أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء غزالة - لا عذر لانتهاك حقوق الإنسان














المزيد.....

لا عذر لانتهاك حقوق الإنسان


علاء غزالة

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 10:05
المحور: حقوق الانسان
    


دأبت قناة (العراقية) الفضائية خلال الأسابيع الأخيرة، على عرض اعترافات لـ(إرهابيين) تم اعتقالهم على يد قوات الشرطة والحرس الوطني (الجيش العراقي). ولاقت هذه الاعترافات صدى واسعا لدى الشعب الذي ضاق ذرعا بالممارسات الإجرامية المتكررة التي يقوم بها أناس ادعوا أنهم (يجاهدون) من اجل (تحرير) العراق. تلك الممارسات المستهجنة من التفجيرات العشوائية، والاغتيالات المنظمة، والإرهاب عبر الانترنت والفضائيات، ربما جعلت الكثيرين يغضون النظر عن طبيعة الاعتقالات وكيفية الحصول على الاعترافات من الأشخاص الذين يتم عرضهم على أساس أنهم (مجرمون) أو (إرهابيون).
ومع أننا ندرك أن قوات الشرطة والحرس الوطني تلعب دورا مهما في محاولة القضاء على تلك العناصر المخربة، إلا أننا في نفس الوقت ندين انتهاكات حقوق الإنسان التي تجري عبر شاشات الفضائية العراقية.. ليس لأننا نعتقد أن هؤلاء الأشخاص أبرياء، ولكن لان القانون والدستور (المؤقت) كفل لهم حقوقا معينة يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار، والا فإننا نتجه بعكس التغيير الديمقراطي الذي يفترض انه بدأ يشكل نقطة انبعاث لكل دول المنطقة.
من تلك الحقوق عدم عرض تلك الاعترافات قبل محاكمة المتهم وإدانته، أو الحصول على أمر قضائي يسمح بهذا الإجراء.. وحتى في هذه الحالة، لا يجب التنكيل بهؤلاء، ووصفهم بصفات رذيلة، وسبّهم ومعاملتهم بطريقة استعلائية، ومن المأثور (من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر). إذا كان هناك ضرورة لعرض الاعترافات، ووافق الأشخاص بمحض إرادتهم، وتم الحصول على أمر قضائي يسمح بذلك، فان الاعترافات تلك يجب أن تصف الوقائع، والوسائل، والنتائج للأفعال التي ارتكبوها، وان تكون مقرونة بالأدلة المادية.. لا أن تكون ساحة للتشفي وإظهار القوة والمقدرة. وقد كنا نطمح أن تكون منظمات حقوق الإنسان وبالأخص وزارة حقوق الإنسان أكثر اهتماما بهذه القضية، ولكنها صمتت بشكل غريب تماما!
ثم، ما الداعي إلى وصف احد المتهمين بأنه من عائلة منحطة يمارس كافة أفرادها الرذيلة والقيادة؟ وماذا سنستفيد من هذه المعلومة؟ إن من يقوم بنسف جسر أو قطع رأس أو خطف طفل، لهو مجرم سافل، ولن يكون لتاريخه أو سمعته تأثير على النتيجة. وقد قال تعالى (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). اذاً، من يعترف بالقتل فقد اعترف بأنه ارتكب فعلا آثما، اشد من القيادة والزنا، ولا قياس.
وقد راعني أن اشهد إمام جامع في الموصل، بلحية بهية طليقة منذ سنوات على ما يبدو، يُجبر على الاعتراف بأنه مارس (اللواط) في المسجد، ولذلك طرد منه.. مع انه اعترف بالتحريض على أعمال العنف، وحضور جلسات الإعدام دون اعتراض عليها، وبرر ذلك بأنه من تزيين الشيطان. وكان الأجدى أن يسمح لهذا (الإمام) بالتحدث عن كيفية انحرافه نحو الضلال، ثم كيف ثاب إلى رشده، وعرف طريق الحق، ليكون عبرة لغيره، وسببا لتوبة آخرين لازالوا سادرين في غيهم.
على أن الشرطة تريد أن تقنعنا أنها تعمل على إجتثاث (الإرهاب) وأنها تسيطر على الشبكات الإرهابية، بل هي في طريقها للقضاء عليه تماما، في الوقت الذي يستمر الإرهاب بالسيطرة على مجريات الأحداث اليومية بنفس الوتيرة السابقة.. وبدلا من التحقيق في حوادث التفجير اليومية، واقصد التحقيق الجدي للوصول على العناصر التي تقدم الدعم والإسناد والمعلومات للعمليات الإرهابية، والمبنية ضمن هيكل الدولة من شرطة وحرس وغيرهما.. بدلا من ذلك تعرض (العراقية) الاعترافات على أنها نصر حاسم في تلك المعركة. والمثير للاستغراب، أن تفجير الحلة الدامي وقع بعد عرض الاعترافات، وكان تفجيرا انتحاريا. ولا أظن هذا الانتحاري كان (قوادا) وإلا لفضل الحياة. وأوقع هذا التفجير ضحايا كثيرة بسبب سوء الإجراءات الأمنية حول موقع التفجير. ثم هوجمت قبل أيام وزارة الزراعة وفندق السدير ببغداد بـ(شاحنة نفايات) مفخخة يقودها انتحاري!! فمن أين جاء بها؟ ورغم كثرة ما يعرض من (إرهابيين) في الموصل، إلا أن ذلك لم يمنع انتحاريا من تفجير نفسه في موكب عزاء، ثم يُقصف الموقع نفسه بمدافع الهاون لمنع تشييع الشهداء، فأين سيطرة قوات الأمن على الموقف؟
نأمل أن تنظر أجهزة الشرطة، وباقي أجهزة الدولة، إلى نفسها أولا، وتعمل على تنقيتها وتنظيفها وإزالة العناصر الخبيثة، قبل أن تعمل على تشويش الحقائق على الشعب المسكين، وتحرمه من حقوقه الأساسية، مرة أخرى. إذ أن انتهاك حقوق عراقي واحد، يجب أن ينظر إليه على انه انتهاك لحقوق جميع العراقيين. ولنتذكر جميعا عذر صدام في جميع جرائمه، انه كان يريد إحلال الأمن والاستقرار في البلاد. ولا أجد عذرا آخر لما تعرضه قناة (العراقية)، التي تدار من قبل الدولة.



#علاء_غزالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباجة جي.. وااسفاه !!
- ما رأيك..؟
- لمن سأدلي بصوتي؟
- نخسر معركة، ام نخسر الحرب؟
- انتخبوا مرشحكم...!
- في استبيان لتوجهات الرأي بشأن الانتخابات القادمة حظوظ الاسلا ...
- تصريحات الشعلان .. وسياسة القاء التبعات
- رهان التوقيتات ومأزق الانتخابات العراقية
- نيات حسنة.. واشكالية الاعلام العربي
- صلاحية النظرية التأمرية.. الايمان اول اثبات
- البدر العاصي
- الجهاد كنظرية اممية
- هل ان العراق وفلسطين حالة واحدة؟
- ليست بالاغلبية وحدها تنجح الانتخابات
- التوافق وطريق الفوز بالانتخابات
- من المستفيد من غسل الدماغ العربي؟
- نظرية في فوز بوش بالانتخابات الرئاسية
- رحل زايد.. صاحب المبادرة الوحيدة لانقاذ الشعب العراقي
- اعرف من سيفوز في الانتخابات الامريكية
- عَلَم السعودية


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء غزالة - لا عذر لانتهاك حقوق الإنسان