أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح هادي عبيد - خديعة مديح رياض الدباغ رئيس الجامعة المستنصرية بزمن صدام.. بين مديح الأشخاص وأمانة التاريخ!















المزيد.....


خديعة مديح رياض الدباغ رئيس الجامعة المستنصرية بزمن صدام.. بين مديح الأشخاص وأمانة التاريخ!


صباح هادي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 12:52
المحور: كتابات ساخرة
    


نشر موقع (ملتقى أبناء الموصل) مقالاً بعنوان "رياض حامد الدباغ .. نجم ساطع في سماء التعليم العالي"، و(الدباغ) هذا كان رئيساً للجامعة المستنصرية (1982-2003)، بقلم الأستاذ الدكتور (سمير بشير حديد)، على الرابط:

فظننتُ أنني سأتعلم من تجارب النوابغ السابقين خاصة بعد وصف صاحبنا بأنه (نجم ساطع). ولكنني لم أجد فيه سوى المديح والمديح! كأن المديح وحده هو الذي يعلّم الشعوب ويصنع التطور والنهوض والإرتقاء في معارج السمو والشموخ الأبدي! فزبدة المقال أن هذا الدباغ:
• أختير أحد أفضل (2000) شخصية أكاديمية في العالم
• مثقف عضوي وإنسان شامل -هل تعرفون معنى "مثقف عضوي"؟ أنا لا أعرفه!
• عضو في العديد من اللجان والهيئات العلمية والإدارية والثقافية في المؤسسات الرسمية والمنظمات الشعبية والمهنية
• واحد من علماء عرب قلائل تستعين بخبرتهم العلمية منظمات دولية وهيئات ومجالس ولجان ومجلات
• يستضاف زائراً أو باحثاً أو مفاوضاً
• نشر أكثر من تسعين بحثاً علمياً في مجلات أكاديمية عراقية وعالمية
• راجع وقدّم للكثير من الكتب
• أشرف على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه
• منحته أكثر من سبعين جامعة دروعها وميدالياتها
• يزين صدره أنواط الاستحقاق العالي
• أسس ثلاث جامعات + ترأس ثلاث جامعات
• رئيس فريق البحث العلمي لزرع ونقل وتجميد الأجنة، ومشروع أطفال الأنابيب لعلاج العقم
• وقع أكثر من (80) اتفاقية علمية وثقافية مع العديد من الجامعات العربية والعالمية
• شارك في أكثر من (280) مؤتمراً علمياً محلياً وإقليمياً وعالمياً
• أنشأ واستحدث أكثر من (60) قسماً علمياً وكلية ومعهداً ومركزاً بحثياً
• تسأله عما يحب، فيجيب: أحب الخير للناس، لكل الناس، وعما يكره، فيجيب: أكره الظلم، وعما يخاف: أخاف خيانة الصديق
• وتسأله عن الحكمة التي يؤمن فيها، فيعطيك حكمة "الحذرين"، لكنه يضيف إليها مالا تتوقعه إلا من ذوي القلوب الكبيرة الواثقين من أنفسهم "إتق شر من أحسنت إليه بمزيد من الإحسان إليه "
• وصيته للجاهل: تعلم ونفذ وصية الإمام علي (ع) "كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولاتكن الرابعة (جاهلاً) فتهلك"
• وصيته للأستاذ العالم: إن لم تزكِّ مالاً فزكِّ بعلمك، فإن زكاة العلم نشره... وأدّ واجب الوفاء لمن علمك ..وواجب المسؤولية لمن تعلمهم
• وتطلب منه أن يكتب عن فلسفته باختصار شدي، فيقول: "إن حكمة الخالق جل وعلا شاءت في خلقه أن تكون مسؤولية العلماء في مقدمة المسؤوليات ليحوزوا رضى الله ورضى الناس، وأن العلم لا يجدي بغير العمل به، وإن العمل بالعلم لا يجدي ما لم يكن الإخلاص أساساً فيه
• يحب التدريس، ويعمل على تطوير مهاراته، لمواكبة متطلبات العصر من تكنولوجيا
• الخوض في غمار حياة الإبداع لحبيبنا الدكتور رياض الدباغ يحتاج إلى عدة مقالات، لا بل يحتاج إلى تأليف كتاب، فهو أهل لكل إطراء، ويستحق كل مودة ومـحـبـة
+ له صور مع رؤساء جامعات وسفراء وزراء ووفود رسمية وملاكم عالمي وفنانة عربية
فذلك هو ملخص المقال. أي أنه –باختصار- (بتاع كله)! أما وقد بلغ والتزييف هذا المدى، وعلّق عليه بالمديح أيضاً مئات المعلقين دون أن أقرأ جملة واحدة تكشف شيئاً من مساوئه، وجدتُ لزاماً علي أن أشحذ قلمي لقول كلمة الحق التي أعتقدها وإثبات أنني لستُ مغفلاً لتنطلي عليّ هذه الألاعيب. وهذا واجب لتنبيه الناس إلى كيفية القراءة والإستيعاب والفهم الصحيح لما يقرأون.. لا أن يصدقوا كل ما يُرمى إليهم من المغرضين والمزيفين والمخطئين.

أقول أولاً إنه ليس غريباً أن ينال الدكتور الدباغ التكريم لكفاءته العلمية وبراعته الإدارية، فالعراقيون معروفون بحب المعرفة والنبوغ في العلم والجدية في الأداء، وهذا ما يشهد لهم به الجميع. ومقالي هنا عن الأخلاق والنوايا وطريقة الممارسة العملية في ظل دولة (صدام حسين)-((راعي العلم والعلماء)) كما يقول إعلامه ((الصادق جداً))! ومن ناحيتي أنا –ناقد ومفند هذا المقال المادح- فقد كنتُ طالباً في الجامعة المستنصرية (1986-1989)، كلية الآداب، قسم الترجمة. والحق أنني أذهلني هذا المديح الهائل لهذا الرجل الذي كان مساهماً أو ساكتاً في الأقل على شواخص تردي التعليم في زمن الرئيس (صدام حسين)! فأرى أن من واجبي كشف خديعة مديح هذا وذاك، لأن هذا سيغطي على سوءاته، ويضيع المخلص مع المغرض، ويختلط الوطني والإنتهازي. فأنا هنا أشهد على ما رأيتُه يوم كان (الدباغ) رئيساً للجامعة.. وهنا بيت القصيد.. فأين المفر يا عنتر؟! ردّها عليّ إن استطعت! وها أنا ذا أضع نقدي في نقاط:
1. أيها الكاتب (د.سمير بشير حديد): التاريخ أمانة، فلا يجوز أن نفرّط به ونخدع أنفسنا ونخادع الناس بهذه المثاليات، كأن هذا الدباغ بلا تجاوزات ولا أخطاء، وتخرج (نيوتن) و(كولن ويلسون) من جامعته بفضله! ثم ما الذي يجنيه الكاتب والقارئ معاً وكذلك المعلقون المادحون –وعددهم بالمئات- من هذا المديح الطويل الذي جعله بمصاف القديسين؟! أتحبون تقليد (موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين) التي أدرجت على رأسهم إسم (م.م.ص.ي) أستاذ العربية بقسمي الترجمة والإنجليزية - آداب الموصل/1985 الذي لا يعرف غير البصبصة والتملق للبنات ولم ينفعنا بحرف واحد؟! إننا نكتب ونقرأ التاريخ لنأخذ العبرة، فليتك يا كاتب نقلتَ لنا طريقة ممدوحك هذا في فض نزاع ما، أو تجاوز محنة، أو رفع ظلم أو تعديل قانون لمصلحة العملية التعليمية وهلم جراً. أما التبجيل وحرق البخور فلا أرى له فائدة. أجل.. ما الذي نستفيده؟!
