مسلسل النضال الفيسبوكي (1) – الطريق إلى الشهرة

عصام علاء الدين الحلاق

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 10:51
المحور: كتابات ساخرة
    

يقولون أن الإعلام الجديد سهل ، رخيص ، سريع ، وأطلق عليه أحدهم بـ منبر من لا منبر له (منبر الفقراء) الذي سمح للملايين بالتعبير عن صوتها ووصف بأنه صوتهم الداخلي المعبر عن إرادة اليوم وتطلعات الغد بلا صنعة ولا تكلف بل عفوية تنسجم مع طبيعة الإنسان ونفسيته وطموحه ليطاله وصف آخر بأنه إعلام تفاعلي ألغى سلطة الرقابة ولا وجود لرئيس التحرير فيه إنما الرقابة تكون ذاتية تنطلق من الإنسان بذاته.
فالإنسان ليس حجراً ولا حيواناً ولا نباتاً يكفي أن توفر له الهواء والماء والطعام لينمو بل هو عقل يفكر وروح تتطلع وقلب ينبض.
ونبدأ اليوم من مفارقة حول نقيض فيسبوكي :

كتبت (هاي) وكأنها أطلقت النفير العام لمئات الإعجابات والكثير من التحيات وبعد.
انتهت من جولتها في عالم الفيسبوك وقررت بأن تعزف بـ أنمالها الحريرية كلمة وحيدة أخيرة (باي) وهنا بدأت المأساة وتعالت الأصوات المكلومة والمألومة مع مشاهد النواح واللطم والحزن الشديد على فراقها والنتيجة ليست إلا قوافلاً من الاعجابات على شكل أمنيات بليلة هانئة وأحلام سعيدة علها تراهم في ذاك الحلم يصطفون فرساناً على الحمير البيض في ليلة الزفاف المنشودة ...
أما (عشم) فقد استيقظ كعادته في التاسعة صباحاً .. أعد قهوته ، أشعل سيجارته ، أحضر ورقة بيضاء ، أمسك قلمه ، حلق بأفكاره في سماء تأملاته ..
وعلى أنغام سمفونية مطرقة جاره النجار كان قد انتهى من كتابة قصيدته مرفقاً إياها بلوحة موسيقية لصاحبة الصوت الملائكي .. حينها وبكل إصرار ضغط الزناد على (Enter) بعد أن تخطت الساعة الثانية عشرة ظهراً أولى دقائقها .. وهنا بدأ الانتظار يخيم على مشهد عشم ومن حوله أوراقه المهترئة وسجائره التي لا تلبث وأن يتلاشى دخانها حتى يشتعل فتيل أخرى ..
ما أجملها من قصيدة وما أعذبها من كلمات وما أرتبها من أبيات وما أطربها من موسيقى فيروزية لم يكترث لها أحد ولا للقصيدة العشمية التي استغرقت علبة سجائر وثلاث دورات كاملة في حلبة عقارب الساعة ..
أمسى عشم وحيداً ، متنقلاً في عالمه الافتراضي ، طارقاً حائط أصدقائه علّه يعلم سر التواصل مع الآخرين نحو طريق الشهرة ..
ترى هل علمتم أنتم ؟

(عشم : شخصية فيسبوكية من محض الخيال لكنها قد تنطبق على الكثير من رواد الفيسبوك )

#عصام_علاء_الدين_الحلاق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل