أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - لمصلحةِ منْ هذه الحشود على إقليم كردستان؟














المزيد.....

لمصلحةِ منْ هذه الحشود على إقليم كردستان؟


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أدري إن كان مكتوبا على الشعب العراقي,أن تسيرهُ حكومات تحاول تغطية الخطأ بأفدح منه, وتحاول أن تعمي شعباً قصرت بتحمل مسؤولياتها إزاءه حتى ما عاد يشعر بأبسط حق له في الحياة نتيجة ما يرى من إهمال, وإجحاف, وظلم. وعدم إحساس للمسؤولين بكل معاناته.
عجبتُ من هذا الكرسي العراقي المروّع!
هذا الكرسي القادر بسرعة فائقة أن يحول الضحية إلى جلاد, وأن يجعل الحرب حلاً لاخيار له, وكأن هناك إرادة ورغبة جامحة للقضاء على بقايا شعب أنهكته الحروب ودمرته السياسات الخاطئة التي تعاقبت عليه, وما أشبه قادتنا ببعضهم, حين يتفاخرون بعضلات الجنود وموتهم, وذلك بالزج بهم بغزوات وحروب لامعنى لها كما فعل المقبور صدام معإايران والكويت, وكان يمكن بأقل حكمة وحوار أن تحل الأمور, لا أن تستحق كل الموت والاحتلال الذي كان الشعرة التي قصمت ظهر العراق والحلقة التي ربطت سلسلة الأحداث لإبادة الملايين من ابنائه..
هل غاب العقل ليصبح التدمير حلاً ورغبة مجنونة لا رادع لها بالحكمة؟
أين عقلاء القوم؟
كأنني اليوم أرى وحشاً على شاهقٍ يصرخُ:
لا, لكل بناء, ونعم للموت والهدم والدمار..!
نعم هذه هي صورة الحكومة العراقية اليوم بعد أن فكرت بتحشيد قوات دجلة على إقليم كردستان الذي برغم كل مابه من تناقضات وعذابات وإرث حرائق مرعبة, إستطاع أن يكون الوجه المشرق للعراق, والمكان الآمن والبهي الوحيد لكل من يذهب اليه من العراقيين وهو يفتح أرضه للعيش الحر لكل راغب بالحياة هناك. إقليم سائرٌ نحو الحضارة بتعقل وتوأدة وصبر وقناعة بحق الإنسان بحياة أفضل.
أسمع اليوم صوت بعضٍ من أحبتي الهاربين من الموت في بقية محافظات العراق, وهم يصرخون: ألا يشبع الموت من مطاردتنا؟
ليعلم السيد رئيس الوزراء المالكي ومن يختار خيار المواجهة العسكرية, إنه لو وضعت اللعقول العراقية النظيفة التي تخلصت من أثر البداوة والشوفينية المقيتة والحسد واستعباد الآخر أما خيارين, فجميعها ستختار الوقوف مع كردستان ولا يريد تدميرها.
كردستان, حيث الإرادة الصادقة بالحياة الآمنة والتعايش الأخوي, برغم الكثير من القصور المنطقي في بدء كل بناء وتجربة أولى, لكننا نرى الرغبة الحقيقية ببناء حضارة حديثة قائمة على أساس مباديء حقوق الانسان, وهذا ما لمسه كل من ذهب الى كردستان وعايش أهلها واحتك بالمسؤولين هناك واطلع على نواياهم الحقيقية وتعاطفهم مع بقية أبناء الشعب العراقي.
هل هناك رغبة بإخلاء المحافظات العربية من العقلاء ليرتع الجهل وليستطيعوا قيادة الخراف كما شاؤوا وبصمت لا يسمعه أحد في العالم, وليقضوا على الأصوات المعارضة تماما؟
إن هذا الوضع يذكرني بإخلاء العراق من اليسار والمثقفين والعقول النيرة حين إستلام صدام حسين السلطة وذلك بالتهجير, والاعتقالات, والاضطهاد, والاغتيالات, حتى صار لدينا أربعة ملايين لاجيء في الخارج قبل سقوط النظام حيث ازداد العدد, وهي أكبرهجرة للعراقيين في التاريخ, وليلعب المجرم بالبلد ماشاء وليوصله لأحط وأسوء وأفقر مستويات العيش, وليفتح له كل أبواب الجحيم برعونته وجنونه.
الغريب أن أجد يعض الأصوات ممن يدعون الثقافة والوعي, ينظرون بحسدٍ الى ماتوصلت اليه كردستان, من سلام وأمن وخدمات أسعدت كل انسان سوي, يحب الخير للجميع.
هل هذه هي النفسية العراقية المحطمة التي استطاع البعث المجرم أن نكونها لنكره بعضنا؟
لمَ الحسد والرغبة بتدمير بنيان أخ وشقيق كان معنا في حفرة الموت الواحدة وعلى خط النار الواحد؟
حتما, وكعادة أغلبية أهلنا في العراق سوف يتهمُ قائل الحق ويـُرمى بشتى العلل, لذلك أعلن ُأنني لست ممن استلم مالاً من أحد, أو حظيَ بجاهٍ أو سلطة, وأقول قولي إيمانا بمبدأ التعايش السلمي بين الشعوب والذي كنا نثقف الآخر به طوال حياتنا ونحن نقارع أعتى دكتاتوريات العصر.
اقول قولي هذا بحق الشعب العراقي من عربه وكرده, ومنعا لإراقة الدماء, بحق الشعبين فالشعب الكردي ليس أقل معاناة من بقية مكونات شعب العراق, إنما هو شعبٌ عانى مالم يعانيه شعب بالتاريخ الحديث, شعب أريد له أن يباد كما أبيد الهنود الحمر, حيث كان الطاغية صدام حسين يتلذذ بمحاولات فنائه ومسحهِ من خارطة الوجود.
إذن يبقى السؤال:
لمصلحة منْ يـُزج بعسكرٍ منهك لأتون حرب جديدة وهم لم يشفوا بعد من موت يومي يحصد الأبرياء في الشوارع والطرقات والمدن والقصبات؟
هل ينقص العراق أرامل وثكالى وأيتاما وخرابا بعد؟
من هنا أدعو كل انسان عاقل, أن يضم صوته لصوت العقل ويرفع شعار:
يا مسؤولي العراق أرفعوا أيديكم وحشودكم عن كردستان, واسمعوا صوت العقل الذي بدونه ستكون نهاية مروعة لحرب أخوةٍ, تمزق العراق وأهله من الشمال الى الجنوب..



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقة بلا وطن/11
- عاشقة بلا وطن/10
- عاشقة بلا وطن / 9
- عاشقة بلا وطن / الجزء الثامن
- عاشقة بلا وطن / الجزء السابع
- عاشقة بلا وطن / الجزء السادس
- عاشقة بلا وطن / الجزء الخامس
- هل نحن نفهم الوطنية بشكلٍ صحيح؟
- عاشقة بلا وطن/ الجزء الرابع
- عاشقة بلا وطن /الجزء الثالث
- بعض العلل في ثقافتنا, ومحيط الفيسبوك
- عاشقة بلا وطن/ الجزء الثاني
- -عاشقة بلا وطن-
- تنتظر وطن!
- الدفاع عن الحقيقة واجب الجميع
- أردتك َ ربّاً
- التوحيد في العشق
- -بلا أهلٍ ولا وطنِ-
- حزن الجنة
- هل عرفت السر؟


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - لمصلحةِ منْ هذه الحشود على إقليم كردستان؟