أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد الحسين العراقي - ألم ألامل














المزيد.....

ألم ألامل


فراس عبد الحسين العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


ألم الأمل
بعد عودته من كردستان في عتمه ليله باردة مظلمة من ليال كانون الثاني,أشعل رأس شمعته الوحيدة,اخذ ينظر لضوء البرق وزخات المطر من نافذته الصغيرة وضع رأسه على الوسادة بهدوء وهو يفكر بالمدينة الفاضلة بلا فقراء جائعين, وبلا أغنياء مترفين.متى يتحقق حلم الانسانيه الجميل؟ ساد ظلام النوم بعينه مع عزف قطرات المطر حتى أخذه لعالم أخر.
بدء صوت بعيد يقترب إليه تدريجيا ثم حس بشي يكتم أنفاسه وكاد يقتله فتح عينيه بصعوبة ,كان رجلا يخنقه بشده حتى كاد إن يقطع أنفاسه وفوهة المسدس برأسه, لم يستطع تمييز وجه لشده الظلام تعرف على ملامحه بصعوبة انه أبو عروبة مسئول المنطقة ألبعثي ومعه رجل لا يعرفه وهو يصرخ بوجهه كيف عدت من جديد وننتظرك منذ سنين. لم يستطع إن ينطق بكلمه بعد إن اقتادوه من الغرفة سحبوه للخارج والركلات تتوالى عليه من كل جانب
للحظه وفرصه بسيطة استطاع جعفر نطح أبو عروبة برأسه بقوه وأسقطه. ركض هاربا بكل ما أؤتي من قوه حتى سمع الصوت وحس بألم كبير وحرارة رهيبة في ساقه لم تثنيه عن الهرب والإفلات منهما لكن إلى أين يذهب؟ وليس له أقارب و معارف ؟
فكر طويلا تذكر صديقه القديم احمد الذي لم يراه منذ أكثر من 6 سنوات لكنه سمع بأنه أصبح من رجال الأمن. وصل بيته حاول إن يطرق بابه تردد كثيرا تنبه لبركه الدم من ساقه لم يكن له خيار اخر طرق الباب بخوف ودقات قلبه تكاد تكون اقوي من طرقه.سمع صوت بعيد وكان يعرف الصوت جيدا من الطارق ..من الطارق؟ انا جعفر. اندهشت عند فتحها الباب من جيفارا؟ سقط على عيونهم مطر كثير وهم ينضرون بعيون بعضهم نعم إنا جيفارا يا سعاد
دخلت ونادت لآخوها احمد بصوت مرتفع.حاول الهرب قبل خروج أخيها لكن جرحه منعنه من ذلك,خرج احمد مستغربا,أبصر نضرات خبيثة من عينيه أرعبته كيف رجعت وما الذي جاء بك بهذه الساعة المتأخرة من أليل ثم حملوه للداخل نظر لساقه وهي تنزف ما لذي أصابك؟ علينا إسعافك ألان بعد إن ادخله وطرحه على الاريكه سأحضر عمران الممرض ليعالجك وإلا سوف تموت ألان.
أحس بألم فضيع في رأسه وأصيب بالدوار ثم بدئت سعاد تغسل الدم بيديها البيضاء الناعمة نظر لملامحها كيف ازدادت جمال وأنوثة,ببياض وجهها الذي زاد سواد الخال أسفل شفتها الحمراء المتوهجة وعيونها السوداء الداكنة والواسعة برموشها الطويلة وحاجبها المرسوم بعناية وجسدها الرشيق الممشوق.التفتت وهمست له:نسيتني؟ أجابها: وجهك لم يفارقني لحظه منذ فراقنا؟ وتبادلا الابتسامة بعدها ساد الصمت والعتمة وغاب عن الوعي حتى أحس على صوت احمد ومعه أبو عروبة والعشرات من رجال الأمن لم يصدق ما تراه عينه. تذكر حينها مقوله قرأها لمكسيك غوري (لا تخافوا شيئا، إذ لا يوجد حياة أشقى و أتعس من حياتكم التي تعيشونها ) ركلوه عصبوا عيونه وسحلوه إلى مديريه الأمن ادخلوه الزنزانة وقعت عينه بعين احمد وهو يعذبه كيف تغير احمد وأصبح وحش هكذا. كيف تحول الدنيا الحمل الوديع إلى ذئب مفترس؟
عذبوه بأبشع التعذيب نزف كثيرا وهو يصرخ من جرح ساقه ثم قال احمد له: سنريحك ألان من هذا الألم ذهب لبرهة جلب ( ساطور) رفعه للأعلى وهوى على ساقه بوحشيه تمنى تمزيق جدران الغرفة بصوته لكنه لم يستطع لشده ألمه.وفقد وعيه
سمع صوت احمد بعيد وبدء يقترب يناديه : انهض جيفارا انهض أصبح الفطور جاهز,لقد نزفت كثيرا من ساقك إثناء العملية. افتح عينيه مذهولا بعد صحوته ثم ابتسم بوجه صديقه واخبره بما حلم به ليله البارحة فضحكوا كثيرا مثل أيامهم السابقة
رد عليه احمد: وهل استطيع خيانة من حلمت معه بالوطن الحر والشعب السعيد منذ أيام الطفولة؟







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديس المُقدَّس تأبيد للثيوقراطيه
- الكأس الاخير


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد الحسين العراقي - ألم ألامل