أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم النصيري - القصة التفاعلية بين الاضافة والفقدان














المزيد.....

القصة التفاعلية بين الاضافة والفقدان


ميثم النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


االقصة التفاعلية بين الإضافة و الفقدان
بقلم / سعاد بن صافي / الجزائر
إذا كان الأديب يحاول منذ زمان بعيد أن ينقل أحداث ومسارات من جيل إلى جيل بطريقة فنية وخاضعة لقوانين شكلية و معنوية يبنى عليها سرح أشكال الأدب المختلفة من رواية, شعر..وقصة .فهل على الأديب و القاص بشكل خاص أن يخرج بالقصة من المألوف ليبهر القراء بفن غير معروف أطلق عليه صاحب الفكرة القاص و المبدع صالح جبار محمد بالقصة التفاعلية.الذي خرج فيها بالقصة من نظامها القديم إلى نظام جديد تبنى عليه, وإذا كان الأمر كذلك فماذا أضافت هذه الأخيرة و ماذا فقدت؟

إن القصة التفاعلية إنتاج أدبي تمخض عن عقول إبداعية أرادت التجديد بعد الركوض و التقدم بعد الرجوع و كسر القيود و دفع الثقافة عامة و القصة خاصة إلى الأمام و كان القاص العراقي صالح جبار محمد السباق لفكرة إنتاج حلقة اتصالية بين القاصين تتمحور حول موضوع واحد ,صاحب الفكرة تجود أنامله بالمقطع الأول و المشتركين يكملون الباقي كل قاص يكتب مقطع متمم للأول و هكذا دوليك حتى نهاية القصة أين تتفاعل آرائهم وتتكامل فيما بينها و يلتقون حول فكرة واحدة و آراء متقاربة ,فيقدم القاص الثاني مقطع يكون متمم للمقطع الأول الذي كتبه قاص يختلف عن الثاني ,كل قاص يتفاعل في مقطوعته بخلفيته الثقافية و المعرفية ,ولمسته الخاصة الذي يضفيها حول الموضوع ,فتتناغم هذه اللمسات الخاصة و الآراء المشتركة لصنع جوهرة جديدة بساحة القصة العربية عامة و العراقية خاصة .فوجد صالح جبار محمد لفكرته الواحة الأرحب بما وسعت ضلالها من طعم المعرفة والصدر الأرحب الذي رحب بهذه الفكرة الجميلة و الإبداع الفني والفريد من نوعه بعد الجمود و المغلات و المحبات للتقليد .
بزغت شمس أول قصة تفاعلية لصاحب الفكرة القاص والمبدع صالح جبار محمد وبالاشتراك مع أربع قصاصين كتب المقطع الأول صاحب الفكرة و المقطع الثاني علاء حميد الجنابي و الثالث للقاص سعد عباس السوداني أما المقطع الرابع بقلم عبدالكريم حسن مراد ,وطرح هذا النسيج المتلاحم بأقلام مختلفة على نقاد وقاصين لهم باعهم بنقد و الكتابة و بعد الأخذ و رد خرجوا بالموافقة على هذا الإبداع المعاصر لمسايرة العصر الذي أصبح فيه الاتصال حتمية وضرورة لا يمكن تجاهلها أبدا ,خصوصا بعد تعدد وسائل الاتصال المختلفة التي يتفاعل معها الناس و في هذا السياق جاءت القصة التفاعلية لتمسح الغبار على القصة و تسايرها بالعصر و تعيد للمقروءية مكانتها و إعطاء القراء نفس جديد يتوازى مع عصر الاتصال و نبض آخر لقلب و قالب القصة التقليدية.
