أين هم من حقوق الإنسان ؟

سهر كوسا

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 22:58
المحور: القضية الكردية
    

لايكاد أي مدينة في العالم يخلو من وجود تعددية في القوميات والأديان والمذاهب. وتلك حالة غير سلبية اذا ماجرى التعامل معها من خلال المبادئ والقيم الإنسانية المعروفة. ولكن القوى الاستعمارية التي فرضت هيمنتها على العديد من المدن وأقطار العالم فترة طويلة من الزمن كانت تستغل هذا الحالة لخدمة وجودها الاستعماري ومصالحها الغير مشروعة، فعملت على سياسة خبيثة تقوم على التفريق بين أبناء المدينة او البلد الواحد وإذكاء النعرات العنصرية والدينية والطائفية ليسهل عليها التحكم في مجريات الأمور وفتح ثغرات في الجبهة الداخلية لتبقى اثارها ونتائجها السلبية حتى بعد خروج المستعمرين.والملاحظ ان الأعلام يحاول هو الأخر كانعكاس لسياسات حكوماته الاستعمارية استغلال هذه الحالات ويركز عليها ويدعي التعاطف معها وكان هذه الحالة مقتصرة في وجودها على الأقطار التي يريدون تأجيج المشاكل فيها. في حين ان مدنهم تزخر بالامثله الحية على اضطهاد الأقليات . وبسط النفوذ الاستعماري على الاخرين في الوقت الذي يتحدثون فيه عن نظامهم الدولي الجديد وحقوق الإنسان، ولو أخذنا مثلاً على ذلك مايحدث في كركوك(الكوردستانية) وهي جزء لايتجزأ من كوردستان المستقلة من حيث طبيعة سكانها القومية والدينية ومن حيث الوجود الجغرافي الذي هو جزء من كردستان . ومع ذلك فأن العراق قد ضمت هذه الجزء الكوردي بالقوة ولازالت تشن حرباً شعواء على السكان الكورد وقواهم الوطنية المطالبة بالحرية من الاستعمار العراقي. ولو حاولت العراق ان تطبق جزء يسيراً مما تتهم به الأقطار الأخرى التي تسميه بحقوق الإنسان. لوجدت نفسها في مقدمة الدول التي تخرق حقوق الإنسان وحق تقرير المصير، وكذا الحال مع الكيان الاستعماري الذي يحتل الأراضي الكوردستانية في شنكال وزمار وخانقين والمدن الاخرى ويضطهد أصحاب الأرض رغم ان قرارات عديدة قد صدرت بشجب هذه الحالة واعتبارها غير شرعية. ومع ذلك فان الامم المتحدة والكوردستانيين لم ترفع يوماً صوتها حتى بالاحتجاج على هذه الممارسات الهمجية.
ان الدول الاستعمارية كالعراق وهي تمارس السياسة العنصرية داخل أقطارها وفي تعاملها مع الآخرين لايحق لها الحديث عن حقوق الإنسان . والتباكي الزائف على الأوضاع في الأقطار الأخرى لمجرد أنها تحقد عليها وتعاديها. فالشعوب الحرة قادرة على حل مشاكلها بنفسها. وما من مشكلة لايمكن حلها الا اذا رفعت القوى الاستعمارية يدها عنها وتوقفت عن التدخل في شؤون الشعوب الأخرى.

#سهر_كوسا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات