أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء غزالة - ما رأيك..؟














المزيد.....

ما رأيك..؟


علاء غزالة

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد (نجاح) الانتخابات العراقية التي تمثل اول عملية ديمقراطية (حقيقية)، رغم انها تعرضت لبعض الانتقادات، لا يسع المرء الا ان يستذكر حال الشعب العراقي قبل اقل من عامين. فقد تواردت الى خاطري طرفة كانت تروى ايام نظام الطغيان في العراق، عندما كانت الافواه مكممة والعقول محجمة والاراء مصادرة. فقد جمعت مقابلة اذاعية ثلاثة صحفيين، امريكي ومصري وعراقي. وكان ان قدّم المذيع سؤاله قائلا: "ما رأيكم بازمة (اللحمة)"؟ فقال الصحفي الامريكي: "انا اعتذر عن الاجابة لانني لا اعرف معنى (الازمة)"، وقال المصري: "انا اعتذر عن الاجابة لانني لا اعرف (اللحمة)"، وقال العراقي: "انا اعتذر عن الاجابة لا انني لا اعرف (ما رأيك)". تلك كانت صورة العراق، على كل حال، في زمن العتمة الصدامية.

ولكن محتوى هذه الطرفة تغير اليوم بشكل كبير. فبعد الهجوم (القاعدي) على قلب الولايات المتحدة الامريكية اضحت كلمة (ازمة) مألوفة لاسماع مواطنيها، وبعد الانفتاح الاقتصادي والابتعاد عن شعارات الحرب المصيرية وتوجيه الموارد نحوها، عرف الشعب المصري (اللحمة) وصارت شيئا عاديا كما هو الحال في جميع انحاء العالم. وبعد انتحار نظام صدام في حربه الاخيرة، تفجرت حرية الشعب العراقي، بما يجعل لكل مواطن عراقي رأيا يعبر عنه بكل حرية، بغض النظر عن اي اعتبار اخر.
ولكن (الحرية) التي حصل عليها العراقيون، رغم انها ذات اكبر مساحة بين دول وشعوب المنطقة، الا انها لا زالت تصدم بموانع تحددها الى حد ما. فحرية التعبير عن الرأي التي يكفلها الدستور (المؤقت) تمارس بشكل واسع، في الصحف والمذياع والتلفاز، وفي المقاهي والنوادي والبيوت. ولكن هناك مرادف لحرية التعبير عن الرأي وهو حق الاخر في الاختلاف. ان التعبير عن الرأي وحق الاختلاف لا يعتمد بشكل اساسي على عدد وتوزيع الاراء، اذ لا يعني وجود عشرة اشخاص متفقين على رأي، ان الشخص الذي يختلف معهم بالضرورة على خطأ. وكثير من الناس، وبالاخص المثقفين منهم، يقعون في هذا الخلط. فالدعوات الكبرى في التاريخ بدأت باشخاص يختلف معهم اكثر من حولهم، دون ان يمنعهم ذلك عن الاستمرار في الدعوة وكسب التأييد لها.
من ناحية اخرى، فان محاولة السيطرة على عقول الناس، باستخدام طرق الضغط التقليدية، مثل الادعاء بحيازة العلم، او الاستناد الى المقدس، هي امر يقاطع تماما حرية التعبير عن الرأي، اذ انها تتضمن الغاء وتهميش الاخر طالما كانت النتيجة محسومة لصالح المدعي سلفا. والرأي العام ليس ميدانا للاختصاص، كما هو الحال في ميادين العلم والفن والادب المختلفة. بل هو مجموعة اراء فردية يعمل المجتمع على تنقيحها وصقلها واخراجها بشكل يخدم اكبر شريحة ممكنة، ويعبر عن وجهة نظرهم. وليس شرطا ان تكون هذه الشريحة ممثلة لطائفة او عشيرة او عرق، بل ان الشريحة قد تكون جميع الشعب، او اجزاء منه تجمعها المصلحة المشتركة.
والرأي العام، بعد ذلك، مقياس نجاح اداء الحكومة واستقرار ومتانة النظام السياسي.. لذلك فمن الخطر التحكم به بالتوجيه والاشراف، اواعتماد وسائل التمويه واخفاء الحقائق او استعمال ضغوطات نفسية او عقائدية او فكرية، للوصول الى رأي عام مساند. ورغم ان السياسيين طالما عمدوا الى مثل هذه الوسائل للوصول الى مآربهم، على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، الا ان القادة الذين يذكرهم التاريخ بكل اجلال واحترام لا يلجأون الى مثل الاساليب. فالخداع ليس الا خداعا،وان تعددت وسائله وتزينت طرقه، وسينكشف في وقت لاحق، وسيكون الثمن عندذاك فقدان الثقة، بهؤلاء السياسيين اولا، ثم بالنظام السياسي اخيرا



#علاء_غزالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن سأدلي بصوتي؟
- نخسر معركة، ام نخسر الحرب؟
- انتخبوا مرشحكم...!
- في استبيان لتوجهات الرأي بشأن الانتخابات القادمة حظوظ الاسلا ...
- تصريحات الشعلان .. وسياسة القاء التبعات
- رهان التوقيتات ومأزق الانتخابات العراقية
- نيات حسنة.. واشكالية الاعلام العربي
- صلاحية النظرية التأمرية.. الايمان اول اثبات
- البدر العاصي
- الجهاد كنظرية اممية
- هل ان العراق وفلسطين حالة واحدة؟
- ليست بالاغلبية وحدها تنجح الانتخابات
- التوافق وطريق الفوز بالانتخابات
- من المستفيد من غسل الدماغ العربي؟
- نظرية في فوز بوش بالانتخابات الرئاسية
- رحل زايد.. صاحب المبادرة الوحيدة لانقاذ الشعب العراقي
- اعرف من سيفوز في الانتخابات الامريكية
- عَلَم السعودية
- الدور الشعبي في تحديد النظام الانتخابي
- التطرف والارهاب في الميزان


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء غزالة - ما رأيك..؟