أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن حنا - ثورة أكتوبر وفلسفة التاريخ 2-2 | ثورة أكتوبر والمهمة القومية















المزيد.....

ثورة أكتوبر وفلسفة التاريخ 2-2 | ثورة أكتوبر والمهمة القومية


مازن حنا

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 12:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



تركت ثورة أكتوبر أثرها كونها قدمت إجابات حول مسائل كثيرة، وذات المسائل ما زالت تفرض ذاتها على الساحة العربية في ظل ثورات الشعوب العربية، ومن بين هذه المسائل؛ القومية وتحقيق الديمقراطية.

د. مازن حنا
نصدق القول في أن ثورة أكتوبر أنجزت وبنجاح ولأول مرة بشكل كامل وعادل في التاريخ المهمة القومية، حيث لم تجد المسألة القومية لها حلاً إلا في المجتمع السوفييتي الذي أبدعته الثورة. وقد أعطت الثورة الرد هنا على مقولات الاصلاحيين السابقين واللاحقين والحاليين التي تعتبر المسألة القومية ومسألة التحرر الوطني خارج نطاق النضال الثوري للطبقة العاملة ضد البرجوازية. وقد حول الماركسيون مستفيدين من دروس وآثار ثورة أكتوبر المسألة القومية من قضية داخلية إلى مسألة دولية إلى قضية تحرر وطني وقومي لجميع الشعوب المظلومة والمضطهدة، لأن المصلحة الحقيقية للبروليتارية ومن أجل التضامن الأممي تحتم القضاء على الاضطهاد القومي لا على الصعيد المحلي فحسب بل وعلى الصعيد العالمي محققة مقولة ماركس بأن شعباً يستعبد شعوبا أخرى لا يمكن أن يكون حراً.
وبهذا المعنى لم تكن ثورة أكتوبر روسية صرفة بل عبرت عن وحدة الشغيلة في العالم أجمع حيث الهدف هو القضاء على استغلال الانسان للإنسان وإقامة المساواة الاجتماعية والقومية .
ثورة أكتوبر والمسألة القومية
لقد حلّت الثورة المسألة القومية داخل أراضي روسيا والاتحاد السوفييتي فيما بعد عبر احترام جميع القوميات واحترام خصوصياتها ولغاتها وثقافاتها لدرجة إحياء لغات اندثرت وثقافات طُمست بفعل القمع، كما أنجزت مهمة تحقيق المساواة السياسية في مجلس القوميات بالسوفييت الأعلى حيث اصبحت جميع القوميات تتمتع بحقوق متساوية تعبر عنها مقاعد متساوية لكل قومية بغض النظر عن عدد السكان. وقد تم تطوير الثقافة وتطوير الاقتصاد بشكل متساو وضمن ظروف تحقيق المساواة الفعلية والكاملة بين الرجل والمرأة، وتحقيق المساواة في تنمية الكوادر حتى وصل إلى سدة الرئاسة في الدولة رفاق من قوميات صغيرة مثل ستاين الجورجي وميكويان الأرمني.
الطريق الى الديمقراطية عبر إنجاز المهمات الاجتماعية
اضافة إلى مسألة القوميات داخل الاتحاد السوفييتي افتتحت ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى عصر الثورات التحررية القومية وعصر استقلال المستعمرات حيث أن التسريع في إنهاء النظام الكولونيالي جاء نتيجة لثورة أكتوبر والنظام الاشتراكي الذي أقامته من الناحية العملية. وقد عمقت الثورة من ازمة النظام الرأسمالي العالمي العامة، وأصبح النضال من أجل التحرر الوطني والقومي نضالا من أجل الاشتراكية موجهة أيضا ضد الامبريالية والنظام الرأسمالي ككل.
وعلى حد تعبير لينين فإن ” الثورة الاجتماعية لايمكن حدوثها الآن إلا بوصفها عهدا يجمع بين الحرب الأهلية للبروليتاريا ضد البرجوازية في البلدان المتقدمة وبين جملة كاملة من الحركات الديمقراطية والثورية بما فيها حركات التحرر الوطني للأمم غير المتطورة والمتخلفة والمظلومة، لأن “النفاق الشديد والبربرية الملازمة للحضارة البرجوازية” كما يقول ماركس “يبدوان بمظهر عار أمام نظرنا عندما نتتبع هذه الحضارة لا في مواطنها ــ حيث تتخذ أشكالا متقاربة ــ بل في المستعمرات”.
وقد كان لأكتوبر تأثير مباشر على الوطن العربي وحركة التحرر الوطني من البداية ولكن لأن البرجوازية العربية شأن برجوازيات الدول المتخلفة في موقع التابع عجزت تاريخيا بسبب كومبرادوريتها ونمو الشرائح البيروقراطية والطفيلية فيها مع ضعف البرجوازية الوطنية وضرب عناصر الانتاج للابقاء على التخلف وإعادة انتاجه، وهي عاجزة الآن بسبب تبعيتها من التعبير عن إرادة الشعوب ومصالح الأمة في التحرر الوطني والديمقراطي والسياسي والاجتماعي في ظروف التهميش والتبعية في المحيط الرأسمالي وهي الظروف التي تنتجها الامبريالية، فاصبحت مهمة التحرر الوطني والديمقراطي والتحرر السياسي منوطة بنضال الكادحين في المدينة والريف من عمال وفلاحين وبمشروعهم الفكري والسياسي الذي تعبر عنه الماركسية، وبسبب ضعفهم فإن القاعدة المادية لتطور الفكر الماركسي كانت ضعيفة وأصبحت معها القيادات السياسية أقل إدراكا للمهمات الملقاة على عاتقهم الأمر الذي أثر على تطور الأحزاب الماركسية فيما بعد.
ومع ذلك كان تاثير أكتوبر على الصعيد الثقافي وصعيد الوعي مبكرا. وكان العرب من اول من استفاد من دروس ثورة أكتوبر على صعيد الوعي بعد ان كشفت الثورة اتفاقية سايكس ـــ بيكو ووعد بلفور، واتخاذها موقفا عدائيا واضحا من الاستعمار الذي راح يقسم العالم، حتى عند النخب الارستقراطية والاقطاعية والبرجوازية، ففي تصريح لشكيب أرسلان أكد فيه أولا على انه ليس شيوعيا ولم يقرأ ماركس ولكنه يعترف بأن “لينين كان اول من ألهم البروليتاريا شعور الصداقة الأخوية لشعوب المستعمرات وان الشيوعيين أول من بث هذه الأفكار وطبقها عنليا”.
وتأثرا باكتوبر شددت اللجنة السورية لتوحيد العرب في تقرير لها عام 1920 بعد الاحتلال الفرنسي على أنه يتوقف على اتحاد العرب والبلاشفة أمن العالم وسعادته، وتوجهت إلى موسكو بطلب إمدادها بالذخيرة والسلاح، واختتمت التقرير بالتحية للينين ورفاقه وإعلان عاش اتحاد جميع المسلمين والبلاشفة. مما يبين اطلاع اللجنة على رسالة لينين الموجهة للمسلمين وشعوب الشرق. وكان الاتحاد السوفييتي قد عرض على سعد زغلول عام 1919 تزويده بالسلاح إلا أنه رفض خوفا من الانجليز أو مهادنة لهم.
وقد شرح زعماء الحركة الوطنية العراقية في مذكرة لهم أرسلت لموسكو أسباب رفضهم للمعاهدة البريطانية العراقية، كما ارسلوا نسخة منها الكومنترن (تجمع الأحزاب الشيوعية العالمية) طالبين العون للتخلص من الاستعمار وطالبوا موسكو بعرض مذكرتهم على مؤتمر لوزان.
كما أثر في العرب موقف موسكو الرافض للانتدابين على سوريا وفلسطين عام 1927 اعتمادا على توصيف لينين عام 1920 بأن هذا الانتدابات هي للنهب والسلب.
أما في المجال الفكري فقد كان التأثير مبكرا أيضا حيث ترجم اول كتاب ماركسي عام 1922 وهو كتاب الدولة والثورة اذ ترجم عن الفرنسية وبعنوان “مذكرات لينين عن الحروب الأوروبية بماضيها وحاضرها” ونشر الناشر تعريفا بلينين على أنه مثل ماركس ترك المحاماة عن الأشخاص إلى مهنته الحقيقية وهي المدافعة عن الانسانية المظلومة والمضطهدة والمعذبة، وفي المقدمة وصف المترجم أحمد رفعت لينين بانه “العدو الألد لدول الاستعمار”، وقد كان ذلك قبل ترجمة خالد بكداش للبيان الشيوعي عام 1922 بأحد عشر عاما.
لقد ساعدت ثورة أكتوبر على بلورة الوعي الفكري والسياسي وخاصة في ثلاثينيات القرن الماضي على يد الحزب الشيوعي السوري ثم العراقي. وللمزيد يمكن الاطلاع على كتابات رئيف خوري وخاصة كتابه ” معالم الوعي القومي”الذي رد فيه استنادا إلى الماركسية على النزعات القومية البرجوازية وتشكل الأمم، كذلك كتابات سليم خياطة وخاصة كتابه “من وحي الاشتراكية ونهضة الشرق الفعلية، من وحي ماركس ونضال الحبشة ضد الرأس مال الأجنبي”، وهي من الكتب المبكرة.
دعونا نختم هذا كله بشهادة لعمر فاخوري المفكر القومي الوطني المعروف في كتابه “الاتحاد السوفييتي حجر الزاوية” المنشور في بيروت عام 1942 إذ قال “لقد حلمت البشرية منذ أجيال، بعالم غير عالمنا، يخلو من الفقر والظلم والجهالة… إن الاتحاد السوفييتي لأعظم خطوة، بل قفزة قفزها التاريخ نحو هذا المثل الأعلى، فهو يحمل في صدره التراث القديم، تراث الشوق إلى المدينة الفاضلة. إن المبدأ الأساسي القائل ان الانسان هو محور العالم واثمن مافيه، وإن مبادىء الثورات الانجليزية والامريكية والفرنسية، وإن رسالة الديمقراطية الصحيحة، وإن النهضة العلمية التي تستهدف السيطرة على الطبيعة وتسخيرها لخير الناس.. كل هذه العناصر قد اجتمعت، كأنها على موعد لقاء، في نظام الاتحاد السوفييتي”
لقد بينت ثورة أكتوبر أن هذا الحلم الذي تحدث عنه عمر فاخوري هو حلم قابل للتحقيق وقد تحقق لفترة من الوقت بفضل ثورة أكتوبر التي أرست قواعد جديدة للنضال السياسي بحيث لا يمكن أن تحدث ثورة اجتماعية ناجحة بعد الآن إلا على أساس ثورة أكتوبر ودروسها في فلسفة التاريخ.



#مازن_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة أكتوبر وفلسفة التاريخ 1-2


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن حنا - ثورة أكتوبر وفلسفة التاريخ 2-2 | ثورة أكتوبر والمهمة القومية