أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شادي الشرفاء - اقتلاع المسيحيون العرب من العالم العربي














المزيد.....

اقتلاع المسيحيون العرب من العالم العربي


شادي الشرفاء

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 13:23
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بالتزامن مع المعيرات المهلة في العالم العربي إثر مسيرة الثورات المتعاقبة يتقلص أعداد المسيحيون العرب بشكل مضطرد. لا نفترض أن الثورات عامل سببي لهجرات المسيحيين ، فالهجرات مستمرة منذ عقود طويلة، لكننا ليس مجرد أمام مشهد جديد تزداد به حجم الهجرات المسيحية من العالم العربي، إنما أيضاً أما خطر استعماري داخلي ووجه آخر للاحتلال عنوانه " استبداد الأغلبية" والهجرات قد تطال فئات أخرى من المجتمع.
بظل الشعور العام بسرقة الثورات واختطافها من قبل الاسلام السياسي والحركي، فإننا نلحظ عملية اقتلاع تدريجي للوجود المسيحي وغربلة أقرب ما تكون إلى التطهير، وذلك نتاج أسباب ذاتية وموضوعية أبرزها أولاً: الشعور المتفاقم بالإغتراب لدى العرب المسيحيين . فبحضور سطوة الحكم المستجد ومؤثرات المصير المجهول يتشكل الاغتراب حيث ينفصل الانسان عن نفسه وعن طبيعته فيعيش الفرد بعالم متناقض يفرض تطبيقه لمعايير غريبة عن حياته، فيترسخ اغترابه وينفصل عن ذاته الانسانية وتتشتت تطلعاته وآماله وتتكرس تبعيته، فيغترب الانسان عن وجوده لصالح قوى أخرى، فإما أن يلجأ إلى الهجرة أو إلى إحضار تيارات انتهازية كمظلة أو إلى ثورة جديدة واحتمال الاخيرة شبه منعدم. أما ثانياً: غياب القوى الديمقراطية التقدمية المعبرة عن الهوية العروبية الوحدوية وإحلال محلها قوى تستخدم التجيش الطائفي والتحريض العنصري ودغدغة العواطف الروحانية مما لا يؤسس إلى ديمقراطية أو حداثة، إنما يساهم هذا الاستقطاب الطائفي في تشتيت الانسجام الداخلي وتفتيته وتقسيمه افقياً وعمودياً. لا يعني ذلك أن النظم السابقة للثورات العربية قد شكلت مظلة حماية للمسيحيين كأقلية ، فهذه النظم المتداعية قد ساهمت في شق الصفوف والنسيج الاحتماعي منهجياً لتثبت أركانها. وثالثاً : التدخلات الخارجية المتواصلة لزرع الفتن واستمالة الطوائف وتعزيز الشرخ والتشرذم في بنية مجتمعاتنا العربية وأساسها الاقتصادي ، يسهل مهمتها تلك أدوات سياسية لاهوتية تستثمر الاحتقان المستحدث وتشوه الهوية القومية الموحدة خالقة وعي عرقي وطائفي جديد يفوق الهوية العربية.. فما زال الاسلام السياسي والمسيحي الكهنوتي يترنح في تصالحه مع الهوية العربية.
إننا نواجه معطيات خضيرة للوجود المسيحي في المنطقة العربية ، بمصر مثلاً ، لدينا ربع مليون مهاجر حتى نهاية 2011 وتفيد الاحصاءات أنه من شهر آذار مارس حتى سبتمبر الماضي وسقوط مبارك هاجر وهرب 100 ألف قبطي خارج مصر والعدد متزايد.
أما العراق فقد تقلص عدد المسحيون من 1ز5 مليون في عهد صدام إلى أقل من النصف نتاج السلسلة الدموية للتفجيرات وحرق الكنائي بالعشرات والاستهداف المباشر لهم بالقتل... أما سوريا فلدينا 850 ألف مسيحي بدأت بالفترة الأخيرة حملة ترهيب وملاحقة تؤشر إلى خطورة جديدة، وفي لبنان وبعد أن كان المسيحيون أغلبية في القرن الماضي فإن عددهم اليوم حوالي ثلث السكان، فالمعطيات تشير إلى هجرة حوالي 50 ألف سنوياً ، والتعداد السكاني ثابت منذ مدة على 4.3 مليون كون الولادة لا تجاري الهجرات.. وفي قلسطين فإن الحالية مشابهة، بغزة يناشدون للحماية ولا نجد من هو قاجر على ممارسة السلطة، كذلك في الضفة حيث الهجرات المتواصلة وهذا أشبه باللجوء الجديد وعددهم اليوم عشر عددهم السابق ، ناهيك عن المسيحيون في أراضي 48 حيث يواجهون قمع مزدوج فتقلصت نسبهم من 19% عام 1940 إلى 1.9% اليوم.
إن الطائفية ليست سوى بوصلة استعمارية تفتت الشعوب العربية، فقضيتنا هي قضية قومية وتحررية بالأساس وليست دينية، ,وإذا تحولت إلى دينية سينقسم العالم العربي ما بين مسلم مسيحي وشيعي سني وعربي كردي وغيرها. وهذا صراع وجودي ما بين الظلامية والتنوير فإما ديمقراطية تقدمية حقيقية وتصالح مع الهوية القومية أو تدمير إقليمي وعودة التاريخ إلى الوراء.



#شادي_الشرفاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوا نحو النازية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شادي الشرفاء - اقتلاع المسيحيون العرب من العالم العربي