صورة .. و .. حكاية

محمد طالب

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 11:21
المحور: المجتمع المدني
    

شاهدت صور فيضانات بغداد أثناء هطول الأمطار شتاءاً في نهاية عام 2012 فإستعادت ذاكرتي أحداث هذه الصورة .
- إنه الاثنين صيف 2012، كالعادة ، كان يوم مزدحم بطلبات المرضى وعلاج الحالات التي أثقلها إنتظار عطلة نهاية الإسبوع ، بينما كُنتَ منهمكاً في العمل ، أيقضني صوت السكرتيرة : أنتَ تأخّرت على موعدك هذا اليوم يادكتور ..!!
كان الموعد الساعة الخامسة والنصف عصراً مع رئيس البلدية وباقي أعضاء مجلس البلدية في ( شارع تعدد الحضارات ) في مدينة كالكَري - ألبرتا - الذي كُنتَ أحد أعضاءه لمدة سنتين ، وهو عمل تطوّعي يتم عن طريق الإنتخاب وليس التعيين ، كان الموعد مختلفاً هذا اليوم .. لم يكن إجتماعاً تقليديّاً كالذي نقوم به شهريّاً في قاعات مكيَّفة يسبقه طعاماً فاخراً وإنما كان لغرض القيام بحملة تنظيف ( شارع تعدد الحضارات التجاري ) وإزالة كل الأنقاض وتنظيف واجهات المحلات والمساعدة في تزيينها ..
كانت الحملة مقتصرة على رئيس البلدية ومجلسه وبعض رجال الأعمال .
- كانت الساعة السادسة عصراً ، ذهبتُ مسرعاً للإلتحاق بحملة التنظيف التي قد إنطلقت يتقدمها رئيسنا .. كنتُ متأخراً نصف ساعة فقدمت إعتذاري للرئيس الذي كان متردداً بقبوله هذه المرّة قائلاً : إنها مناسبة إنسانية مقدَّسة يجب أن نحرص على إستمرارها في موعدها المحدد ، فقد توسَّط لي مساعِدَيه لمسامحتي هذه المرَّة .. وكان القرار أن يسمح لي بالمشاركة والإلتحاق بالحملة ، بشرط ان لا أساهم في إلتقاط النفايات والأوساخ من واجهة المحلات ، ولا يُسمح لي بإرتداء الزي المخصص لتلك المناسبة ، وأن يحرمني شهادة التقدير التي منحها الى زملائي في المجلس لتلك المناسبة .. وافقت على القرار وإلتحقت بالحملة وقد إقتصر دوري للأسف على توزيع الورود على أصحاب المحلات التجارية بعد أن تمَّ تنظيف واجهاتها بايدي رئيس البلدية ومجلسه الموقَّر ..
إنها صورة أحاول طرحها الى أحبابنا في العراق بان التعاون المخلص من أجل عراق جميل ونظيف يتطلب التعاون والإخلاص وإن كل مواطن يعتبر نفسه مسؤولاً في حرصه على وطنه وحمايته ونظافته حتى تكون له النظرة اللائقة بين بلدان العالم ..
*******************
د. محمد طالب - كندا

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل