أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رجاء رنتيسي - نهاية الاشياء














المزيد.....

نهاية الاشياء


رجاء رنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 15:25
المحور: الادب والفن
    


لماذا تبدو الاشياء, كل الاشياء حتى الزعتر والزعفران, حتى القمح وقصب السكر ومياه الشرب واحذية المارين على الطرقات ووجوه من احبهم ومن لا ادري ان نفذ رصيدهم في بقعة احتلوها من قلبي وكل ما مر امام ناظري خلال سنوات عمر ليست بالقليلة وكل الصور التي ابكتني واضحكتني والافلام التي جذبتني فشاهدتها حتى النهاية وتلك التي اطلت النظر محاولة استجماع تركيزي ومتابعتها دون جدوى. كلها نفذت كلها نفقت كلها تلك الاشياء تتدحرج باتجاه نهاية ما .
اشعر بقوة بنهاية الاشياء, احساس جارف ببرودة وصقيع وغياب كامل لشمس صباحية تاتي محملة بغناء فيروزي يوحي بحب قديم وباب عتيق يغلق على فتاة صغيرة تمتهن غناء الحنين لحياة خارج البوابة. لم تعد هناك وشايات ببدايات جديدة. ليس ما يوحي باي قادم مبتسم او اية مراة تعكس قواما رشيقا لفتاة عشرينيه تحتفل بعينيها تنكشفان على عالم من المتعة والحلم. هي النهايات فقط تحتل المرايا والبوابات والمساحات والحلم.
نهاية الاشياء لا بدايتها. نهاية الغرام المزمن والمبادئ المقدسة والمحرمات والممنوعات والخطايا. نهاية الحب العذري ولهفة اللقاء بقصاصة ورق معطرة تحتوي كلمه اوكلمتين . نهاية الحتميات والايمان المطلق بدورة التاريخ ونظريات الجدلية الديالكتيكية, نهاية الحق المطلق , نهاية الفضيلة والمدافعون عنها بقوة. نهاية كل ما له علاقة بما استيقظت يوما وظننت انه ابيض فاتضح ان السواد يحتفي في طياته. هناك نهايات تتدحرج امامي, احاول التقاطها لعلي امسك باي منها لامنع تدحرجها لكنها جميعها تتدحرج الىالمجهول بتسارع غريب.
هي نهاية لضحكات خارجة من القلب ونظرات بريئه طيبة توحي بامان وثقة.. نهاية لخصلات شعر طبيعية تتدلى بحرية على كتف مرفوع وتطير بفرح في سماء مدينة لا زالت تقطر بندى صباحي رطب يبلل الخصلات ويزيدها لمعانا. نهاية العيون المتلصصة للنظر الشبق دون الايحاء به. نهاية لامان في عيون من تشكي لهم هما طارءا ومن تناقش معهم فقرة من كتاب نال اعجابك. نهاية لوجبة طعام اعدت بشغف لقاء يجمع الجميع فردا, فردا دون استثناءات. نهاية رنين هاتف قديم يصلك بصوت من الماضي يعلن عن اشتياق لجلسة طاولة مستطيلة في مطبخ صغير كل محتوياته في متناول اليد. نهاية عمر مضى برومانسية انتصار الخير, انهزام الشر.
الاشياء, كل الاشياء تخرج من قشرتها, تعلن انتهائها وتدحرجها الى مجهول ما. هي نهاية ما لما كان يوما عندما ظهرت اسمائنا في سجل المواليد بدايات لاشياء ازاحت عن كاهلها نهايات اخرى كانت تبدو اكثر جمالا.



#رجاء_رنتيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جمعية البستان سلوان تختتم دورة باللغة الانجليزية لشباب القدس ...
- -كول أوف ديوتي- تتحوّل إلى فيلم حركة من إنتاج -باراماونت-
- ثقافة -419- في نيجيريا.. فن يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية
- بريق الدنيا ووعد الآخرة.. قراءة في مفهومي النجاح والفلاح
- يجسد مأساة سكان غزة... -صوت هند رجب- ينافس على -الأسد الذهبي ...
- شاهد..من عالم الأفلام إلى الواقع: نباتات تتوهج في الظلام!
- مقاومة الاحتلال بين الكفاح المسلح والحراك المدني في كتاب -سي ...
- دور الكلمة والشعر في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية
- لا شِّعرَ دونَ حُبّ
- عبد الهادي سعدون: ما زلنا نراوح للخروج من شرنقة الآداب القلي ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رجاء رنتيسي - نهاية الاشياء