أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة حبشي - قراءة فى رواية حكاية شمردل لعمار على حسن














المزيد.....

قراءة فى رواية حكاية شمردل لعمار على حسن


أسامة حبشي

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


يظل إعادة طبع الأعمال الأولى لمبدعيها موضوعا ملغزا ويحتاج أيضا شجاعة وثقة خصوصا وأن الأعمال الأولى تكون عرضة للتجريب ولإكتشاف اللغة والشكل معا، وللباحث فى الشئون الإسلامية والمحلل السياسى والروائى عمار على حسن صدرت مؤخرا عن "بيت الياسمين" الطبعة الثانية من روايتة الأولى "حكاية شمردل" التى تدور أحداثها في مطلع تسعينيات القرن المنصرم، إبان حرب الخليج ، من خلال بطلها جامعيالذى يتفاعل مع كل ما حوله بإيجابية ونبل وصدق ، حتي يلتحق بالجيش المصري ويصاب في الحرب وتجري له عملية جراحية ويكتشف أن قطع ملابسه فقدها أثناء إجرائه عملية جراحية، ولم يكن يملك غيرها، ولذا يحاول طيلة الوقت أن يستعيدها.
الرواية كما هو معروف هى باكورة عمار على حسن الإبداعى التى تشمل أعمال اخرى لحقتها مثل ("جدران المدى" و"زهر الخريف" و"شجرة العابد" ) بالإضافة إلى مجموعتين قصصيتين هـما "عرب العطيات" و"أحلام منسية"، ومجموعة قصصية للأطفال هي "الأبطال والجائزة" إذن "حكاية شمردل" هى العمل الأول لعمار على حسن والحقيقة أنه فى روايته ( شجرة العابد) قد وصل لنضج واضح من خلال بنية الرواية ومن خلال تأصيل للشخصيات عبر لغة فنية متميزة، ولكن فى رواية "حكاية شمردل" نجد اصرارا غريبا على طبعها للمرة الثانية وكأن الامر ينحصر فقط فى الحنين للأعمال الأولى وليس لقيمتها الإبداعية.
حكاية شمردل ، بها رؤية واضحة أحيانا لكنها غابت أحيانا أخرى فى بنية سردية تبحث لها عن أطر ، وتبحث عن لغة مازالت فى طور التكوين، الرواية بسيطة الموضوع المحصور فى مأزق بطلها سواء المأزق الإجتماعى و النفسى أو حتى الفكرى، وبها بعد يأتى كالإشارات طوال الوقت من خلال "حرب الخليج" أو عصر الإنفتاح بمصر، الرواية تؤكد بشكل واضح الحيرة والتيه لبطلها"يوسف محمود شمردل" والذى نراه بطلا منحوسا، مظلوما، مسحوقا ، منهارا، سواء فى محيط نشأته القروية بصعيد مصر أو حتى بتنقله فى مدن أخرى، والحقيقة ان بالرواية تفاصيل مهمة لو سمحت البنية السردية لها المجال قليلا لكنا أمام عمل آخر تماما فمثلا نجد تفصيلة الحذاء كلما ركز عليها الكاتب عمار على حسن انصرف عنها فجأة- ولانعرف لماذا؟؟- برغم ربطها بالبطل سواء بالمدرسة فى الطفولة أو حتى بالجامعة لحظة لقائه بمن توهم أنها تحبه والحقيقة أن تفصيلة الحذاء بالغة الأهمية لما تحمله من اتساع للبعد الإحتماعى والنفسى عند بطلنا والتى عبر عنها قائلا "لقد أدرك حذائى، مالم أكن أحيط به علما، وها أنا أحبه لأنه انتشلنى من الغرق فى موقف بائس تعيس، لكنه الآن أحزننى، حين اختفى" إننا بصدد رواية ومضت شخصياتها ثم غابت وسط ذاكره بطلها وكان من الممكن استثمارها كشخصية "الصول الجلاد" الذى ذهب لتحرير الكويت من الغزو العراقى أو صديق البطل "همام " أو "أحمد عبد النور" أو الأب والجدة ، وبرغم كل هذا تظل رواية حكاية شمردل مؤشرا جيدا على ظهور كاتب جيد، وبالفعل هذه النبوءة تحققت فى رواية عمار على حسن "شجرة العابد" .
رواية جكاية شمردل ومضة فى ذاكرة يوسف محمود شمردل الذى يسترجع محطات من حياته بمنتهى الحزن والأسى وكأنه يوجه صفعة معترضة رافضة لمجتمعه القاسى عليه وعلى أمثاله كما وصفها تحديدا بقوله"ما أقسى المعرفة إذا كان البؤس خليلها.أنا الذى أكلتْ القراءة عينى،وأحببت وطنى كما أحبه كل المخلصين، لم يشفع لى أى حب ولا أى وعى فى زمن الإنفتاح"
حكاية شمردل هى رواية التفاصيل التى لم تكتمل ،وهى ذاكرة الملابس الضائعة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...
- نجمة عالمية تتألق بفستان استثنائي منذ عام 1951 في مهرجان كان ...
- عند الفجر وقت مثاليّ جدا للكتابة.. نيكول كيدمان محبطة من ند ...
- -ظل والدي-.. أول فيلم نيجيري يعرض في مهرجان كان السينمائي
- -النمر- يحضر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي بأج ...
- تضارب الروايات حول دخول مساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس
- قطاع غزة.. 55 قتيلا بينهم فنانة في غارات استهدفت نازحين ومنا ...
- ‏انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس ...
- رواية -حارة الصوفي-.. التأريخ بين قبعة الاستعمار وطربوش الهُ ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة حبشي - قراءة فى رواية حكاية شمردل لعمار على حسن