أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زين العابدين الخباز - القادم المغربي















المزيد.....

القادم المغربي


زين العابدين الخباز

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 12:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشير مختلف الدلائل الاجتماعية-السوسيوالاقتصادية منها بالدرجة الاولى ثم الساسية- الى أن القادم بالمغرب سيتوج حثما بحركة احتجاجية خبزية عارمة آلها أبناء الهامش الاجتماعي ضدا عن وضعهم المأساوي والمبهم بهذا الوطن الجريح والمريض بداء ال المركز. إنه الوضع المبصوم بإنعدام الميكانيزمات وغياب الشروط الموضوعية للحياة.
فالهامش الاجتماعي المغربي بات على موعد مستمر مع نوبات وصدمات قبلية تشعره
وتعلنه كل فينة بالاختناق ومن تم الفناء, فهو متأزم بالمرة, عابس إلى النخاع, يكابد ويسارع الدهر بما فيه من أجل كسب لقمة عيش تهبه الحياة إلى أجله المكتوب , إنه مدمر إلى درجة لا تعقل, الدرجة التي وصل معها الفقر إلى العظام ليفعل فعلته فيه.
إن الهامش الاجتماعي المغربي بمختلف شرائحه وأطيافه يصلى جحيم الحياة ويغدق بسمها, فلا الاستاذ ناعم بوظيفته نظرا لحاله السوسيوثقافي, ولا الموظف الاداري العادي ولا العسكري ولا العامل في المصنع بالخصوص مرتاحون لوضعهم الاقتصادي والاجتماعي, كما أن الفلاح والتاجر والحرفي وغيرهم من ذوي الاشغال الخاصة لايوفرون لانفسهم الاكتفاء المعيشي-الا من رحم الله-, نظرا لضعف المردودية وهزالة الدخل....والتي مردها إلى غياب الدعم المخزني لهذه الاشغال وانعدام التأطير وفشاحة الغلاء اضافة الى القيود المخزنية المفروضة عليها ....
هذا الحال الاجتماعي دفع بعرمرم من ابناء الهامش الاجتماعي الى انتهاج كل السبل لكسب لقمة العيش, فمنهم من يلتقطها من قمامات الشوراع ومن مزابل الاحياء, على أن أخرون ينتهجون التسول بمختلف أشكاله سبيل لذلك, لتبيع عصبة عظمى لحمها وشرفها طوعا وكرها من أجل تلك اللقمة, بعد أن اتخدت طائفة حرفة النهب والسرقة طريقة لكسبها, دون أن ننسى أولئك الذين حاولوا أن يتجاوز الوضع المأساوي بمديونية البنوك لينقلب بعدئد السحر على الساحر كما انقلب على سحرة فرعون عليه لصالح موسى.
هكذا الهامش الاجتماعي المغربي تعيس بئيس لا لشيئ إلا لغباوة قرارات ال المركز, تلك القرارات الاقصائية له بالمطلق والمجحفة في حقه أبغض إجحاف, إنها تبلور على الأرض الواقع مقولة أحد جواميس المركز "جوع كلبك يتبع". فالتجويع هو الوشيجة الوصل بين المركز والهامش المغربيين على التوالي, ذلك لتكريس التبعية للمشروع المخزني "اللاديمقراطي" , انه يتلاعب بالبطون بغية قهر أصحابها وإهماكهم في البحث عن قوت لها دون أن يحاولو التفكير في مستلزمات اخرى هي أساس انسانية الانسان= الحرية- المساواة. لذلك نجده يوما بعد يوم يسعر أثمنة مختلف السلع إلا سلعة الاجارة, ويعزز الضرائب و فاتوراة الماء والكهرباء بأثمنة إضافية... إنهم يدينون الميكيافيلية, غايتهم في الصفوة السياسية تقودهم الى إنتهاج كل السبل والوسائل, حيث الغاية تبرر الوسيلة.
ولما كان دوام الحال من المحال وأن قوة الضغط تولد الانفجار كما يقول الفزيائيون. فإن الهامش الإجتماعي المغربي القاعدة الكبرى بهذا "الوطن" لن يبقى حبيس الحنجرة ودمه يسفك في وضوح النهار, إنه حثما لا يرضى لنفسه الوضع المفتعل على الارض ولا يقبل به, إنه ساخط عليه تمام التمام.
ذاك الموقف من الوجودي يتلجلج في صدر كل ابن من أبناء هذا الهامش, إنه قاسم مشترك بينهم, إنهم جميعا على استعداد لتفجير حركة إحتجاجية لارضائية على ما يفعل بهم من طرف أصحاب القرار. تلك الحركة بكل تفاصيلها مندلعة في النفوس ووجودها الفعلي متحقق في هذا المستوى اللامرئي. لكن لما لم تترجم بعد حكاية هذه التفاصيل على أرض الواقع, أي في الميدان؟ ألا تشكل حركة عشرين فبراير ما نتحدث عنه؟
إن ما يؤجل تلك الحركة التي قلنا أنها ستكون حركة خبزية لا "حزبية ولا سياسية (حركة عشرين فبراير)" يقودها ابناء الهامش الاجتماعي المغربي ذاته جملة من الاسباب هي من زرع ال السلط والقرار":