2. "لكن ديوان الرئاسة من منطلق حرصه على أبناء الوطن".. كم هي عجيبة وخدّاعة هذه الجملة! فإن كان حريصاً، فكيف سكت عن استيلاء مجموعة معينة على امتيازات وزمالات وإيفادات وتعيينات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي عبّر العامة عن سخطهم عليها بأنها "وزارة التعليم العاني والبحث الراوي".. إنه لسان الشعب يا أيها الكاتب يا من رأيتُك تقتدي بسعيد الصحاف وعلي الدباغ!
3. وفق سياق المقال، يبدو أن مصير العراق الذي بلغ هذا المنحدر الأليم الذي نقاسيه اليوم، لم يكن مسؤولاً عنه لا هذا الوزير ولا رئيس الجامعة الفلاني ولا الضابط العلاني ولا مدير البلدية الفلتاني.. فكيف تعرّضنا لكل هذه المصائب وألوان الظلم في زمن (صدام) إذن؟! وما هي أوليات وجذور الإنهيار الحالي؟؟ أليس هذا مصداقاً لنكتة تقول: "هل تريدونني أن أقول إن (.....) قد مات بحادث صعق بالكهرباء.. في زمن ما قبل الكهرباء؟!"
4. حين يحدث التجاوز والظلم وتجد المسؤول الأعلى يسكت عنه كأنه أمر طبيعي، ولا يفتح قناة واضحة لإيصال الشكاوى، فهذا برهان ساطع على خراب عمل وحتى ضمير المسؤول وشرفه. أليس كذلك؟ خذ هذا المثال: حدثت مشكلة شخصية للطالب (صادق ياور) مع أستاذة الفرنسية (د.فوزية)/1989، فانتقمت منه بتنقيص درجته للحد الأدنى. ولما واجهها نهرته وطردته. نكرّر أن المشكلة شخصية ولا علاقة له بالتعليم، ومع ذلك أصابته نقمتها! واضح أن ((إخلاص ومهنية وعدالة رئيس جامعتنا)) الممدوح المحبوب قد أنصفته وردعت الأستاذة عن الظلم!
5. ونفس هذه الأستاذة نشرت مجلة (ألف باء)/1987 قصة ترسيبها المتعمد للطالب (حسين) لخلاف شخصي. ثم ادّعى العميد (د.حميد الهيتي) للمجلة أنهم بذلوا كل جهد ممكن لتنجيحه ولكن مستواه لم يؤهله للنجاح! كأن المستنصرية جامعة العدالة التي تزن كل شيء بالقسطاس المستقيم في زمن ((راعي العدالة الأول- صدام حسين))!
6. ومما يؤكد ((تشدد)) كلية الآداب مثلاً في الدرجات، تنجيح (د.عبد الله العزاوي) للطالبة (نادية سعدي الخياط)/1989 بدرجة دخلت بها موسوعة جينيس لأنه لا أحد قد نالها قبلها في طول التاريخ وعرضه. فقد منحها في النشاط الشفوي درجة (13) من (10)! لكي تكمل درجة السعي السنوي فتصبح (50) من (50) كاملة! لماذا؟ أرجح الظن أنه التملق والتقرب لوالدها الثري المتنفذ. كيف كان هذا؟! إسألوه مع فطحل جامعتنا (د.رياض الدباغ) الذي لا يُظلم عنده أحد!
7. وأما (د.عدنان الشيخلي)/1989 أستاذ الثقافة القومية –المراهق وهو بعمر الخامسة والأربعين! فقد منح درجة كاملة (25 من 25) على بحث بدون أن يقرأه، وقد حدث هذا أمام أنظارنا في القاعة، والسبب؟.. لقد قدّمت له البحث طالبتان جميلتان ففغر فاه استحساناً ونسي نفسه ليمنح الدرجة الكاملة.. عاش البعث القائد الذي ربّاك ما دام أساتذة الثقافة القومية يُشترط أن يكونوا بعثيين بدرجة (رفيق) فما فوق! أين هو هذا (الدباغ) العادل المنصف؟! وأين هي قناة الشكوى إليه إن كان لا يعلم بالتجاوزات؟ ومن المضحك أن عميد الآداب (الهيتي) قد صرح علناً "مكتبي مفتوح لتلقي الشكاوى.. صباحاً ومساءً.. صيفاً وشتاءً". وكنا كلما نزوره نراه غائباً.. كعادة عمداءنا الأكارم! وأما سكرتيرته فهي شرسة تنبح بوجه الطلبة مستقوية بسلطة ((عمها العميد)) الذي كان قادراً على فصلنا في الثمانينات ورمينا إلى محرقة حرب إيران اللاهبة!
8. ومما نُشر وكان له دوي، إنتحال الأستاذ (صالح الحافظ)/1988 لبحث الطالبة (منى طه بكر) وتقديمه بإسمه لكي يترقى علمياً على رقاب طلابه! وحين اشتكت إلى رئيس القسم (د.عبد الصاحب مهدي) رفض أن يحرك ساكناً. وبعدها رد المنتحل بأنه بحث عادي ومن الطبيعي أن يطلع عليه هو كمشرف! وتغطيةً للفضيحة، عاقبهما العميد ليس لتقصيرهما وظلمهما الطالبة، بل لأن الرائحة وصلت إلى العامة بعد نشرها في مجلة واسعة الإنتشار!
9. "يحب التدريس، ويعمل على تطوير مهاراته؛ لمواكبة متطلبات العصر من تكنولوجيا"، وهذه كذبة طازجة! والدليل: إنني تخرجت/1989 دون أن أتعلم أو حتى أرى الحاسوب، بل رأيتُ طعام معسكر (فايدة) للطلبة وهو عبارة ماء مائل للإصفرار وصمونة يابسة فقط! فهذه هي التكنولوجيا الراقية على الطريقة البعثية والدباغية!
10. سكت هذا ((الشاطر المخلص الوطني)) على جريمة تجنيد الطلبة بمعسكرات تضر ولا تنفع وهي مجرد تعذيب وتضييع للوقت، ونالت حتى من علمية الجامعة، كيف نسامحه عليها؟! وهل تظنون أنه يكفي تبرير سكوته بأنه كان أمراً من القيادة لدواعي الدفاع عن الوطن؟ مَن قال هذا وما دليلكم؟ حقيقة هذه المعسكرات السخيفة مجرد أمر من وزير الدفاع حسب عقليته ((الفذة)) لتخشين الطلبة بعد أن سمع بمعركة على حادث سير بطلها شاب بغدادي مدلل أشهر مسدساً! فلو كان رئيس الجامعة ومعه سائر زملائه الرؤساء –البعثيين طبعاً- حريصين على العلم لأصروا على معرفة السبب وإنقاذ أبناءهم الطلبة من هذا البلاء المرير الحقير. غير أنهم بلعوها وسكتوا والتهوا كما يبدو بالسيارات الحديثة التي تأتيهم كل سنة من ((راعي العلم والعلماء)).. عوافي!
11. هل علم بطلنا هذا، ذلك الإداري ((المنظم)) الذي حاز كل هذه الدروع والأوسمة والأنواط، أن مقرئ القرآن المعتمد في جامعته، يتبول أمام الناس وقوفاً؟ أم أن هذه المهمة المقدسة المهيبة لا شأن لها بأخلاق صاحبها؟! أفتنا يا مولانا!
12. ومن دلائل ((حزمه)) في جامعته، أن مصور الجامعة الرسمي كان يصور الطلبة دون أن يزودهم بوصولات، وهذا ما أتاح له أن يأكل أموال الناس لأنه يقبض مقدماً. فقد ادعى يوماً أن الصور قد ضاعت.. وهكذا ((ضاعت فلوسكم)) يا طلاب جامعة الدباغ!
13. وحتى شهادة التخرج الجدارية كانوا لا يسلموننا إياها إلا بعد دفع المال إليهم. لماذا؟! الشهادة حق الطالب فما هو السبب يا جامعة العجب؟! أجابوا بأن المال يذهب إلى.. خطاط الجامعة لأنه يخط إسم الطالب عليها!
14. لاحظ زميله (س.د) في أحد المؤتمرات في مطلع حياته الأكاديمية بأنه رياضنا هذا لا يهتم بشيء أكثر من إناقته، فكان يرتدي أكثر من بدلة كل يوم! كما أنه كان يركض وراء هذا وذاك من المؤتمرين منبشاً عن درجاتهم الحزبية لكي يبعد أكثر عدد منهم، والمعيار: الدرجة الحزبية وليس الكفاءة العلمية!
15. من حقنا أن نسأل عن آلية ترقي المسؤولين خاصة في بلدان لا دستورية، هل كان ((نجاح)) هذا الدباغ في العراق بزمن دكتاتورية الحزب الواحد، بكفاءته فقط وبلا وساطة ولا درجة حزبية أو كسر رقبة أو اعتبارات طائفية؟! أكنا نعيش في.. جمهورية إفلاطون الصدامية؟!
16. كيف سكت دباغنا عن هذا التفاوت الطبقي الصارخ بين طالبات جامعته دون علاج عن طريق فرض حرمة التعليم وهيبته، ممثلاً بطابور الحسناوات المتبرجات ذوات البدلات مفرطة الإناقة والوجوه الناعمة من أثر الثراء الفاحش، اللواتي اعتدن على الوقوف على طول الممر الرئيسي للجامعة كأنهن عارضات أزياء ولسن في محراب علمي؟! بل تحول الممر إلى سوق نخاسة وعهر يستطلعه ضباط الجيش الصدامي وأثرياء الحرب؟ أم فاته أن يلاحظ ذلك وهو الذي يسير دوماً في ذلك الممر؟! وكيف عمي عن تحول الجامعة إلى مباءة يلتقط منها جلاوزة زير النساء المهووس (عدي) إبن الطاغية عاهراته بسيارات سود يعلوها هوائي شامخ مخيف؟! التقصير هنا في عدم فرض الجو الأكاديمي، وإلا لماذا لم نشهد هذا التردي في جامعة الموصل مثلاً؟!
17. لا شك أن من مهامه تأمين العلاج لمنتسبي جامعته. فلماذا خذل الطبيب الوطني الشجاع (د.عبد الجبار الزهراوي) المخلص في عمله عندما هجم البعثية عليه ونقلوه فحرمونا من خدماته، ليبقوا على طبيب الأسنان (هـ) ذلك المائع وزير النساء الذي لا يعالج الذكور ويهيم بالبنات فقط؟! هل وضع رئيس جامعتنا هذا آلية للشكوى من هكذا تقصير، أم أنه يستمع فقط لوشايات البعثية وأزلام الأمن الصدامي؟ فقد اهتم الطبيب (الزهراوي) بصحتنا بشكل عملي شهم، بتفتيشه (مطعم النادي) واعتراضه على القذارة والطعام البائت. وهنا قرر البعثية طرده لأنهم هم مؤجرو المطعم! وهل يبحث البعثي عن غير مصلحته في الأغلب الأعم وليذهب الشعب إلى الجحيم؟! فهل وقف الرئيس الدباغ حامل كل تلك الأوسمة وألقاب الجعجعة الطويلة العريضة، إلى جانب مصلحة طلبته؟! وهل يجدر بنا أن نطبل له مع أجواق المطبلين ولا ندينه على الخراب الإداري مهما كانت مكانته العلمية؟ وهل يصح ترك هذا الكاتب المغرد يبيع علينا ادعاءاته الفارغة وخداعه للناس وتزييفه للحقائق وتزويره للتاريخ؟!
18. لقد جعل من جامعته مظهرية بحق: حدائق غنّاء، وقاعة فخمة، وممرات نظيفة، وبنات ((آخر حلاوة)) في الممر الرئيسي، ونادٍ زاخر. أما المحتوى والجو الدراسي العام والتحصيل العلمي فهو نصف فارغ، في الأقل عند مقارنته بجامعتي الموصل والبصرة! لابد أن هذا إنجاز خارق يُحسب له!
19. وفي مدخل الجامعة تطالعك لوحة إعلانات تزخر بأخبار (الدباغ) وأنشطته ومؤتمراته وصوره ونحنحاته، حتى ظننتُ أنه (أنشتاين)! في حين أن جامعته تسحر الأنظار بجمالها وتشكو الخواء العلمي!
