أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤمن عشم الله - العلمانية.....لماذا نحن بحاجة الي تنوعنا.















المزيد.....

العلمانية.....لماذا نحن بحاجة الي تنوعنا.


مؤمن عشم الله

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية ....لماذا نحن بحاجة الي تنوعنا وتعددنا؟!!
--------------------------بقلم /بريماكوف ديكوفيتش
كنا تحدثنا في مقالة سابقة عن التعددية والتنوع في المجتمع ودوره في الأثراء الفكري والأجتماعي الأقتصادي .وطرحنا الهند وأمريكا كأمثلة ...واليوم نعود فنقول
ماهي أفة الفكر في مجتمعنا المصري ؟!
بكل وضوح وبكل صراحة اقول أن أفة الفكر في مصر هي قبول الأخر وأقصائه بل يصل ذلك الي حد تحريم التعامل معه. قرأت فتوي من عدة أيام بعدم جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم.ثم صدمت حين سمعت عن فتوي أخري بجواز صداقة غير المسلم وكأن القرون التي تعايشنا فيها علي مر العصور كانت معاشرة في الحرام.
أدعو كل من يقرأهذه الكلمات أن يتسع صدره لما ساكتب ويتجرد مما بداخله من ميول واهواء ليكون محايدا فيستطيع الحكم علي الأمورة بصورة صحيحة.
هل المصريين أصبحوا أكثر تطرفا عما قبل؟ هل التشدد والتطرف نجح في تثبيت جذوره وتعميق أواصره في التربة المصرية؟ اسأل هكذا تساؤلات بعد أن سمعت من اصدقائي المسلمين – وأتشرف ان أقول أصدقائي وهم الذين يقارب أعمار أصغرهم من العقد السادس وأنا في سن أولاد أولادهم- سمعت منهم عن مصر في الزمن الجميل .عن السيدة جورجيت التي كانت تعتني باطفال مدام فاطمة لحين عودتها من العمل.سمعت منهم عن اسطح منازلنا في شبرا التي كانت تتقاسم الترمس والفيشار والذرة المشوي و حمص الشام والتمر و.....في سهرات رمضان. سمعت منهم عن عم ميخائيل التوتونجي- لمن لايعرف التوتنجي هو تاجر التبغ وصانعه- عم ميخائيل الذي كان يدخر معه كل ساكني الشارع أموالهم ومجوهرات كأمانة لحين أحتياجهم أليها. سمعت منهم عن عم محفوظ الباشكاتب الذي كان يلتزم بتعليم ابناء دائرة الباشا في الصعيد ويذكره الأسطي جمال رمضان الحداد ويترحم عليه وعلي أيامه.
جففت دموعي وتساءلت .....ماذا حدث. أجابني عم محمود بكلمات فيها عصير خبرات السنين ..أمة لا تستطيع صناعة مستقبل يليق بها فتحن الي ماضي جميل كانت محط أنظار العالم كله أنذاك....هي أمة فاشلة.
طرحت عليهم سؤالا ..هل هذه هي النهاية ؟ أم أن هناك أمل في استعادة هذا الزمن الجميل؟ ولم تأت الأجابة ....
فقررت البحث عن أجابة.
كيف نعود فنقبل الأخر ؟ وكيف نعود للمصالحة مع المجتمع؟....
بداية لا أشك أن هناك دعاوي تشجع علي رفض الأخر وتدعو الي رفض التعامل معه ...ويتساءلون لماذا نحن نحتاج الي التنوع ؟ سنكون أفضل حالا لو اصبحنا ننتمي الي مرجعية وأيدلوجية وفكر واحد فنلفظ الغريب من وسطنا ، ونقصي ونطرد كل من يخالفنا.
بدراسة بسيطة ونظرة سريعة الي المجتمعات القائمة علي التعدد وتلك التي تحوي فصيل واحد ينتمي الي مرجعية واحدة ....ماذا سنجد؟
أفغانستان ....حضارة وادي السند الضاربة في عمق التاريخ ...حول نهر السند ونهر جاجار ونهر ساراسفاتي.
ألي أين وصلت الأن وما الأسباب؟
وعلي نفس النهر ونفس المجري ونفس الحدود وتنتمي لنفس الجذور الحضارية ... جمهورية الهند ....أين وصلت الأن؟ وايضا ما الأسباب؟
أنه قبول الأخر...لم يناضل غاندي من أجل الهندوس ..أو السيخ أو المسلمين أو غيرهم من الأعراق والديانات التي لاحصر لها بالهند.بل ناضل ضد الأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس من أجل ...المواطنة.وعند أعلان الجمهورية الهندية وأقرار أعظم دساتيرها لم تجد صياغة للمواطنة سوي أقرار العلمانية فيقول دستورها في مقدمته ...الهند جمهورية ديموقراطية أشتراكية علمانية.
