 1957
-كتاب الجمهوريه -ترجمه حنا خباز
-كتاب الجمهوريه ترجمة فؤاد زكريا
-القوانين-ترجمه عن الانجليزيه محمد حسن ظاظا
-كتاب ارسطو السياسات
-محاورة رجل الدولة-ترجمة اديب نصور







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سعاد الصباح رمز للثقافة والإبداع والإنسانية
- -قطة المخدرات-.. شاهد الشرطة تضبط -مهربًا فرويًا- بسجن في كو ...
- سوريا.. الأمن العام يضبط أسلحة وقذائف هاون في القرداحة بريف ...
- الكرملين: موسكو وواشنطن لديهما خط اتصال آمن للتفاوض حول أكثر ...
- الموساد يهرب وثائق الجاسوس إيلي كوهين من سوريا بمساعدة -دولة ...
- فضيحة بيع شهادات ماجستير تهز المغرب وتورط أستاذا جامعيا
- قتل حيوانات حديقة أبو سليم في طرابلس الليبية يثير جدلا
- رقصة تقلب حياة أشهر مشجعي نادي كرة قدم مصري
- هل أخفى البيت الأبيض حقيقة الحالة الصحية للرئيس بايدن خلال ت ...
- بسبب منشور يحمل -إشارات معادية للسامية-، مقدم البرامج الرياض ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد زعيمة - عنصرية المدينة الفاضلة