و من خلال هذا التفاعل و العمل المشترك الذي يجعل القاص الثاني يضيف ما لم يستطع أن يلم به الأول بدون الخروج عن الموضوع,فالقاص لا يستطيع أن يلم بكل جوانب الموضوع حتى يترجمها ,و كأن كل واحد يأخذ جانب من الجوانب بمقطعه ليتتبعه و يتنقبه ليصل بنا إليه و يصل به لنا كقراء ينوه بكل تفاصيله بفن شكلي و معنوي للمقطع على غير عادة القصة الذي يتناولها قاص واحد من بدايتها إلى نهايتها ففضلا على ذلك حينما يكون العمل مشترك تكون نسبة الموضوعية طاغية على النص.إضافتا إلى الاهتمام بجماليات النص الفنية من انتقاء للألفاظ و العبارات و الموسيقى الداخلية التي تتوغل بنفس القارئ حتى تبعث فيه الراحة و اللهفة للقراءة والموسيقى الخارجية التي تجذب السمع جذبا,إضافتا إلى المعنى الذي يفضي بالقارئ لما يود و يرغب و ينعكس على سيرورة حياته.
و لكن رغم كل ما حققته القصة التفاعلية من فن شكلي و معنوي يفضي بها إلى أن تغني المكتبة العراقية بإنتاج مميز ونوعي, إلا أنها دخلت هي الأخرى بدائرة فقدان النظرة الواحدة التي تتمخض عن قاص واحد بتحليله و تعليله الشخصي و بفكرته.
فمن الأكيد أن القاص المشترك لا يستطيع أن يغور بأجواء صاحب الفكرة و لا يستطيع أن يسبح بخياله ,و لا يطابق أسلوبه أسلوب الآخرين حتى تخلص القصة التفاعلية من بدايتها حتى نهايتها بأسلوب فني معين و نفس و خيال و لمسة واحدة تدور حول فكرته الخاصة بدل الانتقال من مقطوعة إلى مقطوعة أخرى من قاص إلى قاص آخر ,فالأكيد أننا مهما تفاهمنا و تقاربنا حول موضوع واحد سنختلف بمداركنا ومعارفنا و خلفياتنا الثقافية و ظروفنا الاجتماعية.
بذلك الاتصال بالقصة و امتزاج القاصين و تفاعلهم الوجداني و العقلي قد يغير بنمط القصة ..قد لا ينتج قصة بل مقطوعات متقاربة بالموضوع ,مختلفة بالنفس و الأسلوب الذي يعتبر بطاقة تعريف للكاتب و بذلك و كأنهم ينتقلون من مقطوعة إلى أخرى بنفس تختلف عن الأخرى ! و الاتصال بالقصة و امتزاج القاصين و تفاعلهم الوجداني و العقلي حول موضوع قد يغير بنمط القصة من..إلى,قد لا ينتج قصة بل مقطوعات متقاربة بالموضوع ,مختلفة بالنفس و الأسلوب و الإدراك و بتالي إحداث فجوة بين المقطوعات.
فعلا أن القصة التفاعلية أفقدت عنصر القصة التي تبنى على وحدة المبنى بشكله الحسي و المعنوي ,لكنها تقربت أكثر من عصرها و عصر قراءها و مسحت الغبار عن القصة ,و شاركت المجتمع بظروفه الآنية بكل ما يدور حوله من تكنولوجيا و اتصالات ,و بذلك قاربت الاتصال العصري ,فالناس اليوم أصبحوا في اتصال دائم عبر وسائل الاتصال الحديثة وبذلك تغير وتوسع مصلح الإعلام إلى إعلام واتصال هذا الأخير الذي يشمل أكبر مساحة ممكنة و بذلك بدل أن يقوم القاص بتبليغ و إعلام فكرته بأسلوبه الخاص و بخلفيته الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية.شارك قاصين آخرين بخلفيات مختلفة حتى ينوب مناب الناس بكل خلفياتهم و يشارك بذلك أكبر عدد ممكن ,و القارئ الذي لم يعجبه أسلوب قاص قد يعجبه أسلوب الآخر أو الآخرين.

و بذلك إذا و ضعنا الإيجابيات بكفة و السلبيات بكفة أخرى .تنقلب الكفة إلى الإيجابيات و تخف بسلبيات و بذلك كانت الإضافة أكثر من الفقدان !

بقلم سعاد بن صا في






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائد القصة التفاعلية :


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم النصيري - القصة التفاعلية بين الاضافة والفقدان