وعلي الناحية الأخري نجد جماعات أرهابية تكفيرية عميلة لأنظمة ذات مصالح غليا في الحفاظ علي وضع البلاد علي ماهي عليه الأن حرصا علي مصالحها -والحديث هنا عن أفغانستان.
كانت أفغانستان جزء من حضارة عريقة تستوعب التجارة بين جيرانها متميزة بموقعها الفريد . مارست الزراعة والصناعات في وقت كان الغرب فيه قابع في غياهب الظلام.ينسب الي حضارة بلاد السند أنها أول من علمت العالم فن النحت. اصاب بالذهول أحيانا حينما أفكر في جمال الدين الأفغاني ذلك المفكر العملاق والقامة الفكرية ورائد من رواد التنوير في الشرق هو نفسه المنتمي لأفغانستان بوضعها الأن ...ولا اعرف كيف تم ذلك و تفسيري الوحيد له ..هو الأقصاء و رفض الأخر ولا تفسير عندي غير ذلك.افغانستان التي راحت ضحية الحرب الأهلية التي اشعل فتيلها الكيان الأمريكي لزحزحة السوفييت الأشتراكيين عن حكم منطقة يرونها – أو هكذا كانوا يرونها- منجم ملئ بالثروات. فبدءا من السبعينات حتي مطلع الألفية الثالثة وحتي الان تقع أفغانستان تحت سلسلة من الحروب الأهلية الطاحنة التي دفع الشعب ثمنها من دمه و أقتصاده و ثقافته .يكفي أن تنظر الام وصلت المرأة الأفغانية الأن وماكانت عليه في الخمسينات.
اسمع أحدهم يسال ...ومالنا بأفغانستان المجتمع المصري له خصوصيته ولن يخضع ولن و...ولن ...ولن ..!!
وسلسة متواصلة من الرفض. لنهدأ سويا ونتأمل بعمق للحالة الأفغانية أنذاك وحالة مصر ومايصطلح بتسميته الكتلة الحرجة التي هي عليها الأن critical point.
وصول الأسلاميين للحكم في أفغانستان جاء نتيجة صفقة لضمان تحقيق مصالح أمريكية في المنطقة مغزاها تدمير النفوذ السوفيتي كما ذكرنا. وما أشبه من هم في الحكم الأن بمن نجحوا في الوصول الي سدة الحكم هناك وقتها.
لقد نجحت الحركات الأنفصالية الراديكالية في أفغانستان الي أقصاء وتهجير وقتل كل من يخالفها الرأي. وفرضت قيود شديدة علي المرأة والصحافة والأعلام . وشيئ مطابق لهذل حدث في أيران بعيد الثورة الأسلامية وأسقاط حكم الشاه ولكن بظروف مختلفة.
واليوم تعاني تلك المجتمعات من تخلف أقتصادي و سياسي ورجعية في كافة المجالات اللهم ألا تقدم بسيط في تصنيع السلاح النووي في أيران وذلك لم يأت نتيجة جهد او تقدم منها بل هو ما قام به خبراء روس بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي في 1985 وأعلان ميخائيل جورباتشوف أستقلال الجمهوريات السوفيتية المختلفة –و هذا ليس مجال بحثنا الان .
لم تحصد تلك المجتمعات سوي الردة في كل المجالات والرجعية والتخلف والأرهاب نتيجة لأقصائها الطوائف المختلفة. بأنهيار الحالة الأقتصادية تلجأ الجماعات الي العنف ولا حاجة لتفسير ذلك لأنه واضح وأمثلته واضحة جلية أمام أعيننا. قبول الأخر يعني التنوع والتعددية في المجتمع .قبول الأخر هو الضمانة الوحيد لعدم العنف والتطرف والأرهاب ....والعلمانية هي الضمان الوحيد لذلك لأنه لا قبول للتعددية بلا مواطنة ولاضمان للمواطنة بدون علمانية. هي سلسلة يجب أن نستوعبها .وخلاصة القول:
قبول الأخر يعني المواطنة والمواطنة تعني العلمانية
وكقاعدة عامة راسخة مختبرة...التقدم لا يصنعه فصيل واحد.
قوتنا في تنوعنا.....روعتنا في أختلافنا.



#مؤمن_عشم_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤمن عشم الله - العلمانية.....لماذا نحن بحاجة الي تنوعنا.