أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر مجيد الشاهين - الحقيقة لا تُجزَأ يا مؤسسة السجناء السياسيين














المزيد.....

الحقيقة لا تُجزَأ يا مؤسسة السجناء السياسيين


شاكر مجيد الشاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 17:32
المحور: حقوق الانسان
    


ليس من الغريب أن تفوِّت المحاصصة فرص التنمية في بلدنا . وليس من الغريب أن تعرقل المحاصصة مسيرة العملية السياسية في بلدنا . وليس من الغريب أن يعلو تراب المحاصصة فوق قوانين وتشريعات لها الأثر الكبير في تقدم مجتمعنا العراقي خطوات جريئة الى أمام . وليس غريباً أن تطال يد المحاصصة قرار الدولة السياسي . وليس غريباً أن تكون المحاصصة السبب الرئيسي في أطماع المحيطين ببلدنا وحتى البعيدين عنا . وليس الغريب أن تخلق المحاصصة أجواءً لفعل الردّة الى العهد السابق وممارساته القهرية ضد شعبنا .
فقد غزت المحاصصة كل أبعاد حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فلم يعد قانون يعلوعلى قانون المحاصصة ، وكأن الدستور قد مُسِخَ بكل ما يحتويه الى المحاصصة ، وكأن التغيير يعني إبدال محاصصة الحزب الواحد بمحاصصة أحزاب متعددة بحيث استبدلت دكتاتورية الحزب الواحد بدكتاتورية ألعن منها بكثير هي دكتاتورية المحاصصة ولا فرق بين الدكتاتوريتين إلا أن الدكتاتورية السابقة مفردة والدكتاتوريات الأخيرة جمع ، حسب نحو اللغة العربية .
الذي دفعني لكتابة مقالتي هذه هو العبارة التي وردت في زاوية التعريف بمؤسسة السجناء السياسيين في البصرة وهي " مؤسسة السجناء السياسيين شكلت وفق المادة ( 8 ) من الدستور العراقي تعنى برعاية السجناء السياسيين والمعتقلين السياسيين في حقبة حكم البعث الصدامي البائد من سنة 1968 ولغاية عام 2003 "وكأن ليس للسجناء والمعتقلين السياسيين قبل عام 1968 أية حقوق ، وبذلك يمكن إسدال الستار الأسود على الحقيقة الكاملة بأحقية الحقوق الواجب العمل الجاد بتحقيقها إسوة بحقوق السجناء السياسيين عام 1968 . ففي الوقت الذي نفتخر به بوجود مؤسسة تعمل على إنصاف السجناء والمعتقلين السياسيين وهذا يعد إنجازاً رائعاً لمنظمات المجتمع المدني التي يجب أن تكون كل نشاطاتها تصب في صالح الفرد العراقي ، أي عراقي مخلص لشعبه ووطنه ضحّى ويضحي في سبيل استقلال وحرية بلده العراق . ولكن أن تدخل المحاصصة في أحسّ المواقع التي يجب أن يتوفر الاخلاص في التعبير النظري والعملي من أجل رفع الغبن الذي عاناه ويعانيه السجين السياسي ليس من أجل توفير المادة كجزاء لمواقف السجناء المشرّفة فحسب وإنما لغاية أكثر تفضيلاً وهي خلق الإندفاع والاستمرار في أزكى عطاء يبذله المناضل والمجاهد والمكافح في سبيل وطنه وشعبه ، لأن ليس المال وحده بقادر على استمرار حركة الدفاع عن الوطن وقضايا الشعب وإنما رد الاعتبار للسياسيين الذين وهبوا حيواتهم و شبابهم في دياجير المعتقلات والزنزانات وارتقوا أعواد المشانق ، هذا الاعتبار من قبل الدولة والاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية الصادقة في برامجها وتوجهاتها السياسية ، هو المحك أولاً على صدق النية في التكريم الذي ليس من ورائه مصلحة ضريبية ضيقة وإنما التكريم الذي يعتبر دماً نقياً في أجسادٍ تأبى إلاّ أن ترفع رؤوسها شموخاً وعلواً حتى لو لم تنل التكريم المغلف بالقصدية النفعية وبذلك يمكن أن نطمئن على سيرورة الاخلاص والتفاني من قبل الأجيال اللاحقة عندما نرى الموقف الرسمي والشعبي من الجيل السابق وقد عزِّزَ بالتقدير الصادق والمطابق للأهداف النبيلة .
وحتى تكون مؤسسة السجناء السياسيين صادقة في عملها الوطني كان من الأجدى ليس التأكيد على ضحايا النظام من سنة 1968 لغاية 2003 بل يجب أن تكون الرعاية شاملة لكل مواطني العراق السجناء السياسيين من سنة 1963 والسنوات التي أعقبتها فهل إن الاضطهاد والتشريد والمطاردة والسجن والإعدام للسجناء السياسيين عام 1963 أقل من الممارسات التي تعرض لها السجناء بعد 1968 ؟ وحتى المقابر الجماعية لم تبدأ عام 1968 وإنما منذ عام 1963 عندما شرع البيان المشؤوم ( بيان رقم 13) على قتل وإبادة الشيوعيين أين ما حلوا ببيوتهم أو في الشارع أو اي مكان آخر وفق شريعة غاب لم يعهدها أي عهد مرَّ على العراق حيث ذهبت آلاف الشابات والشباب ولم يعد هناك متسع في السجون المبنية فتحولت بعض الجوامع والمدارس ومراكز الشرطة الخدمية والأندية الرياضية الى سجون ، وبذلك تحول العراق الى سجن كبير حقيقي .
وإن يغيب الأمر على المحاصصة التي وصلت الى حقوق السجناء السياسيين فليعلم المسؤولون في مؤسسة السجناء السياسيين في البصرة إن السجون قد بنيت لمن بدأ النضال الوطني منذ العشرينات مع كل الجهات السياسية التي آلت على نفسها أن تخلص بجد للوطن والشعب ولم يكن السجناء السياسيون لعام 1963 إلا المحور الرئيسي في مجابهة من خان الوطن وخان الشعب ورغم القتل والتنكيل والإعدامات والزنزانات المظلمة والمشانق المنصوبة لرقاب الأحرار استمر سجناء 1963 في النضال ضد الحكومات الجائرة سواءً في السجون أو بين أوساط الجماهير ، وليعلم أيضاً المسؤولون في مؤسسة السجناء السياسيين في البصرة إن نفس السجناء السياسيين لعام 1963 قد نُكِّلَ بعد 1968 وشردوا من بلدهم في 1978 ولحد الآن الكثير منهم يحتمي في المنافي لدى الدول البعيدة عن أهلهم ووطنهم وكلهم يستحقون (رعاية السجناء) التي تؤديها هذه المؤسسة مشكورةً ولكن إذا كانت رعاية السجناء السياسيين حقيقة ضمن رسالة حقيقية لهذه المؤسسة البصرية الرائدة عليها أن لا تجزأ الحقيقة هذه ولا تبخس حق من سبق وضحّى بكل ما يملك من صحة وروح في سبيل الوطن والشعب ، أقصد السجناء السياسيين لعام 1963 .

السجين السياسي لعام 1963
شاكر مجيد الشاهين



#شاكر_مجيد_الشاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرابة المواقف ومبادىء حسن الجوار
- تحرير العقل من سجنه ..... مطلوب
- لننهِ علاقاتنا
- نداء عاجل جدا


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر مجيد الشاهين - الحقيقة لا تُجزَأ يا مؤسسة السجناء السياسيين