|
الشباب والكوكبة
عبدالله جناحي
الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 11:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
الشباب كمرحلة عمرية تتسم بالعنفوان والتمرد ورفض الهيمنة والوصاية بجانب السمات الأخرى الايجابية من روح الانطلاق وسرعة التغير، بيد أن الأسئلة التي يطرحونها الشباب تعبيراً عن (قمع) الكبار لطموحاتهم تعطي إيحاءً بأن هناك حقاً حالة مطلقة من العلاقة المهيمنة من الكبار على الشباب، أو حالة مطلقة من (القمع ) والوصاية ولجم انطلاقة الشباب.
ولو تأملنا مضامين هذه الأسئلة الموجهة من الشباب لعالم ومنتديات الكبار فإنها تتعمد إطلاق الأحكام المطلقة التي تخدم مصلحة طارحيها وهم الشباب، رغم أن الحالة الإنسانية والاجتماعية لا تتسم بالمطلقية وإنما هي نسبية وإن كانت رجحان السائد من القيم في النسبة السلبية أكثر من الإيجاب في الشان الشبابي.
إن هذه الأسئلة تندرج ضمن العلاقة بين الشباب وأسرهم، وهي العلاقة التي تحكمها من قبل الكبار حالة من القلق المشروع على مستقبل أبنائهم في عالم مضطرب، وهو القلق الذي تستشف منه عن وجود قناعة خفية بعجز الشباب عن اتخاذ القرارات الصحيحة وعن التوصل إلى الأحكام الصائبة في المواقف التي يجدون فيها كالموقف الاجتماعي أو الحياتي أو السياسي.
إن تفكيك العبارة السابقة سيؤدي بلاشك إلى تركيز الاتهام لأحد طرفي العلاقة، فإذا اتفقنا أن هناك قلقاً لدى الكبار و إن هذا القلق نابع من قناعة خفية بعجز الشباب عن اتخاذ القرارات، فهذا يعني أن هذا العجز هو عجز لا إرادي، الشباب هم ضحاياه وليسوا مقترفيه، لأنهم لم ولن يعلموا كيف يتوصلون إلى الأحكام الصائبة، ولا كيف يتخذون القرارات الصحيحة، وبهذا تكون الأسرة ( الكبار) هي المسؤولة عن العجز، وهذا يعني إنها هي التي في موضع التحدي بجانب موضع الاتهام.
إن الجواب الجاهز لدى الأسرة ( الكبار ) لمواجهة هذا الاتهام هو أن سبب هذا القلق والقناعة بعجز الشباب هو قدر إنساني مرتبط بنزعة الحب والتضحية لدى الآباء، نزعة حماية أبنائهم من احتمالات الضلالة الممكنة، بيد أن هذا الجواب لا يحمل المنطق العقلاني لإقناع الشباب، فهو منطق محشو بالعاطفة، ولذلك لابد من أن يترافق مع الجواب العاطفي جواب عقلاني، ويدعمه لا أن ينفيه، باعتبار أن الكبار إذا ما تمكنوا من حماية أبنائهم من المخاطر الخارجية، فانهم لا يستطيعون حماية هؤلاء من أنفسهم، من اختياراتهم الخاصة وقناعاتهم السافرة والخفية.
هوية الشباب في ظل الكوكبة:
في دراسات عديدة حول الشباب، طرح الباحثون العديد من التحليلات والحلول، ومنهم الدكتور محمد جواد رضا الذي قدم رؤية موضوعية في ندوة الأسرة والشباب التي أقيمت في البحرين في شهر مايو 2001، حيث حلل العبارة السابقة إلى عناصرها الأصلية مركزاً على خوف الأسرة من ذهاب الهوية أمام الغزو الثقافي الذي تجلبه الكوكبة, والممارسة التربوية العاجزة عن تزويد الشباب القدرات المعرفية والآليات الأدائية، إضافة إلى التربية التي تعتمد على الأخلاقيات الوعظية، وزبدة أفكار هذا الباحث تتمثل في ضرورة أن تتحول التربية تجاه الشباب نحو التكيف الإيجابي مع حضارة القرن الحادي والعشرين بحيث تكون مع مدى في الرؤية تؤدي إلى فتح عيون الشباب على أسباب التغيرات التي يشهدها العالم وعلى كيفية وقوعها وفهم مناهج التفكير لدى الشعوب والثقافات الأخرى، بدلاً من الهجوم على الكوكبة وتخويف الشباب من نتائجها.
إن هذا الأسلوب لتأسيس الوعي الإيجابي لدى الشباب سوف يعفيهم من معاناة الخوف من الغزو الثقافي ومن الخوف على الهوية، حينها سيكتشف الشاب نفسه أن الهوية لا ( تمنح ) ولا ( تستلب ) ولكنها ( تحدث ) و ( تتغير ) عندما تتغير الظروف المادية والأخلاقية للناس.
يعتقد الباحث أن عند هذا المفصل تصل الأسرة ( الكبار ) إلى قناعة بأنه في ظل الانكشاف الكبير والانفتاح الواسع عبر كافة الوسائل الإعلامية والمعلوماتية والاتصالات، فإن حصانة وحماية الثقافة (الخالصة!) تصبح من المهام المستحيلة، ويصبح الفرد ( الشاب ) هو سيد قدره، لا الأمهات ولا الآباء ولا الدولة، لا أحد يستطيع أن يرسم للفرد طريق اختياراته، ثقافية كانت أم مهنية أم عاطفية إلاّ هو، ولذلك يؤكد هذا الباحث انه في ظل هكذا تحولات فإن لم يكن قد درب الشاب على الاختيار الصائب فإنه سيكون صيداً سهلاً لعصف التحولات، صيدا للتطرف الديني أو الفهم الجامد الذي يدفعه نحو حماية الذات والهوية عبر الانغلاق ورفض الانفتاح الثقافي بل والهجوم على الثقافات والحضارات الأخرى، أو صيداً سهلاً للاغتراب والابتعاد عن الهوية والانجذاب الكامل للثقافة الأخرى بكل مكوناتها، وهو انحياز متطرف أيضاً.
والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف نحقق أو نصيغ هذه المعادلة ؟
الشباب بين ثقافة الوعظ وثقافة الجدل والشك:
أعتقد بأن العلاقة الوعظية التي كانت ومازالت سائدة بين الكبار ( الأب، الأم, الأسرة، الدولة، التعليم، المسجد، المأتم، رجال الدين، الاحزاب.. الخ ) وبين الشاب قد أثبتت عدم قدرتها على إنتاج عقل مبدع ناقد مدرب متمكن على الاختيار الواعي دون ضرر، بل قد أفرزت تلك العلاقة تربية وعقلية وبالتالي شريحة شبابية محافظة رافضة المشاركة الايجابية مع الكوكبة، المقادة دون وعي نقدي إلى مرجعيات هي بالضرورة كبيرة السن، وبالتالي هي مختلفة في بنية تفكيرها وأطروحاتها عن متطلبات الشباب الراهنة والمستقبلية، وكذا الحال بالنسبة للرافضين بالمطلق للكوكبة من أبعاد أيديولوجية إذ يرون في الكوكبة فقط بعدها المتوحش وباعتبارها امتداداً للرأسمالية، فإذا بالمرجعيات المؤدلجة توجه قواعدها التابعة المنقادة دون وعي نقدي نحو التطرف اليساري تحت شعارات إنسانية جميلة ولكنها غير واقعية، فتخلق شرائح شبابية رافضة أيضاً بدلاً أن تكون مشاركة فيها بعد تدريب وتأهيل تمكنه من الاختيار ( النقد والحوار، التمكين، ومن ثم الاختيار ) هو شعار الواثق من نفسه وقدراته صمام الأمان لمواجهة استحقاقات المستقبل.
والباحث محمد جواد رضا قد وفق حينما حلل ثقافة الوعظ الموجهة للشباب والتي تخلق التناقض بين الشاب وطموحاته ورغباته وبين الكبار ابتداء من الأب والأسرة والدولة مروراً برجال الدين وانتهاءً بالمؤسسات التربوية والتعليمية، ذلك أن إشكالية ثقافة الوعظ إنها تعتمد على التلقين, والتلقين يلغي فاعلية العقل في تحليل الحكم الأخلاقي، كما إنها تعتمد على وقوفها – أي ثقافة الوعظ – عند حدود التبشير بالفضيلة الأخلاقية دون أن تتمكن من ملء هذه الفضيلة بدلالات عملية وعقلانية.
إن هذا الانتقاد لثقافة الوعظ لا يعني بتاتاً بأن الوعظ غير مفيد ولكنه غير كاف لوحده، بل قد ينقلب إلى ثقافة ضارة إذا ما تم فصله وعدم ربطه بثقافة الجدل والحوار والشك الذي يوصل إلى يقين.
الشباب والكوكبة:
ومن الرؤى الجميلة والعميقة في شأن العلاقة بين الشباب والكوكبة، رؤية الدكتور مصطفى حجازي، وهي رؤية جديرة أن تحاور في الملتقيات الشبابية، حيث يؤكد باحثنا بأن الحكمة القائلة بأن (أولادكم ليسو لكم، أولادكم هم أبناء الحياة، انهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) هي حكمة تنطبق على عصرنا الراهن أكثر من كل العصور الماضية، واثقاً بأن الكوكبة هي حضارة الشباب بدءاً من استهلاك منتجاتها والانخراط في توجهاتها وانتهاءً بقيادة عملياتها وأنشطتها، ذلك أن الكوكبة ترتكز على حماسة الشباب وحيويتهم ومغامراتهم أما خبرة الكبار وحكمة الشيوخ فرغم ما تحظى به من احترام لم تعد المرجع الرئيسي.
ينطلق حجازي كعادته دائماً من تشخيص لواقع راهن عبر رؤية استشرافية للمستقبل، لذلك دائماً يبحث عن متغيرات موضوعية محلية أو خارجية تدفع الواقع نحو الأمام، ومن هذا المنطلق يركز في تحليله عن الشباب و علاقتهم بالكوكبة من حيث هي تقنية وقيم وسلوكيات ومن ثم موقف ومدى بروز التعارضات والأضداد مع ذويهم، لذلك يرى حجازي أن شباب اليوم يشدهم الكوكبة إلى فرصها وطموحاتها وآفاقها المذهلة والمدهشة والواعدة، والمثيرة للحيوية، أما الكبار- المرجعيات: الأسرة,الدولة,رجال الدين...الخ- فتجهد للحفاظ على أبنائها الشباب وارتباطهم بها واستمرارية رعايتها لهم، وتجهد من جانب آخر على أن (توطن) ذاتها للقبول بانطلاقة الشباب في عالم الكوكبة .
لنتأمل الفقرة المشار إليها أعلاه لنكتشف حجم التغيرات في العلاقة بين الأسرة والأبناء، تلك التغيرات التي أخذت تحول العلاقة من علاقة عمودية إلى علاقة أفقية بين الطرفين، فالاتجاه المجتمعي يسير صوب تعود الأسرة لذاتها لمتطلبات أبنائها المنطلقين نحو آفاق الكوكبة، فبدلاً من أن يحاول الشاب التحرر والتمرد تحاول الأسرة التعود لاحتياجاتهم ومجاراة تحررهم دون أن تترك لهم الحرية الكاملة في ذلك.
أن أهم نتائج هذه التحولات التي يخلقها الكوكبة هي فقدان الأسرة كمرجعية تلقائية، بل أن الدولة في طريقها أن تفقد مرجعيتها الجبرية، وكذا الحال ستعمل الكوكبة على أن يفقد رجال الدين غير المستوعبين لضرورة المرونة واستيعاب متطلبات المستقبل مرجعياتهم للشباب.
إن أهم آليات الكوكبة التي تتحدى هذه المرجعيات هي شبكه الانترنيت التي خلقت عالماً الكترونياً يتجاوز العالم الواقعي الطبيعي، عالم يمكن لأي راغب أن يكون مواطناً كونياً، وفي هذا المقام لباحثنا مصطفى حجازي رؤية عميقة، حيث يعتقد بأن هذه المواطنية الكونية الجديدة هي بصدد تنميط الأذواق والتفضيلات والتوجهات من خلال مفاهيمها ولغتها ومصطلحاتها وشاراتها ورموزها، مما يولد نظرة جديدة إلى الوجود في العالم، حسب حجازي، وإلى النظرة إلى العالم والذات، إن هذا العالم الالكتروني التواصلي يكاد يلغي المدنية كمرجعية ومجال حيوي للتحرك والنشاط وقضاء الحاجات، فالكوكبة هنا نسفت الديمومة ومرجعية التاريخ والماضي، الكوكبة تدير ظهرها إلى الماضي والتاريخ وتتوجه بإصرار قطعي نحو المستقبل، الأمر الذي يعني أن أكبر الامتيازات الذي لدى الكبار وهو خبرتهم وثروتهم لمرجعية التاريخ والماضي والذي يحاولون فرضهم على الشباب قد أخذت العولمة تسحبه من تحت أقدامهم.
بيد أن الأخطر من كل هذا وذاك هو قدرة الكوكبة من نسف الزمان والمكان التقليديين وبالتالي قدرتها على نسف الهوية بالمعنى التراثي كي تحل محلها هوية الإنجاز المستقبلي، وفي اعتقاد حجازي إن هذا يعني إحلال الفردية المنجزة محل الفردية المنتمية، وهذا يعني كمحصلة أن من يحاول أن يمارس مع الشباب الفعل والتأثير التقليدي (الثوروي السبعيني أو التراثي التسعيني) فهو يحرث في بحر ويناطح السماء، ذلك أن الكوكبة قد أخذت تحرر الشباب من قيود الماضي كل أنواع الماضي، التراثي بأفكاره ومتطلباته و اليساري التقليدي بمؤسساته (الشبابية!!) التقليدية المؤدلجة، ورغم المحاولات المضنية في هذا المضمار إلا إنها في اعتقادي محاولات لن تثمر سوى المزيد من إضاعة الجهود والطاقات والوقت، ذلك أن الكوكبة بقيمها وسلوكياتها ومتطلباتها سوف تحرر الشباب من كل هذه القيود وتستفرد بالشباب لتضعهم أمام تحدي بناء كيانهم المستقبلي مهنياً ونفسياً واجتماعياً.
تغيير العلاقة بين الكبار والشباب:
ومن جانب آخر، وهو الجانب المهم والجديد والمطلوب تتبع مساراته، فإن كل هذه المتغيرات قد أدت إلى تغيير العلاقة بين الكبار والشباب، من علاقة كانت سائدة- ومازالت بقاياها موجودة- تتمثل بالعلاقة الفوقية العمودية إلى علاقة أفقية، أي من علاقة مرجعية ووصاية إلى علاقة تكافؤ وشراكة وتشاور وتحاور، وحسب رؤية دكتورنا ذات اللغة السلسة والخطاب العلمي الأستاذ مصطفى حجازي، فإن الكوكبة أدخلتنا في حالة من الديمقراطية الجديدة، فبعد أن كان الوالدان هم الذين يرعون الأبناء في تجاه تواصلي أحادي (من فوق إلى تحت) أصبحت الرعاية متبادلة ( في اتجاهين وبشكل أفقي) ولو أن كل طرف يرعى الآخر في جانب مختلف.
والمحصلة النهائية هي أن هناك تحولاً اجتماعياً عميقاً يجري بهدؤ ولكن بشكل مؤكد في علاقة الكبار بالشباب، وان إقحام عامل جديد كالكوكبة في هذه العلاقة قد أدى إلى إضعاف دلالة الأسئلة ذات الأحكام المسبقة مثل لماذا وصاية الكبار على الشباب؟ ولماذا تهيمن مرجعية الكبير على الشاب؟ الأمر الذي يفرض علينا إعادة الأسئلة من لماذا؟ إلى هل؟ أي من أسئلة حدية إلى أسئلة مفتوحة على فضاءات واحتمالات عديدة.
