أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمدداؤود - محمد والشعراء














المزيد.....

محمد والشعراء


احمدداؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقلل محمد من شان الشعراء ،ويعتبرهم مجرد اناس ضالين وغاويين،ويعلن بان
(الشعراء يتبعهم الغاوون)،ويوكد( بانهم يقولون مالا يفعلون) وانهم ( في
كل واد يهيمون ). بينما يعتبر بعض اتباعه الشعر من الموبقات التي تحرض
علي الفسوق والكفر،ويطالبون بضرورة الاهتمام بمدح المصطفي الذي هو محمد
والابتعاد عن كل اشكال الشعر التي قد تصطدم بتعاليم الدين الحنيف،ولئن
اتصف عرب الجاهلية باجادتهم للفنون الشعرية الا ان مجي محمد تسبب في
اغفال الشعر وابتعاد عدد كبيرمن الناس عنه_ولكن يبرز السؤال ماوراء
مناهضة محمد للشعر؟.
حينما اعلن محمد نبوته اتهمه عرب الجاهلية في بادي الامر بالجنون ،بل
اعلنوا انه مجرد شاعر ،واشاروا الي ان ماجاء به ليس الهي ،وانما هو من
بنات افكاره،وليثبت محمد صحة مايزعم وخطا مايذهبون اليه لجأ الي تنبيهم
لقدرات الله ،فتارة يدعوهم الي التفكر في السماء والشمس والقمر،وتارة
اخري الي النظر في انفسهم وفي المخلوقات الاخري ،بيد انه حينما فشل في
اقناعهم واثبات انه مرسل من اله هذا الكون ،وتمسكهم بانه مجرد شاعر ،عمل
محمد بكل ما اوتي من قوة علي اثبات صحة مايتزعمه ونفي تهمة الشعر عنه
،لذلك قام بالهجوم علي الشعر والشعراء ،ووصف الذين يتبعونهم بالغاويين
،كما انه اشار الي انهم يقولون مالايفعلون في محاولة يائسة منه للتبرؤ
منهم واثبات صحة مايزعم .
ورغم انه يسعي الي نفي تهمة الشعر عنه الا ان المتامل لسور القران يدرك
جيدا بانها ليست سوي قصائد شعرية التزمت بكافة قواعد الشعر من قافية
وغيرها من القواعد الاخري.ولنوضح اكثر لابد ان نورد احدي تلك السور التي
ما ان يقراها الشخص حتي يدرك بانها مجرد قصيدة شعرية .ففي مطلع السورة
يعلن محمد (والضحي) ويوكد في الثانية (والليل اذا سجي ) وليتزم بالقافية
حتي قبل نهاية السورة ويضيف (ماودعك ربك وما غلي .وللاخرة خير لك من
الاولي .ولسوف يرضيك ربك فترضي .الم يجدك يتيما فاوي.ووجدك عائلا فاغني
.ووجدك ضالا فهدي) ويغير القافية ويشير الي انه ( فاما اليتيم
فلاتقهر.واما السائل فلا تنهر).
وبغض النظر عن استبداله للقافية في نهاية السورة الا انه لايوجد فرق
بينها وبين اي قصيدة شعرية سوي ان محمد يزعم (بانها كلام الله) وكاني به
يشير الي انها (قصيدة الهية).
في المقابل يبرز السوال هل الشعراء يتبعهم الغاوون ؟
يعتبر الشعر من من الفنون السامية التي ظلت تثري حياة الانسان علي مدار
التاريخ وتعمل علي تحريره من حياه الخوف والجهل والاضطهاد،ويكفي ان تلقي
نظرة علي التاريخ حتي تدرك مدي اهميته ،فاروبا التي تحررت من عصر
الانحطاط والظلم ،كان للشعراء دورا كبيرا في ذلك التحرر،فعن طريق القصائد
الداعية الي التحرر والمساواة والسلام ،تمكن هولاء الشعراء من نقل
اروبا من حياة الحروب والجهل الي حياة العلم والمعرفة والسلام ،ولئن اثبت
الشعر اهميته في حياة الانسان الا ان الدين الذي زعم موسسه ان منزل من
اله الكون عجز عن اضافة شي يذكر للانسان سوي انه تكفل يتشويه فكره وعقله
وجعله مجرد كائن سلبي يهدم اكثر ممايبني ،وطالما ان الشعر والشعراء
اثبتوا اهميتهم في حياة الانسان فاننا لايمكن ان نقلل من دورهما ونعتبر
الشعراء مجرد اناس يتبعهم الغاوون وانهم يقولون ما لا يفعلون وفي ذلك
اجحاف لهم وتقليل من دورهم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انبطح المسلمين ام ان تعاليم محمد تجاوزها الزمان


المزيد.....




- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمدداؤود - محمد والشعراء