وأول هذه الأسباب هي أزمة ثقة بين أطراف الهامش الاجتماعي, أي المكونيين له. فالكل يشيطن الاخر ويعتبره على حد قولهم من "اصحاب الحال" و"انما هو يريدنا هلاكا", "انه يريدنا وسيلة لمئاربه الشخصية"....
أما السبب الثاني الذي يؤجل قيام تلك الحركة فهو موروث الخوف من الألة المخزنية التي فعلت فعلتها في الأجداد وفي الأباء ولا زالت تفعلها في الأبناء, ففي الساحة ولو بشكل ضئيل لازالت تتداول مقولات من قبيل "الحيوط بوليس" "الحيوط كيسمعوا" "لتحدثي فالملك ايقطعوليك لسانك"....وربما قد يعترض رب معترض ويقول إن خوف الشعوب العربية من حكامها قد انتهى, ودليل دلك واقع مشهد الربيع الديموقراطي, نحن بدونا نشيد بذلك. يقول راسل "إن الشعوب المغلوبة لن تطيع حكامها بعد الأن مهما أوتو من الحكمة والفطنة, وهذا سيدعوهم -أي الحكام- الى إستعمال العنف والقسوة, وذلك يقود الى الثورة". إلا أننا ومع ذلك نؤكد على شيئ وهو أن الخوف من الألة القمعية لم ينفني من صدور المغاربة تماما على الرغم من مشاهدتهم بسالة الأبطال الليبين والسوريين... والفلسطينين قبلهم جميعا.
ثالت هذه الاسباب هي بعض المتعقدات والنظرة الاجتماعية التي ينظر به كثير من أعضاء الهامش الاجتماعي المغربي الى بغض ال القرار, وفي هذا يقولون مثلا " إن الملك يبدل كل ما في وسعه لإقرار العدالة الاجتماعية إلا أنه محاط بكثير من" ولاد الحرام الشفارة"", ولا يفكرون قليلا ليعلموا أن نبتة الفلفل الحار لا يمكنها أن تعطينا تفاحا أو توتا.الحب الخبيث لا يعطي ‘لا الثمر الخبيث, والعكس بالعكس صحيح.
رابع الأسباب هي حركة عشرين فبراير التي قال فيها أحد الاصدقاء صاحب مقال "موضة عشرين فبراير" : "...انها لعبة نظامية صنعها النظام ذاته ليفش بها الغضب الجماهيري والاحتقان الشعبي الذي ظن - النظام- انه(العضب الجماهيري) قد يحدو حدو الحركات الاجتجاجية التي أسقطت زين العابدين وكانت تطالب بإسقاط مبارك..." ويبرر صيديقنا قوله هذا بالقول "إن الاستبداد قد يضحي بذاته من أجل ذاته, إنها سنة الاستبداد السياسي المغربي على مر التاريخ ". لا تهمنا مدى صحة وصلاحية هذا التفسير, ونحن لن نقدم أي موقف بهذا الصدد لئلا نزعج أحدا, أي أولئك الذين كانو فاعلين في حركة عشرين فبراير. ما يهمنا هو أن حركة عشرين فبراير كانت حركة حزبية سياسية بالدرجة الأولى على الرغم من أن شعارات خبزية رفعت فيها مثل شعار: " والعادوا والعاداو, زادونا فالما والضوا, بوطة غاز درت جنحين باش يطيب هاذ المسكين, الكوميرا درت الريش اش ياكل هاذ الدرويش ". أو شعار "ماطيشا ميا وستين اشيكول هاذ المسكين" وبعض الشعارات الاخرى التي كانت ترفع بين الفينة والاخرى, أي في اللحظات التي كان يعيي فيها شعار "الشعب يريد دستورا جديدا" حناجر أبناء الشعب, أو شعار " الشعب يريد اسقاط الفاسي", أو شعار "19 يطلع بارا" مع العلم ان الكثير لم يكن يفهم هذا الشعار (منهم انا لم افهمه في اللحظة الاولى وهو مادعاني الى طرح سؤال على احد اعضاء تلك حركة وبعدما اجابني ضحكت على نفسي)....فعلا لقد حققت حركة عشرين فبراير بعض المكاسب الصورية: "دستور جديد", "حكومة جديدة"... حركة عشرين فبراير إذن خففت من الاحتقان الشعبي, لكن هذا الاخير سرعان ما عظم شأنه بعد القرارات والسياسات التي أصدرتها الحكومة الملكية البنكيرانية من قبيل محاولات الداودي لالغاء مجانية التعليم, محاولات وضع قانون ينظم الاضراب, قمع حاملي الشواهد العليا المطالبين بحقهم في التوظيف المباشر, قمع حاملي شهادة الاجازة المطالبين بالتشغيل, الزج بأعضاء حركة عشرين فبراير في السجون, الاعتداء المجاني على ابناء بني عياش, الرفع من ثمن المحروقات ومن تم في المواد الغدائية وفي سعر التنقلات....
أما السبب االاساسي الاخير وليس اخيرا فهو غياب الوعي النظالي لذا الجماهير الشعبية, ربما نظرا لغياب من ينشره فيهم, أو عدم قدرته على ذلك, لكن مع ذلك نقول إن الفقر لما يصل الى العظام فإن الفقر هو الذي يسير يتكلم وليس ذات الفقير. وبالتالي فهي قادمة قادمة, ولما تصرخ الحناجر لا تنفع معها حينئد الخناجر.



#زين_العابدين_الخباز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الاجتماع


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زين العابدين الخباز - القادم المغربي