20. يقول رئيسنا: "حكمة الخالق جل وعلا شاءت في خلقه أن تكون مسؤولية العلماء في مقدمة المسؤوليات ليحوزوا رضى الله".. عظيم! فاصل تصفيق رجاءً.. ها أنا سمع صوت التصفيق: طَق طَق طَق!! إنه يريد رضى الله وليس المهم عنده طاعة المسؤولين الأعلى منه من أمثال وزير التعليم العالي الصدامي (سمير الشيخلي) الذي بلغ من حب الطلبة له إنهم أطلقوا عليه لقب (العربنجي) تشهيراً بهمجيته في القرارات المتتالية وكلها تضيق وتشديد على الطالب الذي بقي وحيداً بعد التهمت جبهة حرب إيران الأشقاء والأقرباء والأحباء! فهنيئاً للدباغ عمله تحت يد.. عربنجي!
21. ماذا تعني صوره مع هذا الدكتور وذلك الخبير؟! هل رفع هذا من شأنه أو جعله يقتبس تجارب الغير في تطوير تعليمنا، وهو الساكت على خراب التحصيل العلمي وانتشار ظلم الطلبة في جامعته؟
22. كيف يطبخ طلبة المحافظات طعامهم وأنت تمنعهم من استخدام السخان الكهربائي، ولا تزودهم بالنفط الأبيض للطباخ النفطي، وتعطيهم طباخاً غازياً واحداً لكل 80 شخص؟!
23. أكان يكفي هاتف عمومي واحد لألوف الطلبة في الحرم الجامعي؟! عجيب أمور.. غريب قضية!
24. وماذا عن تطبيق روح قرار الزي الموحد؟! كيف ترك هذا الرياض نفراً من طالباته المترفات من أبناء أثرياء الحرب وعشيقات (عدي) يخرقن القرار بارتداء قميص نصف شفاف وتنورة ضيقة تكشف شكل السروال الداخلي واهتزاز الأرداف؟! لابد أنه كان مشغولاً عن ذلك باستشراف آفاق المستقبل واستباق الغرب في غزو الفضاء!
25. ليتني أفهم المغزى الأخلاقي والجدوى العلمية من استقباله الملاكم (محمد علي كلاي) كأنه شخصية خدمت البشرية وليس مجرد همجي يضرب وجوه الناس ويشجع على العنف وتكسير الفكوك! أهذا مما يُفخر به؟! أتتماشى رسالة التعليم مع هكذا سلوك عنيف قاسٍ؟! ثم من تكون الممثلة (رغدة) الفاسقة المتعرية لتدنس محراب العلم وصنع المستقبل؟! فهل هو حسنة وموضع مديح لرياضنا هذا أنه استقبل هكذا نماذج ونشرتم له الصور معها؟! وحتى لو كان مضطراً بأوامر عليا، فالقضية هي: هل يُحسب هذا له ويكون إنجازاً له ويأخذ الصور معه؟ هذه هي الحكاية يا أفندي!
26. وأما عضويته في الجمعيات والنقابات إلخ. طيب، أليس في النظام الشائع في هذه المؤسسات أنها ترحب بأصحاب المناصب العليا لتستقوي بهم وتستفيد من سلطاتهم وصلاحياتهم وعلاقاتهم؟ أوَ لا يضغط هؤلاء أو يعمدون إلى إغراء الجمعيات لينضموا إليها سعياً وراء مزيد من الألقاب والسفريات والإمتيازات أو حتى مطاردة سيدة حسناء سلبت لبّه؟! ألا يجب أن تكون الواقعية رائدنا في وصف الأشخاص، أم تريدون أن تقولوا إن (منظمات المجتمع المدني) كانت قوية وفاعلة في زمن الرئيس المتأله الذي حظر الفضائيات والنقال على شعبه حتى لا يتوعى ويفتح عينه على الدنيا؟!
