أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي المحملجي - الثورة السورية















المزيد.....

الثورة السورية


صبحي المحملجي

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب هذا المقال على بعد 20 يوما من انطلاق الثورة السورية.
الثـــورة الســوريـــة :


الانطـلاقة الثـوريـة:

بعدما أطاحت الثورة التونسية بالدكتاتور زين العابدين بن علي، وانطلاق الثورة المصرية في الخامس والعشرين من نفس الشهر، ظهرت في موقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) دعوات من طرف الشباب السوري الثوري ليوم غضب سوري تم تحديد يوم الخامس من فبراير يوما له.
ولقد استطاع الشباب السوري الثوري جذب العديد من المتعاطفين وكسب قاعدة جماهيرية رائعة لهم، نتيجة للسخط الشعبي على النظام السوري.
واتفقوا على التجمهر أمام مجلس الشعب السوري في دمشق و ساحة سعد الله الجابري في حلب وذلك على الساعة السادسة مساءاً من ذلك اليوم.
قوبلت هذه الدعوة من طرف النظام السوري بتشديد الرقابة على الانترنت وتهديد المناضلين الشباب بالتعذيب والاعتقال كما قام النظام السوري بالعديد من الممارسات التضليلية الهادفة إلى الشق الطائفي والعرقي.
وفي الثامن والعشرين من يناير دعا الشباب السوري الثوري بدمشق في الساعة السادسة من مساء يوم السبت التاسع والعشرين من يناير لاعتصام سلمي بالشموع تضامنا مع ضحايا وشهداء الثورة المصرية. في ذات اليوم انقطع الإنترنت بشكل مفاجئ وذكر وزير الاتصالات السوريّ عماد صابوني في تصريح لوكالة سانا السورية الرسمية، أن أوضاع الاتصالات في البلاد طبيعية جدا ونفي أي حجب لمواقع التواصل الاجتماعي.
لقد شكلت هذه الأحداث انطلاقة الصيرورة الثورية. التي ستستمر وستصمد في وجه التقتيل والإرهاب والقمع الموجه من طرف النظام السوري.

طبيعـة النظام السـوري البونابرتي :

انه لمن العبث النظري والسياسي ادعاء تحليل أنظمة على طراز نظام الأسد تحليلا ماركسيا بدون الاستناد إلى المقولة الماركسية الرئيسية في هذا الصدد، ألا وهي البونابرتية.
فالسلطة البونابرتية هي سلطة شريحة بيروقراطية تحتكر سلطة طبقة معينة. وهي نتيجة عجز البرجوازية المحلية عن انجاز أي من المهام الديمقراطية (وهو ما يشكل سمة مشتركة لجميع البلدان ذات التطور الرأسمالي المتخلف) ولانتهازية قيادة المنظمات الجماهيرية للطبقة العاملة وانحطاطها. وهو ما يخلق وضعا لم تعد فيه الطبقة البرجوازية قادرة على الحكم بالطرق التقليدية وبشكل مباشر، بينما تكون الطبقة العاملة، وبسبب خيانة قياداتها وإصلاحيتهم وغياب أو ضعف الحزب الثوري، ليست قادرة بعد على حسم السلطة السياسية، مما يخلف ثغرة تملئها هذه الأنظمة البونابرتية وهذا ما حصل في الانقلاب المصري سنة 1952 والسوري سنة 1963، حيث استلم بعض الضباط ذوي النشأة البرجوازية الصغيرة السلطة وأقاموا ديكتاتورية بونابرتية.

هذه البيروقراطيات العربية التي تستند دائما على انقلابات فوقية، هي مختلفة عن بيروقراطية الاتحاد السوفيتي. فالثانية احتكرت سلطة البروليتاريا وهي نتيجة لتبقرط الحزب والدولة العماليتين. أما الأولى فهي أيضا بيروقراطية بونابرتية إلا أنها لم تكن نتيجة لتبقرط الحزب والدولة العماليتين بل كانت منذ بدايتها بيروقراطية بونابرتية تماما كالدولة الصينية بعد ثورة 1949 التي كانت منذ بدايتها دولة عمالية مشوهة بيروقراطيا.

