أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رجاء رنتيسي - ان تمت قبل ان تموت














المزيد.....

ان تمت قبل ان تموت


رجاء رنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 22:17
المحور: الادب والفن
    


يريدونك ان تموت قبل ان تموت. ان تنتهي عن فعل يذكرهم بموتهم المبكر. ان تخلع رداءا لبسته منذ ان تدثرت بالابيض على سرير الولادة. يودون لو انك لا تتحرك, لو انك تصبح عصا لمكنسة تحرك الخيوط البلاستيكية في اسفلها لتكنس احساسهم بالعجز امام براءة تطل من ردائك وملامحك وحركات يديك واختلاجات وجهك وديمومة ابتسامه حملتها في قلبك اعوام واعوام مبشرا بها كل الاموات ان هناك احتمالية لنفس جديد في هذه الحياة وان على هذه الارض, اية ارض كل الارض ما يستحق الابتسام..
يريدونك ان تنفي شكهم ان الموت يسكنهم هم وانك انت لست من ارديتهم قتلى, لهذا يريدونك ان تموت قبل ان تموت. ان تذهب الى هنالك, الى حيث ينتظرون جميعا طلقات الرحمة. ان تكون مثلهم تماما تتشح بالسواد, لا ترى سوى القبح في عالم ليس كل ما فيه قبيح. وان تغض البصر عن انسجام بين فراشة تبث سرها لزهرة في الحديقة, وعن حجر تحمل عناء التصاقه ببقايا لحياة زحفت يوما ما على جسده فاستأنست له وامنت على بقايا جسدها مادة لرسم لا يضاهيه جمال. لا يريدونك ان ترى الاشياء كما تبدو, بل يريدون ان تنبش في عمقها. ان تبحث في احشائها وان تحرجها قيبيحة, مقززة ليرضون تلك الغمامه التي تقف حائلة بينهم وبين الابتسام.
يريدونك ان تتنازل عن كونك انت, رافعا قامتك, مبتسما, مرحبا بالجميع دون استثناء, لان الجميع دون استثناء حتى هم يرغبون في ابتسامة تطير بحرية دون حساب لاي شئ سوى الرغبة بالابتسام. يريدونك ان تسير دون وقود يحمل قدماك وحياة تنبعث في اصابع يديك ملوحة بتحية بريئه لمن يمر عابرا على اي شارع, لا يهم, المهم ان يكون الشارع مبتسما لعبوره. يريدون ان يجتثوا كل تفاصيل الفرح الذي كان يوما وانت طفلا يشي لك بقليل من شفاوة وكثير من الضحك. يريدونك جمادا لا تتحرك وكان في حركتك اهانة لعبوسهم واستدراج لبعض من حياة تعودوا ان لا ينهموا منها خوفا من ان تخدش حلوقهم .يريدونك ان تموت قبل ان تموت.
وانت تابى الموت, لان الموت لا يرسم ابتسامات على الوجوه , الموت فيه صفرة لا ترغبها, الموت قبل الموت خيانة للاموات والاحياء. هل تنساق انت للعبتهم وتبدل وجهك بوجوه اخرى يقبلونها ويكمنون امنين من تأثيرها على فعلهم؟؟ ام تسير كما انت دائما, كما كنت دائما ومنذ ان التف حول جسدك الصغير رداءا ابيضا مجلجلا, مبتهجا, فرحا بالقدوم, مبتسما لما هو ات وكانه ازلي الفرح, وكأنه دائم البسمة والابتسام. ان تنبذ كل ما يعكر صفو ابتسامتك وفرحة لقاءك بذاتك المتفاعلة مع فعل الابتسام وان تعيد كل ما سقط من جعبتك وانت تحاول الاختباء خلف قهرك من موت ياتي قبل الاوان. انت لن تموت قبل ان تموت, انت ستعاود الابتسام لان على هذه الارض, اي ارض, كل الارض ما يستحق الابتسام



#رجاء_رنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الاشياء


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رجاء رنتيسي - ان تمت قبل ان تموت