27. وما دام رياضنا هذا (مثقف عضوي) ونجم ساطع، فليت مادحه هذا وهو يضع قبل اسمه لقباً فخيماً هو (الأستاذ الدكتور)، ليته يلقّننا معنى المثقف العضوي.. فأنا كل أعرفه هو.. السماد العضوي!
28. وهذا الرئيس الذي أكرمنا بحضور حفل تخرجنا، لماذا لم يشرفنا بوضع توقيعه على شهاداتنا؟! أكان لائقاً أن الشهادة قد صدرت بإسم الجامعة ولكن لم يوقعها لا رئيس الجامعة، ولا مساعده، ولا حتى عميد الكلية! بل معاون العميد.. (منير جميل).. ذلك الشائب الأصلع الذي لا يكف عن تدليع البنات؟!
29. على أن أطرف ما شهدته من دباغنا فهو أنني لا أنسى طريقة قراءته الفاتحة في حفل التخرج/1989 حين وقف ووقفنا معه، وما كدنا نستوي في وقفتنا حتى مسح وجهه بيديه منتهياً من القراءة ليجلس فوراً.. وهذا ما جعلنا نضحك عليه ونقول "إنه لم يقرأ الفاتحة، بل قال: واحد.. إثنين.. ثلاثة ثم جلس"! لابد أن هكذا ((فطحل)) صدّعوا رؤوسنا بالتطبيل له، له فهم للدين وقراءة للقرآن لا نفهما نحن ((الجهلة))!
30. حقاً كانت تتمثل الديمقراطية وتجديد حيوية الجامعات وضخ دماء جديدة في شرايين المنظومة الإدارية الجامعية، في.. تربع شخص واحد على رئاسة الجامعة لإحدى وعشرين سنة كاملة متصلة، ولم يقلعه من كرسيه الذي جمد عليه كالصنم غير سقوط ((بطل الشاشة))/2003 ! إنه الفطحل النادر.. رياض حامد الدباغ!
31. ما دام هذا هو حال جامعته المظهرية هذه، فهل من خريج واحد منها قد افتخر بأنه درس في جامعة رئيسها الدباغ؟ بمن يفتخر؟ بمن لا يعرف قراءة الفاتحة على أصولها؟! بمن يترك العمداء يغيبون على هواهم؟! بمن يتخلى عن طلبته ليضحك عليهم الأساتذة ويظلموهم بإعطاء الدرجات حسب المزاج والمصلحة والعلاقات الشخصية؟!
32. على أن أعجب ما في التعليقات –وكلها مادحة قارظة مباركة مثنية محيية!- هو ما صدر عن الأستاذ (صلاح سليم علي). فهو نفسه عانى من بلاء زنازين المخابرات الصدامية بوشاية باطلة، بل أنه طُرد من التدريس الجامعي لجرأته على النظام الإداري. وإذا به اليوم يمتدح أحد أركان الإدارة الصدامية! والحق أن هذا الكم من المادحين يشير إلى أزمة عقلية وأخلاقية أيضاً تقتضي وضعها على طاولة البحث وتشريحها من أجل صنع اليوم وتلمس خطى الغد.
33. ثم أن رئيسنا الموقر هذا، لم يجد مطربة تغني في حفل تخرج فرسان العلم وبناة المستقبل سوى (س.ع) المشهورة شعبياً بأنها (تكسي) أي.. زير رجال!
فهذا ما شهدته بنفسي عن هذا الرئيس الممدوح الذي هو (بتاع كله)! أقولها لوجه الله وللتاريخ الذي هو عندي شيء مقدس. وعلى كل طالب وأستاذ شهد عنه، أن يدلي بشهادته، كما أن على كل مادح له أن يتحاور بهدوء ليس من أجل هذا الشخص وذاك، بل لكي نتعلم كيف نفهم ما نقرأ، وأن نتعود على تحريك أذهاننا في مشوار سيرنا لصنع المستقبل.



#صباح_هادي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح هادي عبيد - خديعة مديح رياض الدباغ رئيس الجامعة المستنصرية بزمن صدام.. بين مديح الأشخاص وأمانة التاريخ!