إن البيروقراطية البونابرتية ليست قطعا طبقة، إنها كما عرفها ماركس في كتابه "الثامن عشر من برومير لويس بونابرت" فئة مغلقة اصطناعية، شريحة اجتماعية تقوم إلى جانب الطبقتين الفعليتين في المجتمع وتحاول الاستناد على الموازنة بين الطبقتين الفعليتين لتأبد سيطرتها السياسية والاقتصادية. ولهذا نجدها على المستوى الأيديولوجي دائما تحاول أن تغازل اليسار حينا والأصولية الإسلامية حينا آخر والأيديولوجية القومية أحيانا أخرى.
أما بونابرتية بشار في هذه اللحظات التاريخية وفي خضم هذه الصيرورة الثورية فهي لا تنفك تردد التهم باتجاه ما تسميه المؤامرة الخارجية المتحالفة مع الأصولية دون أن تكلف نفسها عناء شرح تحالفها مع الأصولية الإيرانية، كما تعمل على نشر أكاذيب تضليلية وكذا على استغلال بعض المواقف والأحكام المسبقة (الدينية والعرقية والأيديولوجية) لتخويف السكان وترهيبهم من خلال تهديدهم بمستقبل مشئوم في حال سقوط النظام.
لقد رفض النظام حتى الآن الاعتراف بالحركة الثورية، وهو ينشر جميع أنواع الأكاذيب والشائعات عن المؤامرات الخارجية، والمتطرفين الإسلاميين، ويجمع بين هذه الدعاية وبين تدابير قمع الوحشية، إطلاق النار بالذخيرة الحية على المتظاهرين، اقتحام الأحياء وتنفيذ الاعتقالات الجماعية، حصار المدن والبلدات بالدبابات وحرمان سكانها من الغذاء والماء، بل وحتى اختطاف الجرحى من المستشفيات أو قتلهم هناك على الفور. إن النظام المضطر إلى اللجوء إلى تدابير من هذا القبيل في التعامل مع حركة احتجاجية، هو نظام يحتضر بوضوح. ولا أمل له بالبقاء.
لقد زاد من انحطاط البونابرتية السورية انهيار الاتحاد السوفيتي، وانتقال السلطة بصورة كاريكاتورية إلى بشار الأسد الذي انفتح منذ سنوات خلت على كل من الصين وتركيا، وشرع في تحرير الاقتصاد تدريجيا.
إننا نرفض بالبث والمطلق موقف اليسار الإصلاحي الذي يتبنى نظرية الممانعة الفذة، فلا ممانعة حقيقية من خارج الممانعة التي ترفعها راية البروليتاريا الأممية. لقد سبق أن شرح منظرو الماركسية (ماركس، أنجلس، لينين، تروتسكي، تيد غرانت) أن انحطاط البونابرتية ضرورة تاريخية. لذا فموقفنا نحن كماركسيين يحتم علينا دعم الثورة السورية وتقديم البديل الاشتراكي الأممي، وشرح الفرق بين التأميم البروليتاري الخاضع للرقابة العمالية والتأميم البيروقراطي الخاضع لرقابة تله من الضباط. لا مساومة مع مغتصبي الحرية، هذا هو درس التاريخ، و علينا أن نفهمه و إلا فان التاريخ ليس بمسرحية شكسبيرية يمكن إعادتها بشطحة نظرية من جديد إلى الماضي إذا لم تعجبنا النتيجة.

• فليسقط نظام البعث. الإقالة الفورية للرئيس وتقديم جميع المسئولين عن الأنشطة الإجرامية إلى العدالة؛
• تشكيل مجلس تأسيسي يستبعد كل شخصيات النظام القديم ؛
• وضع دستور جديد يضمن أقصى قدر من الحقوق الديمقراطية؛
• مصادرة الأصول وتأميم الشركات التي تنتمي إلى شخصيات داخل النظام ووضعها تحت الرقابة الديمقراطية للعمال؛
• تشكيل لجان الأحياء لإدارة الشؤون العامة للمجتمع والدفاع عن النفس؛
• لا دعم لأي من الجماعات الإسلامية الأصولية. على اليسار أن يحافظ على استقلاليته ويقدم بديلا اشتراكيا للخروج من المأزق الحالي.

الأصــولية الإسلامية والامبريالية وموقعـهما من الثورة :

تعتبر الأصولية الإسلامية من أهم الظواهر التي برزت على السطح في فترة ما بعد الحرب الباردة، فالأصولية الإسلامية منتشرة عالميا، في أجزاء كبيرة من آسيا وإفريقيا حيث أصبحت تمثل في حالة حدوث أي انفجار ثوري أمل الامبريالية في بقاء العلاقات الاقتصادية التبعية.
وحتى في تكونها وتبلورها كانت مستندة على الدعم الامبريالي سواء في أفغانستان أو مصر أو الجزائر وكل البلدان الأخرى. إنها في زمن الاقتصاد العالمي والسياسة الحديثة تمثل قمة الرجعية.
فبعد ما استعمر أغلب العالم العربي من قبل الامبريالية الغربية الصاعدة والناشئة والمستندة عسكريا واقتصاديا على ثورتها الصناعية وأيديولوجيا على نهضتها الفكرية، نتيجة لتخلف المجتمع العربي تاريخيا واجتماعيا وحتى فكريا. حيث صار نظامه الإقطاعي نتنا وعائقا أمام صيرورة التطور.
فهمت الرجعية الامبريالية الغرب بالكافر، وفهمت الصراع بين المستعمر والمستعمر صراعا دينيا بين الكفار والمسلمين وهذا ما جعلها أثناء معاهدات الاستقلال الشكلية في كامل المنطقة العربية تستفيد من هشاشة الطليعة العمالية وتستخدم لخدمة مصالح الامبريالية.
ولقد زاد من انتعاش الرجعية الإسلامية سياسات الوفاق الطبقي التي كان ينتهجها ستالينيو العالم العربي وأحزابهم (الشيوعية)، وعدم ثقتهم في الطبقة العاملة. فأمثلة الهند، العراق، إيران، سوريا، السودان، الجزائر، اندونيسيا وعدّة بلدان أخرى أمثلة ساطعة لا يمكن تجاهلها. أما بعد الحرب العالمية الثانية (1939/1945) صارت الأصولية الإسلامية الدرع الواقي والواضح للامبريالية في كامل المنطقة العربية وكانت تسحق ببشاعة الحركات اليسارية والتقدمية أمام مباركة الأنظمة العربية الرجعية.
في الواقع إن الأصولية الإسلامية ظاهرة رجعية تمثّل مرحلة غريبة في مجتمع رأسمالي مريض، مجتمع ركد بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية للرأسمالية. ففشل الرأسمالية في إزالة الإقطاعية وتواصل وجود الأشكال البدائية للمجتمع الإنساني يخلقان التربة الخصبة للأصولية الإسلامية. يخلق هذا النمو الغير المتكافئ التناقضات التي تهيئ أسس الاتجاهات الرجعية في فترة الأزمة الاجتماعية. وحتى بلايين البتر ودولار لم تخدم إنجاز مهام الثورة البرجوازية، أي الثورة الصناعية، في دول النفط الإسلامية الغنية. وهو ما يبرز رجعية هؤلاء الحكّام وإفلاسهم التاريخي. في نفس الوقت فان الأصولية الإسلامية ظاهرة مؤقتة وسطحية. و الجهود التي بذلت لعصرنتها إنتهت بإضعافها.
والآن وفي خضم هذه الصيرورة الثورية الرائعة، يلتف البكداشيون [نسبة لخالد بكداش] الستالينيون و القياديين البيروقراطيين النيوستالينيين السوريين على النظام بحجة الحفاظ على المكاسب" الديمقراطية" و"العلمانية" وبحجة تواجد الظلاميين في الثورة على حد تعبيرهم، لكن البغداشيون يتوقفون هنا دون أن يشرحوا لنا طبيعة المكاسب الديمقراطية والعلمانية اللذان يتحدثان عنهما، فالدستور السوري الجامد منذ عام 1973، دستور مراوغ شأنه شأن كل دساتير البرجوازية والبيروقراطية، يلعب على الحبل الديمقراطي والعلماني في البعض من بنوده ويغازل الشريعة الإسلامية في بنود أخرى. مثلا في المادة الثالثة من الدستور نجد: دين رئيس الجمهورية الإسلام، والفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع. أما في المادة الأولى فيحدثنا الدستور عن سوريا كدولة اشتراكية شعبية وديمقراطية. كما أن الديمقراطية تتعارض بالبث والمطلق مع الحزب الواحد في الدولة.
أما فيما يتعلق بتواجد الظلامية في الثورة السورية فهو أمر طبيعي جدا، فكل ثورات الشعوب المضطهدة المنتصرة منها والمنهزمة تواجدت فيها الرجعية والفوضوية أيضا، إلا أنهم وبحكم عدم قدرتهم على توجيه أي حراك ثوري إلا في حالة عجز اليسار الفكري والبرنامجي، يدخلون متحف التاريخ من أبوابه الواسعة بمجرد ما تدخل الطبقة العاملة الصراع بقيادة حزبها الماركسي الحقيقي المتسلح بالمنظور الطبقي والبرنامج الذي يدمج المهام الديمقراطية بمهام التحرر الاجتماعي. إن الحل الوحيد لردع الظلامية المتحالفة مع الامبريالية لا يكون بالتحالف مع النظام السوري بل بشرح مبادئ الاشتراكية الأممية للجماهير السورية الثورية.

اليسار السوري وفهمه "للممانعة" (راهنية الحسم مع الستالينية والنيوستالينية) :

إن تاريخ القسم الأكبر من اليسار السوري ليس إلا تاريخ التخندق في الستالينية والنيو ستالينية، أي التخندق برنامجيا في برنامج الحد الأدنى والحد الأقصى، ونظريا في نظرية الثورة عبر مراحل. هذه النظرية وهذا البرنامج نسفا العديد من الثورات سواء على النطاق العربي أو الأممي، بل وساهموا أيضا في إنعاش الأصولية الإسلامية. وساهم هذا في جعل الأحزاب السورية الستالينية أكثر انحطاطا مع كل منعطف تاريخي هام، حيث تفشت العديد من الصراعات الداخلية والولاءات المتعددة، والعلاقات والتحالفات مع الحكومات والأحزاب الحاكمة في الدول العربية. دون نسيان التحالف الأعمى مع الزمر العسكرية التي قادت الانقلابات.
كما أن هذا القسم الستاليني وبحكم ولاءه للبيروقراطة السوفييتية، ازداد تدهورا كلما ازداد تدهور وانحطاط البيروقراطية السوفيتية. فمن ثورة عبر مرحلتين إلى ثورة (بعشر مراحل)، ومن المعارضة الكاريكاتورية إلى السقوط في أحظان النظام. لقد كانت لأغلب الأحزاب الستالينية سياسات كارثية اتجاه الأحزاب القومية ولم يفهموا يوما أنها يمكن أن تقمعهم بمجرد وصولها إلى الحكم.
لقد وضحنا في بداية المقال طبيعة النظام السوري البونابرتية، ومدى انفتاحه في سنة 2000 على العلاقات الدولية مع كل من الصين وتركيا وشروعه في تحرير الاقتصاد تدريجيا بعد وفاة حافظ الأسد. إلا أن الستالينية السورية والعربية تدعم النظام بحجة الممانعة، لذا ستكون لدينا وقفة مطولة لتفكيك نظرية الممانعة الفذة.
لقد سمعنا "أنشودة معسكر الممانعة" بما يكفي منذ سنوات خلت، أما آن لنا أن نفهم الدرس؟ إن تسمية بعض الأنظمة الديكتاتورية المتشبثة بالجمل القومية بمعسكر الممانعة لهي نكتة لا يكف عن ترديدها العديد من المنحطين "اليساريين"، خصوصا وأن هذا المعسكر لا يمتلك أساس أيديولوجي واضح ومنسجم، ولا يستحق حتى تسمية المعسكر، فالنظام الإيراني الشيعي مختلف ومناقض للنظام السوري وكذا لحركة حماس الفلسطينية الرجعية، إن هذا المعسكر الهلامي ليس إلا تجمعا لمصالح أنظمة ديكتاتورية تتشدق بجمل قومية لكسب الشرعية الجماهيرية ومشروعها هو بالضرورة مشروع رجعي.
إن اليسار الحقيقي لا يعقد أي علاقة مع أي نظام، بل يدافع دائما عن رايته الطبقية الأممية وعن استقلاليتها. لأنها الراية الوحيدة والأوحد القادرة على قيادة الجماهير العربية والعالمية نحو التحرر من قيود الاضطهاد والاستغلال الطبقيين.
لقد كان الشيوعيون العراقيون يذبحون بالملايين، وفي نفس الوقت كانت القيادات والأحزاب اللبنانية والفلسطينية الستالينية تقيم العلاقات مع حزب البعث العراقي. دون نسيان أن النظام العراقي وصل إلى الحكم عن طريق انقلاب 1968 بالتنسيق مع وكالات الاستخبارات الأمريكية لإنقاذ الدولة البرجوازية العراقية من الإطاحة. هذا النظام الذي كان يسميه قسم كبير من اليسار الستاليني_الماوي "نظاما وطنيا" كان في سنة 1970 يتفنن في اغتيال وتصفية المقاومة الفلسطينية متحالفا مع النظام الأردني. أما فيما يتعلق بالنظام الإيراني الأصولي، الذي كان صعوده على الساحة العربية نتيجة لانحطاط الطليعة الستالينية واليسار الإيراني، ولدعم الامبريالية الفرنسية والأمريكية للخميني، تفنن بعد وصوله إلى السلطة في اغتيال اليسار الإيراني وتصفيته. والآن نجد قسما كبيرا من ستالينيي ونيو ستالينيي العالم العربي يعتبرونه نظاما ممانعا، كيف يمكن لنظام وصل نتيجة للدعم الفرنسي والأمريكي أن يكون نظاما (ممانعا)؟
ناهيكم عن أن حركة حماس الرجعية والتي يعتبرها المنحطون اليساريون "وطنية"، ومناهضة للصهيونية والامبريالية لها علاقات وطيدة بالمملكة السعودية، أي المحمية العظمى والحصن الرئيسي للامبريالية في كامل المنطقة العربية.
في الواقع كل الأنظمة العربية القائمة من المحيط إلى الخليج هي أنظمة رجعية، تقمع شعوبها، تزج بالمناضلين كل يوم في السجون ليعذبوا وليغتالوا، تمرر في مقرراتها التعليمية والثقافية كل مبادئ الأيديولوجية الرجعية والليبرالية، اقتصادها لا يعمل إلا على مراكمة الثروات للبرجوازية بينما الغالبية العظمى تعيش الذل والقهر. أما الحركات الأصولية فهي رغم جملها الطنانة المكفرة للغرب فهي في عمق مشروعها لا تمتلك مشروعا حقيقيا نقيضا للامبريالية. فالامبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية وهي مرحلة الاحتكار على أنقاض مرحلة المنافسة والمزاحمة الحرة، لذا وحده المشروع الاشتراكي الأممي القادر على ردع الامبريالية، ووحده يستطيع تجسيد الممانعة الحقيقية.
إننا نوجه رسالتنا إلى الشباب السوري الثوري، والى الجماهير السورية الثورية، والى قواعد الأحزاب الستالينية، من أجل الالتفاف حول إيديولوجية الطبقة العاملة ونظريتها وبرنامجها الثوري الانتقالي. حتى يتسنى لهم دحض البيروقراطية نظريا وفعليا. وكذا تحصين ثورتهم من الامبريالية الغربية المتحالفة مع القوى الأصولية الظلامية.

مهــام الثــورة السـوريـة المستقبليــة:

إن مهام الثورة الرئيسية تتمثل في إسقاط النظام ألبعثي المتعفن، وتقديم جميع المسئولين عن الأنشطة الإجرامية ومحاكمتهم من طرف قضاة منتخبين ومراقبين من المجالس الشعبية، وتشكيل مجلس تأسيسي منتخب ديمقراطيا من طرف الجماهير الكادحة والعمالية في خضم الثورة، بالإضافة إلى تشكيل لجان الأحياء ولجان الدفاع لإدارة الشؤون العامة للمجتمع والدفاع عن النفس. ناهيكم عن تأميم ومصادرة أملاك البرجوازية والبيروقراطية ووضعها تحت الرقابة العمالية.
صحيح انه إذا أطيح بالنظام السوري، ولم توجد طليعة عمالية حقيقية متسلحة بالمنظور الطبقي وبالبرنامج الذي يدمج المهام الديمقراطية بمهام التحرر الاجتماعي، فان هذا يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى صعود عناصر برجوازية ديمقراطية ستستمر ببساطة على خطى نظام البعث في تحرير الاقتصاد أمام المفترسين الامبرياليين.
إلا أننا ينبغي علينا أن نفهم أنه حتى لو قمعت الثورة السورية الحالية فان اندلاع حركة ثورية جديدة ليست إلا مسألة وقت، إن زوال هذا النظام أمر محتوم والسؤال الذي ينبغي أن يطرح هو كالتالي: ما الذي سيحل محــله؟ [......] هل هو نظام برجوازي ديمقراطي أي نظام يجسد ديكتاتورية الأقلية أم نظام الديمقراطية الحقة أي الديمقراطية العمالية؟ النظام الأول لن يصعد إلا في حال غياب قيادة عمالية ثورية ولن يستمر طويلا ومسألة سقوطه لن تكون إلا مسألة وقت وفقط، فالشغل والسكن والاستقلال القومي غير ممكنة التحقيق في ظل وجود الرأسمالية (سواء في شكلها الأصولي أو الليبرالي) في مرحلة انحطاطها وإفلاسها التاريخي. أما الثاني أي نظام الديمقراطية العمالية فهو الحل الوحيد والأوحد للجماهير السورية الثورية لن يكون إلا نتيجة لوجود القيادة العمالية الثورية ولدورها الثوري. هذه القيادة العمالية ستنبثق في حال تواجد الماركسيين نظريا وتنظيميا وبرنامجيا في الثورة كما انبثقت فينوس من زبد البحـر.



#صبحي_المحملجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الماركوزية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي المحملجي - الثورة السورية