بيد أن هناك ظاهرة مازالت تعرقل صحة مقولات الباحثين في الشأن الشبابي الذين يراهنون على الكوكبة باعتبارها عاملاً ثورياً يقلب الموازين بين الكبار والشباب، والتي تتمثل في مدى تأثير قيم الكوكبة المنفتحة والمتحررة على جميع شرائح الشباب دون استثناء أو مدى قدرة الموروث والتراث والمرجعيات التقليدية التي لها تأثيرها الإيديولوجي والعقائدي على شريحة من الشباب في تقليم أظافر الكوكبة أو ترويضها لصالح المرجعيات؟ خاصة وان بعض التقديرات توضح أن 20% فقط من الشباب وهم النخبة الذين يتاح لهم فرص الانطلاق والاستفادة من إنجازات الكوكبة، وبالتالي فان الغالبية العظمى منهم مازالوا مهمشين، ورغم أن المؤشرات الأولية غير المعتمدة على دراسات ميدانية أو قاعدة معلومات حديثة وصحيحة قد تكشف أن خصوصية مجتمعات الخليج من حيث انفتاحها على عالم الكوكبة وتقنياتها قد فتحت المجال حتى لهؤلاء الشباب المهمشين من الانخراط في شبكة الانترنيت والاستفادة منها، واعتقد بأن دراسة هذه الظاهرة بحاجة إلى إطار عام نظري مختلف وبيانات جديدة حتى نتمكن من استقراء الواقع واستخراج النتائج.
الانترنيت كمؤشر للكوكبة:
تعتبر نسب توغل شبكة الانترنيت في المجتمعات مؤشر هام وكمي لدى انفتاح المجتمع وتأثره بالكوكبة، وتعتبر دول مجلس التعاون من المجتمعات الضعيفة من حيث نسب توغل الانترنيت فيها. وحيث تحتل الدول الاسكندنافية المرتبة الأولى عالميا من حيث انتشار الانترنيت إذ تزيد عن 60% ، فان دول مجلس التعاون تتراوح النسبة بين 30% في دولة الإمارات و8% في السعودية. والجدول التالي يوضح هذه النسب وعدد مستخدمي الانترنيت للعام 2003م .
الدولة الكمبيوترات الشخصية (%) نسبة مستخدميها
(%) عدد مستخدمي الانترنيت الإمارات 15،9 29،7 1،176،000 البحرين 14،8 24،7 165،000 السعودية 7،5 8،1 1،600،000 الكويت 12،4 10،1 200،000 قطر 13،4 9،3 ـ عمان ـ ـ 120،000
المصدر: مجلة "ميد" نقلا عن Madar Research، والاتحاد الدولي للاتصالات ITU.
ونظرا لوجود احتمال الخطأ الإحصائي بل وخداع مثل هذه الإحصاءات العامة، فإننا نحاول الدخول بشكل تفصيلي معتمدين على مجتمع البحرين كنموذج، وذلك حسب البيانات التالية التي توضح عدد ونسب مستخدمي الانترنيت في جميع مدن وأحياء والمناطق المهمة في البحرين:
جده 1 0.00% حوار 2 0.01% الجزائر 5 0.02% المطار 19 0.09% جو 20 0.09% الصخير 44 0.20% ابوجرجور 72 0.33% صدد 87 0.40% سماهيج 91 0.42% م.حمد1 95 0.43% دمستان 104 0.48% رأس رمان 155 0.71% السيف 165 0.76% همله 166 0.76% م.حمد2 199 0.91% معامير 212 0.97% عوالي 249 1.14% م.حمد3 296 1.35% سنابس 309 1.41% ستره 325 1.49% م.حمد4 365 1.67% شمال م.عيسى 484 2.21% الرفاع الغربي 512 2.34% خميس 513 2.35% عالي 516 2.36% أبوماهر 540 2.47% مقشع 583 2.67% سار 652 2.98% الدبلوماسية 689 3.15% الماحوز 822 3.76% المنامة1 848 3.88% سند 872 3.99% م.عيسى 901 4.12% البديع 943 4.32% المحرق 1060 4.85% الحورة 1082 4.95% الجفير 1093 5.00% الحد 1213 5.55% القضيبية 1274 5.83% الرفاع الشرقي 1630 7.46% المنامة2 2644 12.10% المجموع 21852 100%
من الجدول أعلاه يمكن استخلاص بعض النتائج والمؤشرات المفيدة لاستيعاب مدى التغيرات المحتملة في ثقافة الشباب والمجتمع والعلاقات بين الأجيال:
أولا: إن إجمالي المشتركين حسب الجدول هم الأفراد فقط الذين يدفعون شهريا حسب استخدامهم للانترنيت بالساعة، حيث يوجد في حدود (15) ألف مشترك ثابت Speed nit غير محسوب في الجدول أعلاه.
ثانيا: إن الرقم أعلاه لا يعكس الإجمالي الحقيقي لمستخدمي الانترنيت، حيث أن المتوقع كمتوسط لكل مشترك أن يشاركه في حدود 4 إلى 5 أفراد من العائلة أو الموظفين في المؤسسة الواحدة (المشترك الواحد)، وهذا يعني إن إجمالي مستخدمي الانترنيت في المتوسط يصل إلى (165) ألف مستخدم، أي ما نسبته من إجمالي سكان البحرين 25%.
ثالثا: المسألة المهمة في هذا المجال هو تشخيص وتحليل المناطق الفقيرة وعدد مستخدمي الانترنيت فيها، حيث أن نتيجة ذلك تكشف مدى تغلغل ثقافة الكوكبة في وسط المهمشين من أبناء البلاد الذين تعتبرهم فرضية التحليلات التي طرحت في هذه الورقة بان لا تصلهم مثل هذه التقنيات.
رابعا: والمسألة الأهم هي معرفة المواقع الأكثر استخداما واطلاعا في شبكة الانترنيت لدى هؤلاء المهمشين اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، لتتمكن الدراسات ومن ثم المختصين في استشراف الاتجاهات السلوكية والمعرفية والثقافية للشباب في هذه المناطق.
واعتقد أن أية استراتيجية شبابية في البلاد لا تقوم على مثل هذه القاعدة المعلوماتية الضرورية ووجودها لن تحقق برامجها وسياساتها النتائج المرجوة منها، هذا فضلا عن إن مثل هذه المهمة المطلوبة في ثالثا ورابعا المتقدم ذكرهما أعلاه تقع على عاتق الأجهزة الرسمية المسئولة عن الشباب والتنظيمات الشبابية وعبر التعاون والتنسيق وتوفير الاعتمادات وتشكيل فرق العمل والاستبيانات والمسوحات الميدانية الشاملة لكل قرية ومدينة أو المسوحات بالعينة لاستخلاص مؤشرات كفيلة بصياغة استراتيجيات شبابية تحتضن رؤى مستقبلية وتوقعات معرفية للشباب على المدى البعيد والمتوسط، والا فان ما نقوم بها لا تعتبر استراتيجيات وإنما برامج لحظوية وآنية الأهداف والنتائج أو هي بهدف إرضاء المنظمات الدولية والتسويق والترويج الإعلامي السطحي!!.
#عبدالله_جناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إصلاح سوق العمل والاصلاح الشامل: المتطلبات والضرورات
-
تحرير سوق العمل والضرورات المفقودة: خطاب إلى ولي العهد
-
ما أشبه الليلة بالبارحة
-
النقابات العمالية ودورها في اتفاقية التجارة الحرة: بين البحر
...
-
فقدان ثقافة التفاوض بين الحكم والمعارضة
-
الشقيقة الكبرى - السعودية - ومعوقات الاصلاح السياسي
المزيد.....
-
غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذارات إخلا
...
-
ألمانيا ـ مداهمات في بافاريا وبادن فورتمبرغ على خلفية معاداة
...
-
وسائل إعلام: الانتخابات الألمانية تعقد في 23 فبراير/ شباط 20
...
-
ألمانيا تستعد لإجراء الانتخابات في 23 فبراير
-
دراسة: فحص الكوليسترول قد يساعد في التنبؤ بالخرف قبل 6 سنوات
...
-
طهران لترامب: استق العبر من التجارب واجتنب الطريق الخطأ
-
أول ظهور للسفير الإيراني في بيروت بعد إصابته بانفجارات أجهزة
...
-
مصر.. الداخلية تعلق على فيديو لسيدة مصرية تعتدي على رضيع وتر
...
-
بعد انتخاب ترامب.. العملات المشفرة تواصل صعودها القياسي
-
غارات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|